ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

"عرب سرت" ... "مكانك سر"

عريب الرنتاوي

لم ينعقد إجماع "عرب سرت" حول أي بند من بنود جدول الأعمال، والمبدأ الموجّه لصياغة البيان الختامي، راعى "اللياقات" و"أصول الضيافة" وما تبقى من "ماء الوجه". هذه الحقيقة كانت ماثلة أمام أعيننا قبيل انعقاد القمة في وأثنائها، وتأكدت لنا مع كل "تسريبة" نقرأها أو نسمع عنها من الوفود المشاركة.

 

أربعة عناوين رئيسة تصدرت جدول أعمال القمة: (1) فلسطين والمفاوضات وعملية السلام...(2) السودان بأزماته المركبة في الجنوب ودارفور....(3) إصلاح الجامعة والنظام العربيين...(4) الجوار الإقليمي للأمة العربية، رابطة وسياسة.

 

في الموضوع الأول، المفاوضات وفلسطين والسلام، نحن نعرف الآن أن سجالا ساخناً قد وقع بين الرئيس الأسد والرئيس عباس، دار في الأصل حول صلاحية لجنة المتابعة العربية في تقديم "غطاء" و"شبكة أمان" للقيادة الفلسطينية وهي التي ذهبت للمفاوضات من دون دعم وطني، وفي ظل رفض غالبية واضحة من فصائل المنظمة والمقاومة على حد سواء، كما أننا بتنا نعلم كذلك عن السجال بين الرئيس الفلسطيني والزعيم الليبي الذي ناصره عدد من القدة العرب عندما تعرض الرئيس عباس لحماس واتهمها بفقدان قرارها المستقل وتبعيتها لإيران، البيان الأخير "ولّف" بين هذه المتناقضات بدل أن يصوغ استراتيجية بديلة.

 

حتى البدائل المتواضعة التي عرضها الرئيس عباس على القادة لمواجهة سيناريو انهيار المفاوضات المباشرة، لم تكن مدعاة لتفكير عربي جماعي، بعد أن  آثرت الدول الفاعلة إرجاء الملف برمته، باعتباره سابقاً لأوانه، ولم يحن أوان التفكير فيه بعد.

 

في الموضوع الثاني، لم يكن التوافق على دعم "وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره"، مكلفاً، فمثل هذه "المناشيتات" التي لا يترتب عليها تحويل دولار واحد للخرطوم أو جوبا او الفاشر، أو إرسال مندوب عن وزارة الخارجية أو مراقب عربي على الاستفتاء المصيري، من السهل أن تمر مرور الكرام على الوزراء والقادة، فالحديث هنا رخيص، بل ويمكن القول أنه مجاني تماماً.

 

الموضوع الثالث، إعادة هيكلة الجامعة، حيث بدا واضحاً أن "تيار الاستعجال" يريد نظاماً عربياً على طريقة "الاتحاد الأفريقي" وعلى مقاس "ملك ملوك أفريقيا"، يريد القفز عن المراحل وحرقها، من دون أن يبرهن لنا على نجاح التجربة في القارة السوداء ليعاد استنساخها والأخذ بها، أما "تيار الاستمهال" أو "تيار الاستئخار" فلا يريد نظاماً عربياً فاعلاُ ومؤثراً، ويفضل استمرار الحديث بلغة المصالح القطرية الأنانية وفي أحسن الأحوال، يريد تكريس سياسة المحاور والخنادق والمعسكرات، ولهذا انتهت القمة من دون اتفاق ولا توافق حول هذه المسألة المُرَحّلة من قمة تونس قبل سبع سنوات أو يزيد.

 

الموضوع الرابع، الجوار الإقليمي للأمة العربية، رابطة وسياسة، فقد كان الانقسام في المواقف العربية واضحاً تماماً، فـ"عرب الاعتدال" في غالبيتهم العظمى لا يريدون سياسة جوار تضع إيران في سلة الأصدقاء المحتملين للأمة وهم الذين قضوا السنوات الخمس أو العشر الأخيرة في حشد القوى ورص الصفوف ضد "الخطر الإيراني الزاحف"، حتى بلغ الأمر حد تقديم "التهديد الإيراني المفترض" على "الخطر الإسرائيلي الماحق"، ولهذا السبب بالذات سمعنا أحاديث من نوع "عدم نضج الظروف" لهكذا سياسة و"من السابق لأوانه" و"بحاجة لإنضاج" إلى غير ما في القاموس العربي من مفردات المماطلة والتسويف والتمييع.

 

ولأن القادة العرب الذين اكتنزوا خبرات واسعة في في مجال "الالتفات على خلافاتهم وانقساماتهم" لا يريدون الجهر بفشل قمتهم التشاورية / الاستثنائية في سرت، فقد أحالوا كل قضية من القضايا الرئيس إلى لجان شكلت خصيصاً للنظر والدرس والبحث والتأمل والتعمق، حتى إن بعض هذه اللجان ظلت عضويتها مفتوحة لمن شاء الالتحاق بها، الآن أو بعد حين من الدهر، وسيتعين على دافع الضرائب العربي أن يموّل المزيد من الرحلات والاجتماعات لكبار المسؤولين والوزراء المكرسة للنظر في هذه الموضوعات الرئيسية، مع أن تجربة العمل العربي المشترك دللت على أن كثرة اجتماعاتنا لا يضاهيها سوى قلة "عملنا المشترك"، ومن يعش رجباً يرى عجباً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ