ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عظم الله أجركم أخي مسعود. ورحم الله ميتكم. وفرج كربتنا وكربتكم..

تعلمون أنني قرأت ما كتبتم من خلل الدموع.. أحباب كثر نعاهم إلينا البريد لم نستطع حتى أن نكتب فيهم أسطر وداع نرثي فيها أنفسنا أتعلم لماذا؟؟ نخاف على بنيهم وبناتهم من بعد..

إيه.. إيه.. ملعونة هذه الدنيا هؤلاء الذين شردوك وشردوني يمنون عليك بلجوء، وعلي بإقامة منقوصة..

يقول النورسي ( بديع الزمان ) أتعرفه هو عندنا وارث ومؤسس وهو لنا إمام

ترى قلما يكتب.. ولا ترى اليد التي تحمله وترى اليد ولا ترى الرأس التي تحرك اليد..

والله من ورائهم محيط

نلتقي إن شاء الله على الجغرافيا المسلمة قبل الرحيل ... زهير سالم

لا تدع الحجل وحيداً.. إلى صلاح برواري

مسعود عكو

ظننت أنك ستكبر وتكبر في العمر، حتى تشيخ فيجتمع حواليك أصدقاءك الكثر، وتتناقش معهم في قضايا لغوية وثقافية وفلكلورية. ظننت أنني سألتقيك ثانية في "دمشق أو دهوك" ذات مرة، ونضحك على أخر "نكتة" أقولها لك عن "الأشيتية والغربية"، ظننت بأن الموت قد ينساك الأن. لكن كان الخطأ ظني، لأعلم منك عبر بريدك الإلكتروني أنك رحلت، رسالة قصيرة مليئة بالحزن، كلمات قليلة مفعمة بالآسى، يقول نجلك "آلان" بأنك رحلت إلى بارئك فرحلت معك كل تلك الأماني.

 

صلاح برواري الكردي الأصيل كالجودي وهمرين، المناضل في صفوف البيشمركة، الصحفي، الكاتب، الشاعر، الصديق الطيب، رحل في ليلة شتاء باردة، بعد أن ترك حصانه الجامح وحيداً، حصان اللغة والثقافة الكردية، والأدب العربي الذي نال منه كما نال من حليب أمه. صلاح برواري يرحل ليترك الحجل وحيداً يقبقب في روضة الكلمات، فأمست الكلمات وحيدة والقصيدة يتيمة.

 

لم أودعك صلاح عند رحيلي عن بلادي، وآثرت ألا اتصل بك عندما علمت بأنك سقيم بذاك المرض الخبيث، لم أكن أريد أن أعزيك في حياتك، وها أنا ذا أعزيك في مماتك، هذه العلة التي أعيت الكثيرين غيرك، كثيرون رحلوا مثلك، ومنهم ينتظر الرحيل. أجدني الأن أودعك يا صلاح، بل أودع كلماتك وروحك، فجسدك فارق الحياة، وأنا بعيد عنك حتى أنني لا أستطيع حضور لحدك، فسامحني يا صلاح وأنت خير من يسامح.

 

سنوات عديدة قضيناها سوية عندما عملت لدى "مكتب إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني" كمراسل لهم في دمشق، تكلمنا كثيراً في مكتبكم الكائن في منطقة "المزرعة" في دمشق بالقرب من جامع الإيمان، المكان الذي يضم مئات الكتب، خلاصة حياتك الثقافية وترحالك في بحور الأدب وميادين السياسية التي خضتها مناضلاً شجاعاً ضد الطغاة في العراق، ومناصراً لقضايا أخوتك الكرد في كل مكان، المكان الذي سيشهد دائماً على ثقافتك الواسعة وغناك الأدبي والشعري.

 

لم أكن أتصور أني سأكتب في رثاءك، فلم يخطر ببالي قط بأنك سترحل بهذه السرعة، وما يزال قلمك يكتب الكثير من الأدب، ويجمع الكثير من الكلمات والمفردات لتضمها إلى قواميس عدة كانت مخطوطات لديك. ترحل وما تزال القصائد تنتظر من يكتبها إلى النساء اللائي ينتظرن جمال وصفك وحسن تعبيرك، إلى الجميلات التي سيحزنن لا محال على رحيلك.

 

لكن يبدو أن القدر دائماً أقوى منا جميعاً، فخطفك في عز عطائك، وأمسينا على رحيلك محزونون، فلا سراج يدوم إلى النهاية ولكن ما ظني سراجك سينطفئ بهذه السرعة، فلا مرد لقضاء الله وليسكنك الباري فسيح جنانه، واعلم يا صلاح بأننا سنشتاق إليك دائماً، وسنحكي للكثيرين عن قصصك الجميلة، فنم بسلام ولتخلد روحك في الجنة. وأملي أنك لم تدع الحجل وحيداً يطير في السماء، باحثاً عن العشق والقصيدة والجمال.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ