ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 21/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

صورة إسرائيل الخارجية.. غطرسة واستبداد

بقلم / عادل زعرب*

لا زالت صورة إسرائيل الخارجية تتدهور يوما بعد يوم ، ولا زالت العديد من الجهات تنظر إليها أنها سقطت في الحضيض ، ولن تقوم لها قائمة بسبب السياسات الإسرائيلية الفاشلة في التعامل مع العديد من القضايا ، بدءا بحرب لبنان وحرب الفرقان على غزة وأخيرا قضية أسطول الحرية .

 

الصحفي الإسرائيلي ألوف بن كتب في صحيفة هآرتس"مقالا بعنوان :" صورة إسرائيل: من الصعب أن نقنع العالم بعدالة نهجنا " جاء فيه : في النقاش الذي لا ينقطع حول صورة إسرائيل المشكلة في وسائل الإعلام الدولية، يُكرر زعم بأن إسرائيل صورت ذات مرة على أنها داود والعرب على انهم جالوت، وانقلبت الأمور في السنين الأخيرة رأسا على عقب؛ فالفلسطينيون يُصوّرون على أنهم شعب صغير شجاع يحارب عن حريته، بالحجارة والقنابل البدائية، الجبّار الإسرائيلي، المسلح بسلاح نووي وبطائرات أف 16.

 

وتابع : إن الذرائع العادية لمشكلات إسرائيل في الدعاية سخيفة وتنحصر في الحماقات: فالساسة يتحدثون لغة انجليزية معوجة، ومُتحدث الجيش الإسرائيلي يؤخر الصور، والفلسطينيون كاذبون وغولدستون وغد. لكن حتى لو كان افيغدور ليبرمان فصيحاً مثل آبا ايبان فما كان ذلك ليُساعد الصورة الإسرائيلية.

 

وتساءل : ماذا نفعل؟ الاستنتاج المطلوب هو أننا إذا أردنا أن نبدو في صورة جيدة في الغرب، فانه يجب أن نلاءم السلوك للمعايير المعمول بها هناك، وأن ندرك أن الحصار والاغتيالات والاستيطان ستظهر على نحو سيئ.

 

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر اعتبر أن صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأمريكي ليست صحيحة، مؤكدا أن هذه الصورة هي أحد أسباب الدعم الأمريكي الشامل للدولة اليهودية.

 

كارتر في حديث لصحيفة "تان" السويسرية قال نشر يوم الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني، أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يلعب دورا ملحوظا في السياسية الأمريكية. وأضاف أن هناك العديد من الأمريكيين الذي يعتقدون بان إسرائيل دولة ديمقراطية صغيرة يحاصرها مئات ملايين العرب الأشرار.

 

وأشار كارتر في حديث لصحيفة "لي تيمبس" الفرنسية في أعقاب زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط إلى وجود 35 قانونا تهدف إلى التمييز ضد المواطنين غير اليهود، وهذا عبر انتهاك حقوقهم في مجال امتلاك الأرض والزواج وحرية الانتقال الرعاية الصحية ووسائل الإعلام. وقال كارتر: "أنا لا أقول أن اسرائيل دولة غير ديمقراطية، لكنها ليست ديمقراطية على غرار الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية".

 

أما الصحفي الإسرائيلي باسكال بونيفاس فكتب مقالا بعنوان :" إسرائيل- صورة سيئة لدى الغرب " جاء فيه في الوقت الذي ينتظر فيه المراقبون للسياسة الإسرائيلية أن تتكلل المفاوضات بين أطياف اللون السياسي بتشكيل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، لا يخفي العديد من المسئولين في إسرائيل خشيتهم من تدهور صورة تل أبيب في الخارج وتراجع سمعتها على المسرح العالمي.

 

وتابع هذا الخوف الذي تولد داخل إسرائيل والحرص على عدم فقدان التعاطف الدولي مع تل أبيب إثر الهجمة التي نفذها الجيش على قطاع غزة وصور القتل والدمار التي تسربت من هناك دفع المسئولين في الدولة العبرية إلى إطلاق حملة علاقات عامة لتلميع صورتها في المحافل الدولية وإزالة ما علق بها من شوائب، حيث رصدت الأجهزة المعنية مليوني دولار لإنجاز المهمة وتنقية الأجواء التي خلفتها حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة.

 

الصورة الإسرائيلية سيئة في مختلف أنحاء العالم ، وباتت مرتبطة بتجويع الشعب الفلسطيني والعدوان عليه، وحرمانه من ابسط الحقوق الإنسانية، من خلال سياسات الحصار، والاستيطان، وفرض قيود على حرية العبادة، وتدمير المزروعات، ومصادرة البيوت في القدس المحتلة، وإقامة مئات الحواجز ونقاط التفتيش التي تعرقل حرية الحركة والتنقل.

 

الإسرائيليون رصدوا نصف مليار دولار لتحسين هذه الصورة في العالم، من خلال توظيف مئات الأشخاص لمراقبة مواقع الانترنت والفيس بوك، وضخ المواد اللازمة للتصدي للناشطين الأجانب والعرب الذين ينشرون الحقائق عن هذه الجرائم الإسرائيلية.

 

اذ وصف نصف الإسرائيليين مكانة إسرائيل الدولية بـ «السيئة» أو «السيئة جداً»، في حين أعربت غالبية من الإسرائيليين عن عدم ارتياحها إلى أداء رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو

" إسرائيل أسوأ دولة في العالم" .. والإسرائيليون أقل البشر انشراحاً وأكثرهم سوداوية وتشاؤما, استنتاج توصل اليه استطلاع أجراه الخبير البريطاني سيمون انهولط ونشرته سكيرات حد شوت) وقد تناول الاستطلاع بشكل تقليدي 35 دولة, يضاف إليها دولة (مضيفة) بإمكان سكانها إبداء آرائهم بشأنها أيضاً. وكانت الدولة المضيفة في هذه المرة هي إسرائيل.وشارك في الاستطلاع 25 ألف شخص, طلب منهم تناول عدد من المواضيع وكان تدريج إسرائيل في المرتبة الأخيرة,

في استطلاع جديد للرأي ذكر أن 90 بالمئة من الصهاينة يرون بأن صورة ( الكيان الصهيوني ) في العالم سيئة للغاية .وأفادت الوكالة اليهودية للأخبار الى استطلاع جديد قامت به وزارة الدبلوماسية العامة في الكيان الصهيوني أظهرت أن 91 بالمئة من المستوطنين يعتقدون أن صورة كيانهم باتت سيئة في الخارج . وعلى ذلك فان وزارة الدبلوماسية العامة عرضت مشروعا يتم بموجبه إرسال العديد من الصهاينة إلى الخارج للدخول في دورات كيفية تحويل تلك الصورة السيئة إلى أخرى إيجابية حيث تشمل تلك الدورة عرض منشورات تعليمية إلى المسافرين الصهاينة الذين يغادرون عبر مطار - بن غوريون - في تل ( تل ابيب ) .

 

الكاتب والصحفي البريطاني باتريك إسرائيل لديها صورة سيئة للغاية اليوم بسبب ما فعلته في غزة. كانت إسرائيل تعتقد أنها ستضرب غزة دون أن يلاحظ أحد، لكن العالم بأسره هب لمعارضتها. لذلك أعتقد أنه على دول الشرق الأوسط أن تفكر ملياً بصورتها في العالم.

 

سعت إسرائيل دائماً إلى أن تكون صورة الضحية ملتصقة بها. وحاربت من أجل أن تبقى هذه الصورة واضحة وواصمة في الوقت ذاته الآخرين المخالفين باللاسامية..

 

وكانت إسرائيل بما تمتلك من وسائل إعلامية وتأثير على وسائل الإعلام دائماً تعمل على إظهار صورة الفلسطيني على أنه "إرهابي" و"قاتل". وانقلبت هذه الصورة فأصبحت صورة إسرائيل الضحية غير مقبولة. وباتت تزاحم صورة القتل الإسرائيلية بإظهار هذا الإجرام الإسرائيلي بوجهه البشع الواقعي..

وظهرت إسرائيل بمهاجمتها قافلة أسطول الحرية صورة منمطة من صور إرهاب الدولة‏، وأكثرها انتهاكاً لأبسط معايير حقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني ولأبسط قواعد الأعراف الدولية والإنسانية ولشرائع الأديان السماوية وغير السماوية‏، وقيم المجتمع الإنساني‏.

 

و عالج الباحث الفلسطيني أنطوان شلحت، في كتاب بعنوان: "في صورة إسرائيل"، صورة إسرائيل على إثر مستجدات سنة 2000، فبعد سنة 2000 زادت إسرائيل، من جرعة اكتراثها في كل ما يرتبط بمجالي صورتها وإعلامها السياسي. ومع أن من الصعب الجزم بمسألة انعدام الاكتراث الرسمي والإعلامي بتلميع صورة إسرائيل، قبل الانتفاضة الثانية، فإن ما يجدر ملاحظته هو أن هذا الموضوع لم يحتل مرتبة متقدمة في سلم الأولويات الإسرائيلية خلال الأعوام الأولى التي أعقبت قيامها.

 

وكتب الباحث الفلسطيني د.حسن عبد الله تحت عنوان: "الإعلام العربي يتخلص من عقدة تفوق الإسرائيلي" مقالة ذكر فيها أن الإعلام العربي تخلص من عقدة تفوق الإسرائيلي. فقد كان الكثير من الإعلاميين الفلسطينيين والعرب ينظرون للإعلام الإسرائيلي بإعجاب، إستناداً إلى قدرة الإعلاميين الإسرائيليين على الوصول إلى مصدر الخبر بسرعة، إضافة إلى المعالجة المهنية، التنوع، والرؤية التحليلية، والتأثير في الرأي العام الإسرائيلي والعالمي بآليات وتقنيات مبهرة.

 

وقد قام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" بنشر تقرير يتضمن عدة تقارير صحفية واستطلاعات رأي نشرت من قبل جهات متفرقة في أمريكا، يتحدث بعضها عن اعتراف المسئولين الإسرائيليين المتزايد بالمشكلة، وسعيهم لإعادة بناء جهود إسرائيل لتحسين صورتها لدى شعوب الدول الأجنبية بما في ذلك الشعب الأمريكي، وذلك بالتعاون مع بعض خبراء العلاقات العامة الأمريكيين المساندين لإسرائيل.

 

فعلى سبيل المثال كشفت وكالة الأنباء اليهودية "JTA" عن انتشار شعور بأن "إسرائيل تخسر معركة التأثير على العقول والقلوب الأمريكية" في دوائر بعض قيادات المنظمات الأمريكية الموالية لإسرائيل، وقالت الوكالة: إسرائيل التي نجحت في الحفاظ على تأييد النخب السياسية الأمريكية لسياساتها باتت تواجه مشكلة في التواصل مع الشعب الأمريكي، اعترف بها المسئولون الإسرائيليون أنفسهم، وبات محتماً عليهم التعامل معها بجدية. وأشارت الوكالة إلى استطلاع أجرته منظمة مشروع إسرائيل (The Israel Project) في شهر تشرين ثاني /نوفمبر 2003

 

صدر عن دار نشر( (Puf كتاب جديد بالفرنسية، للكاتب بيير أندريه تاجييف (فيلسوف وخبير سياسي، وهو مدير أبحاث في المركز القومي للبحث العلمي بفرنسا، ومؤلف العديد من الكتب مثل: أهداف مناهضة العنصرية، والاتجاه الجديد لكراهية اليهود، ودعاة الكراهية)، وهو أحد المتعصبين لإسرائيل، ينتقد فيه دور الدعاية الإعلامية، مفترضاً أنها تشوه صورة إسرائيل منذ قتل "محمد الدرة" وحتى حرب غزة، محللاً أصول الخطاب الدعائي الجديد لأعداء إسرائيل وتطوره من 2000 إلى 2010، في محاولة منه لتفسير كيف انتشرت ما سماها الحملة الإعلامية المناهضة لليهود على مستوى العالم.

واعتبر تاجييف أن "العنصرية" أصبحت منذ حرب 1967 هي الموضوع الرئيسي للاتهامات الموجهة ضد "الصهاينة"، وعلى أنطق أوسع "اليهود"، ويرى أن هناك رؤية جديدة لمعاداة اليهودية أشعلتها وسائل الدعاية في الإعلام العالمي بهدف "تجريم صورة إسرائيل" وابتكار صور وقوالب جديدة تقوم على تشبيه إسرائيل والإسرائيليين بالنازيين.

 

 ويندد تاجييف بالأبعاد العالمية التي اتخذتها هذه الحملات المعادية لليهود، والتي انعكست بعد ذلك في مؤتمر ديربان المناهض للعنصرية (31 آب - 8 أيلول2001) والتي اعتبرها تاجييف واحدة من أكثر الدلائل التي تعكس فكرته.

 

وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية (20/5/2010)، عن تشكيل ما يسمى بـ"فيلق السفراء" وهم مجموعة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي من مختلف التيارات والأحزاب الإسرائيلية،  وسيجندون أنفسهم كجيش إعلامي  لتحسين صورة (إسرائيل) في جميع أنحاء العالم. وهذا  يعني تضرر هذه الصورة بشكل كبير. فإسرائيل لم تكن تعاني في السابق من تشوه صورتها في العالم، إلا أن الأمور تغيرت بعد الحرب الأخيرة على غزة، وما أعقبها من تقرير غولدستون الذي أدانها بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية بغزة، والأصوات التي باتت تنطلق مدينة لها ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي اعتبرت حصار إسرائيل لقطاع غزة بمثابة خرق لاتفاقيات جنيف ودعت إلى رفعه، وتدهور العلاقات مع تركيا، والحملات الدعائية ضد (إسرائيل) في مختلف أنحاء العالم.

 

وأخيراً، صورة إسرائيل اليوم لم تعد هي نفسها الصورة السابقة، بل باتت صورة الجلاد الذي يتلذذ بقتل الأطفال والمدنيين. وهذا يضع أمامنا فرصة وواجباًُ من أجل التوحد والعمل الجاد للإبقاء على هذه الصورة أمام الجميع لئلا ينسى البعض جرائمها ويدعونا للنسيان!!

ــــــــ

*كاتب وصحفي مختص بالشئون الإسرائيلية – غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ