ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 21/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بقايا وطن

د. أحمد سوّاس

أثناء مباراة الأردن وسوريا في كرة القدم انقسم البيت إلى قسمين: الأولاد وأمهم يشجعون الفريق الأردني، أما أنا فكانت تتنازعني مشاعر متناقضة فلو كان الفريق الأردني يلعب مع أي فريق آخر لكنت معه بكل مشاعري وأحاسيسي، أما وأنه يلعب مع الفريق السوري، بلدي الذي ولدت فيه وحرمت منه ثلاثين سنة وجدت نفسي أشجع الفريق السوري وخاصة عندما سجل هدف التعادل ... وبعد المباراة تحركت فيّ مشاعر وأحاسيس غريبة وتساؤلات : 

- ما هو الوطن ؟؟

- هل هو وهمٌ .. فكرة في الخيال ؟؟

- هل هو الأرض التي ولد وترعرع فيها الإنسان ؟؟

- هل هو الأهل والعشيرة والأحبة وأصدقاء الطفولة ؟؟

- هل هو مكان صدور جواز السفر ؟؟

- هل هو مكان الحصول على لقمة العيش الكريمة ؟؟

- هل هو المكان الذي يجد فيه الإنسان كرامته ويحقق ذاته وأحلامه ؟؟

- أم الوطن ... هو البقاء على قيد الحياة، كما يقول غابرييل غارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل للآداب ؟؟

شيئا فشيئا، لم أعد أحلم بالوطن لأعود إليه ولكن كبلد أذهب إليه بعد أن أصبحت الغربة وطناً !

أمرنا الله سبحانه أن نغادر الأرض التي نستضعف فيها، حيث قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا .. " ، هل الوطن الذي يستضعف فيه الإنسان ليس وطنا ؟ هل الوطن هو البلد الذي يجد فيه الإنسان كرامته مهما كان بعيدا ؟ هل يفقد الوطن معناه عندما يذل الإنسان فيه ؟

قال أحد الأدباء : عندما يهان المرء في وطنه الحبيب يكف الحبيب أن يكون حبيبا، فالرسول صلى عليه وسلم ترك مكة وهي أحب أرض الله إليه ولم يعد إليها حتى بعد أن فتحت فضل العيش هو والصحابة في المدينة المنوّرة ومات فيها

أنا لست ضد وطني .. ولكن وطني هو عقيدتي .. كرامتي .. موضع سجودي.

ثلاثون عاما .... لم يبقَ لي أحدا في الوطن وفي الغربة، الأولاد .. الكبير أصبح فرنسيا والبنت ألمانية ... والثالث يسعى إلى الجنسية الكندية .. فماذا بقي من الوطن في الداخل أو الخارج ؟؟

والمعاملة السيئة من قبل السفارات السورية والأحوال المدنية تجعل حلم الأولاد ... أن يحملوا جوازاً غير جواز الوطن ولم أبقى إلا أنا أحمل بقايا وطني في عروقي أجدها أثناء مباراةٍ لكرة القدم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ