ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الإسلاميون في سورية كانوا أرحبَ أفقا وأكثر 

تسامحا مع المسيحيين

الطاهر إبراهيم*

لا يستطيع أحد أن يصدر صك براءة بحق المسلحين الذين قاموا بمجزرة كنيسة "سيدة النجاة" في العراق، أيا كان هؤلاء المسلحين، سواء أكانوا من "القاعدة في بلاد الرافدين" كما زعم البيان الذي صدر عازيا هذه الجريمة إليهم، أو كانت جهة أخرى قامت بهذه الفعلة الشنعاء، وألقت تبعتها على القاعدة لتقول للناس: انظروا ما يفعل هؤلاء الذين ينتمون إلى المسلمين السنة بالمسيحيين. كما لا يمكن إصدار شهادة براءة بحق حكومة المالكي، سواء لتقصيرها في حماية المسيحيين المحتجزين في الكنيسة، أو لمسئولية ميليشيات تدعمها الحكومة، بشكل أو بآخر عن هذه الجريمة.  

وقبل أن ننتقل إلى موضوع المقال أعلاه، نلفت الانتباه إلى المفارقة في معاملة النظام الحالي في العراق لاثنين من أركان نظام "صدام حسين"، أحدهما شيعي وهو "محمد سعيد الصحاف" آخر وزير للإعلام في عهد صدام، كان قبلها وزيرا للخارجية. أما الثاني فهو "طارق عزيز" نائب رئيس الحكومة وكان قبلها وزيرا للخارجية. كان الاثنان من أوثق أتباع "صدام حسين" حتى آخر ساعة من عمر نظامه. مع ذلك فقد اختلف التعامل معهما تبعا لدين كل منهما.  

أما محمد سعيد الصحاف الوزير الشيعي فقد تُرِك، بعد اختبائه لعدة أشهر في العراق، ليغادر العراق تحت سمع وبصر المتعاونين مع الاحتلال الأمريكي من قادة الميليشيات الشيعية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من دون أن يمسه أحد بأذى. بعد وصوله إلى الإمارات ظهر "الصحاف" في برنامج على قناة "أبو ظبي"، وقد بدا فيه أنه ما يزال على ولائه لنظام "صدام حسين". أما "طارق عزيز" الوزير المسيحي الآشوري، فقد اعتقل وحوكم مع "صدام"، وحكم عليه بخمسة عشر عاما، ومن ثم أعيدت محاكمته ليحكم بالإعدام لذنب لا يعده كثيرون جرما كبيرا وهو تصفية الأحزاب الشيعية وإلغاؤها في عهد صدام حسين.

في سورية كان الأمر مختلفا، حيث شارك المسيحيون جنبا إلى جنب مع المسلمين في القتال ضد الفرنسيين في الربع الثاني من القرن العشرين. كما تولي "فارس الخوري" وهو مسيحي رئاسة الحكومة عام 1944 حيث كتبت عنه الصحف: (..إن مجيئه إلى رئاسة الوزراء وهو مسيحي بروتستانتي يشكل سابقة في تاريخ سورية الحديث بإسناد السلطة التنفيذية إلى رجل غير مسلم، ما يدل على ما بلغته سورية من النضج القومي، كما أنه يدل على ما اتصف به رئيس الدولة من حكمة وجدارة.)(انتهى الاقتباس من الصحف). وقد شكل "الخوري" الوزارة ثلاث مرات في ظل تولي "شكري القوتلي" رئاسة الجمهورية السورية.

وعندما يُذكر التعاون الإسلامي المسيحي في سورية، فإنه يقفز إلى الواجهة تعاون الإخوان

المسلمين مع المسيحيين في الفترة التي تلت استقلال سورية في عام 1946، وحتى قيام دولة الوحدة بين مصر وسورية في عام 1956. فقد وقف "فارس الخوري" عام 1956 إلى جانب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور "مصطفى السباعي"، عندما ترشح السباعي ضد البعثي "رياض المالكي" إلى الانتخابات التكميلية في مدينة دمشق. ولقد كان منظرا عجبا أن يرى الناس ابنتي "الخوري" وهم تحملان وشاح الدعاية الانتخابية حاسرتي الوجه والشعر تحضان الناس على انتخاب "السباعي" المراقب العام للإخوان المسلمين.

لم تكن هذه الحادثة حادثة يتيمة في التعاون بين الإخوان المسلمين والمسيحيين في سورية. فقد خاض الإخوان المسلمون الانتخابات النيابية في سورية مؤتلفين مع شخصيات وكتل، ليست بالضرورة من تيار فكري أو ديني يتفق مع تيار الإخوان. تمثل ذلك عندما خاضوا انتخابات عام 1961، من خلال قائمة ضمت إليهم كلا من الدكتور"رزق الله الأنطاكي" والأستاذ "ليون زمريا" والأستاذ "عبد الله يوركي حلاق"، جميعهم من مسيحيي حلب ترشحوا للانتخابات على قائمة الإخوان المسلمين في حلب. كما ترشح "أديب نصور"، وهو مسيحي أيضاً، على قائمة الإخوان المسلمين في حماة في تلك الانتخابات.

وهناك طرفة –تظهر مدى احترام الإخوان المسلمين للمسيحيين في سورية- ترويها مجلة (المضحك المبكي) التي كان يحررها الصحفي المسيحي "حبيب كحالة"، وقد بقيت تعمل في سورية من عهد الاستعمار الفرنسي، وخلال عهد الاستقلال، حتى تم إيقافها في عام 1966 بقرار من حزب البعث. تقول الطرفة: (إن الدكتور "بشير العظمة"، وكان رئيس حكومة في عهد الانفصال في عام 1962، أصدر قانوناً للأحزاب، يحظر فيه قيام أحزاب على أساس ديني. فهاجم الأستاذ "عصام العطار" هذا القانون بشدة من على منبر جامعة دمشق، فأراد الدكتور "العظمة" أن يستميل إليه "العطار" فقال له: ليس المقصود بهذا القانون جماعةَ الإخوان المسلمين يا أستاذ عصام، إنما المقصود أبناء الطوائف الدينية المسيحية. فرد عليه العطار قائلاً : أنا أفضّل مائة مرة أن أمدّ يدي إلى حزب ذي دين من أن أمدّها إلى حزب ليس له دين... معرضا بذلك بالدكتور "العظمة" الذي كان ميالا لليساريين).

ـــــــ

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ