ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الحريات في الضفة ممنوعة إلا الكفر

عبد الرحمن أبو العطا*

لا يمكن أن نضع ما كتبته فتاة من طوباس في مجلة تستهدف الشباب مقرها رام الله وتوزع أعدادها في الضفة خارج سياقها وليست الكلمات التي وجهتها إلى خالقها وخالقنا سبحانه وتعالى أفكارا قابلة للنقاش نبعت من داخلها بعيدا عن حالة الكبت العامة التي تقيد الناس وتخنق أنفاسهم وعبث المؤسسات المدعومة من جهات تكن لنا العداء.

فالكتابة في السياسة بموضوعية و اتزان ممنوعة لأنها لا تعجب الساسة فهم يرون أخطاءهم بدقة متناهية ولا يحبون أن يذكرهم بها أحد ، و الحديث في الاقتصاد يصيبهم بحالة من الجنون تظن معها أنهم فقدوا أعصابهم وانقطعت أنفاسهم من فرط فشلهم في إدارته ، والكلام عن معيشة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية يبث في قلوبهم رعباً وكأنك تكشف أستارهم وتفضح ما يخفيه الليل من قبيح أعمالهم.

وهذه الحال تشمل جميع مناحي الحياة فلا يمكنك أن تطالب بحقوقك إلا عن طريق واسطة من العيار الثقيل بل وبها يمكنك أخذ حقوق الآخرين وعليهم أن يبحثوا عن واسطة أثقل من واسطتك ، وإذا قلت نحن بحاجة إلى جيش شريف يحمينا من هجمات اليهود وغدراتهم اتهموك بالجنون تحت ذريعة قوة الأعداء.

 فأين ذهبت ملياراتنا أيها العلمانيون طوال أكثر من ستين عاماً ولماذا لم نستطع أن نبني تلك القوة المكافئة ؟! وهل تقديم القرابين عبر التنسيق الأمني يقربنا من بناء القوة أم يبعدنا عنها مسافات مترامية الأطراف ؟!.

ومن الجهة الأخرى تنتشر المؤسسات التخريبية الدولية والمحلية التي وضعت على رأس أولوياتها تدمير الشخصية العربية وغسل الأدمغة لتضل المنطقة في دوامة لا تنتهي ، تعمل في وضح النهار ، وتجد التشجيع وتحصل على التراخيص اللازمة في أيام قلائل ، ولا يمكن إغلاقها لأن ذلك مخالف لحرية الرأي والتعبير ، و لأنها تقدم خدمات مفيدة لشبابنا وتساعدهم على استشراف المستقبل وتعلمهم كيفية التعامل مع مستجدات العصر المتطورة.

وبين حالة الكبت العامة وعمليات غسيل الدماغ تبرز على السطح النتائج وهذه إحدى عيناتها فتاة فلسطينية من عائلة مسلمة انحدرت عقائدها نحو الإلحاد ، وبلغ بها الجهل إلى الاستهزاء بمقام الألوهية بما لم يجرؤ عليه إبليس _لعنه الله_ حين قال: "إني أخاف الله رب العالمين" صدق وهو كذوب.

نعم إنها ضحية لواقع مؤلم مفتوح لأصحاب العقائد الباطلة من اليهود والنصارى ، فالمشركون الأوائل قالوا مثل قولها بأن الله لا يعلم كثيرا مما يقولون، وظنّ اليهود الربّ القوي العزيز ضعيفا حينما افتروا قصة تقول بأنه صارع يعقوب فصرعه يعقوب ، وكذلك النصارى عندما قالوا أنه ثالث ثلاثة ؛ فمن أين تسربت إليها هذه الاعتقادات الباطلة، لا شك أنها جاءت من خلال الدورات التثقيفية التي لا تراعي انتقاء المدربين إن لم تكن تقصدهم بعينهم.

ومن سوء فهمها تخاطب الملك المتجبر المستغني بخطاب الذليل المستعلي، وإنّ هذه الحادثة التي تؤلمنا لن تضر الله شيئاً فهو الصمد الذي تقصده الخلائق المستنيرة ترجو رحمته وتخاف عذابه ، بل تضرنا نحن إن بقينا نرزح في قيود الصمت ، فكم من قلمٍ سنّه صاحبه ليدافع عن مشاريع حزبية أو برامج حكومية أو مصالح شخصية.

ـــــــــــــ

*كاتب وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة

abed398@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ