ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

هل ستجد مبادرة التيار الإسلامي قبولاً عند النظام 

وجماعة الإخوان المسلمين؟!

محمد فاروق الإمام

في مبادرة وطنية هي الأولى من نوعها.. طرح التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سورية، وهو تيار ينشط في داخل سورية ويضم لفيفاً من المثقفين والعلماء الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، سواء كان موالياً للنظام أو لأي طيف من أطياف المعارضة، طرح مبادرة مصالحة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين تقوم على طي صفحة الماضي، مغتنماً حلول عيد الأضحى المبارك والمعاني العظيمة التي تضمنتها خطبة الوداع التي ألقاها في الحجيج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي جاء فيها: (إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ومن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، إنّ كل ربا موضوع وإنّ ربا عميَّ العباس موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون.. استوصوا بالنساء خيرا؛ لكم على نسائكم حقّاً ولهنّ عليكم حقّا..اعقلوا أيّها الناس قولي، فإنّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلّوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وسنّة نبيّه.

أيّها الناس: كل مسلم أخ للمسلم وإنّ المسلمين إخوة فلا يحلّ لامرئ من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض.

اللهم هل بلّغت؟.. اللهم فاشهد).

وقد أكد التيار في مبادرته قوله: (إننا في التيار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري  بمناسبة عيد الأضحى المبارك وعلى هدى من خطبة رسولنا في حجّة الوداع بإسقاط الدم وكافة الجنايات بين المسلمين فإننا نتقدّم من عند أنفسنا بعرض وساطة ومصالحة بين النظام السوري وجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين عموما بدون شروط مسبقة وذلك لمحو جميع الآثار السلبية العالقة والناجمة عن أحداث عام 1980 وما بعدها، ونتعهد أن نكون وسطاء موضوعيين حياديين على أن يقبل بنا كلا الفريقين.

وإننا بداية نتمنى على المسؤولين في النظام الإفراج عن الأستاذ المحامي هيثم المالح كي يساهم معنا في هذا الجهد المبارك إضافة إلى كوكبة من علماء المسلمين في الداخل يمكن أن تشكّل لجنة تقوم بهذه المهمة الشريفة والّتي يمكن أن تنقل البلاد والشعب السوري إلى مرحلة المصالحة الوطنية والأهلية والممانعة الحقيقية والمواجهة الصلبة لجميع أعداء العرب والمسلمين الّذين يتربصون بنا الدوائر.

إننا إذ نطرح هذه الرسالة فإننا نضعها أمانة في أعناق القادة والمسؤولين من كلا الطرفين المتخاصمين، وهي خطوة عفوية من التيار الإسلامي- شعوراً منّا بالمسؤولية- نوجهها بداية إلى سيادة الرئيس بشّار الأسد دعماً منه لهذه الوساطة المرجوة ولقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيّدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما إذ قال عنه – قبيل وفاته – أنّه يُصلح بين فريقين من أمّة المسلمين .

وإننا وبانتظار جواب كلا الفريقين، نأمل من المسؤولين وكضرورة ملحّة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك الإفراج عن الآنستين اليافعتين طل الملوحي وعصام آية فقد مضى على اعتقالهم ما يزيد عن عام بدون أي تحقيق قضائي وتهمة رسمية، كما نأمل الإفراج عن كافة سجناء الرأي).

إن مبادرة التيار الإسلامي الديمقراطي، وإن جاءت متأخرة، إلا أنها جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه سورية إلى وحدة وطنية حقيقية تضم جميع أطياف الوطن العرقية والدينية والمذهبية والفكرية، لقيام جبهة وطنية متماسكة يمكنها التصدي لما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات وفتن، وما يراد له من  تمزق وتشتت وضياع، وإن قبول النظام لهذه المبادرة هي الرد الصحيح لرسائل إسرائيل، والتي كان آخرها سن الكنيست الصهيوني لقانون إجراء استفتاء للتخلي عن الجولان السوري المحتل.

إن من حق الشعب السوري على الأطراف المعنية بهذه المبادرة (النظام وجماعة الإخوان المسلمين) أن يترفعوا فوق المصالح الحزبية الضيقة، ويطووا صفحة الخلاف بينهما، ويتناسوا السنوات العجاف الماضية بقلوب بيضاء صافية، بعيداً عن الأحقاد والضغائن والثارات، فالأوطان لا تبنى إلا على الإلفة والمحبة والتعاون والإيثار وإنكار الذات والتضحية، والحكم لا يقوم إلا على العدل والقسطاس والمساواة واحترام حقوق الإنسان وصون كرامته وإسعاده والرقي به نحو الأفضل وتأمين العيش الكريم له ليتساوى مع باقي الأمم المتحضرة التي لا يقل عنها المواطن السوري إبداعاً وثقافة وفهماً.

وإننا إذ نشد على يد هذا التيار في مبادرته الطيبة الكريمة الصادقة نأمل من النظام أن يسارع إلى إبداء حسن النية تجاه هذه الدعوة للمصالحة بأن يلغي القانون رقم (49/1980) ويطلق سراح جميع الموقوفين من أصحاب الرأي والمعارضة ويفتح أبواب سورية لعودة المنفيين منتصبي القامة وموفوري الكرامة.

وفي المقابل على جماعة الإخوان المسلمين أن تصدر بياناً واضحاً نحو رأيها في المبادرة دون شروط مسبقة، لتشجيع النظام على الإقدام على خطوات شسجاعة تجاه هذه المبادرة، والتاريخ وحده هو من سيحكم على مصداقية الطرفين سلباً او إيجاباً تجاه هذه المبادرة ليقف الشعب على حقيقة نوايا الطرفين ومواقفهما.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ