ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لماذا ليو تشياوبو وليس هيثم المالح؟؟

محمد فاروق الإمام

فاز الصيني المعتقل ليو تشياوبو بجائزة نوبل للسلام هذا العام, في خطوة تسلط الأضواء على وضع حقوق الإنسان في الصين, وأثار منحه الجائزة حفيظة بكين وغضبها.

وليو تشياوبو مفكر صيني شهير، وهو أحد قادة المعارضة الصينية وسجن عدة مرات بسبب قناعاته الديمقراطية، ويبلغ تشياوبو الرابعة والخمسين من العمر، وأصبح رمزاً لحركة (تيان أنمين) الديمقراطية والعدو اللدود للنظام الشيوعي. ويمتد نضاله على مدى عقود عدة تخللها فترات اعتقال طويلة.

في عام 1989 - بعد عودته من الولايات المتحدة حيث عمل مدرساً في جامعة كولومبيا في نيويورك - شارك تشيابو، المدرس السابق في جامعة بكين، والذي لطالما انتقد القيم التقليدية الصينية التي تدعو للإطاحة بالنظام الشيوعي الصيني، في الحركة الديمقراطية في ساحة تيان أنمين التي أطلقها طلاب صينيون.

وفي مواجهة تصلب النظام، بدأ إضراباً عن الطعام في ساحة بكين الشهيرة مع المغني (هو ديجيان) ومفكرين آخرين هما (جو دويو وغاو تشين).

وكتبوا في بيان شعبي (نحن نفضل عشرة شياطين يراقبون بعضهم البعض بدلاً من ملاك يمتلك السلطة المطلقة

وليل 3-4 حزيران عام 1989 ومع تقدم الجيش لإخلاء الساحة، حاولوا إجراء وساطة للتمكن من المغادرة سلميا.

وبعد قمع الحركة تم توقيف تشياوبو حيث قضى عاماً ونصف العام في السجن دون أن يصدر بحقه أي حكم.

وواجه تشياوبو مجددا مشاكل مع النظام وأدخل معسكر إعادة تأهيل بين 1996 و1999 لمطالبته بإصلاح سياسي وبالإفراج عن الأشخاص الذين سجنوا لمشاركتهم في حركة حزيران 1989.

وبعد طرده من التدريس في الجامعة، التحق تشياوبو بتجمع مستقل للكتاب في مركز (بين)، محافظاً على صلة وثيقة مع عالم المفكرين. وعلى الرغم من عدم نشر كتبه في الصين فقد تم توزيعها في هونغ كونغ ولاسيما كتابه (الجنة النبيلة للسلطة، جحيم للبسطاء).

وفي العيد الستين لإعلان ميثاق حقوق الإنسان، شارك تشياوبو في وضع (ميثاق 2008)، الذي يدعو إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وإجراء انتخابات في (بلد حر، ديمقراطي ودستوري).

ونتيجة لذلك حكم عليه في 25 كانون الأول 2009 بالسجن11عاماً بتهمة (تقويض سلطة الدولة).

بعد أن تعرفنا على المناضل الصيني تشياوبو نعرج لنتعرف على المناضل السوري المعتقل المحامي والقاضي هيثم المالح:

هيثم المالح من مواليد دمشق عام 1931، حاصل على إجازة في القانون، ودبلوم القانون الدولي العام، بدأ عمله كمحام عام 1957. انتقل عام 1958 إلى القضاء، وفي عام 1966 أصدرت السلطات السورية قانوناً خاصاً سُرح بسببه من عمله كقاض، فعاد إلى مجال المحاماة وما زال محامياً حتى الآن.

بدأ العمل والنشاط السياسي منذ عام 1951 إبان الحكم العسكري للعقيد أديب الشيشكلي، اعتقل 1980 ـ 1986 في عهد الرئيس حافظ الأسد مع أعداد كبيرة من النقابيين والناشطين السياسيين والمعارضين بسبب مطالبته بإصلاحات دستورية، أضرب أثناء اعتقاله عن الطعام عدة مرات بلغ مجموعها 110 أيام، منها سبعون يوماً متواصلة أشرف خلالها على الموت.

منذ العام 1989 يعمل مع منظمة العفو الدولية، وقد ساهم مع آخرين بتأسيس الجمعية السورية لحقوق الإنسان.

اعتقل المالح مرة أخرى في 14 تشرين الأول عام 2009 وله من العمر 78 عاماً، وقد أعلنت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان في لندن ودمشق أنه معتقل منذ ذلك اليوم، من قِبَل فرع الأمن السياسي بدمشق. ويأتي هذا الاعتقال على خلفية حوار هاتفي أجرته معه فضائية بردى السورية المعارضة، وقد انتقد المالح في حواره الوضع السوري الراهن ودعا إلى محاربة الفساد. وقال: (في سورية، يزداد الفقير فقراً، بينما يزداد الغني تخمةً، إضافة إلى نهب المال العام والفساد المستشري.. وبسبب هذا الوضع غير المقبول، تفكّر كل مجموعة بالتحرّك بصورة من الصور).

وأضاف: (المستقبل مرهون بيد الشعب، وأن على الناس أن تدافع عن مصالحها، وأنه على كل مواطن أن يعي حقوقه ويدافع عنها، ويجب أن لا نتنكّر عن الحقّ وإلا تدمّر البلد).

وكان الأمن السياسي قد استدعى المالح بتاريخ 13 تشرين الأول 2009 للاستجواب، لكنه رفض الذهاب حسب الاستدعاء. وغادر منزله في صباح اليوم التالي فلم يعد إليه. وحين حاول الأصدقاء الاتصال به على هاتفه النقال حوالي الساعة 12:30 ظهراً، تبين أن هاتفه مغلق. ولم يتمكن أقاربه وأصدقاؤه من التوصل لأي معلومات عن مكانه.

وفي جلسة علنية حضرها ممثلون ومراقبون عن مؤسسات المجتمع المدني في سورية وبوجود عدد من المحامين والعديد من المهتمين بالشأن العام في سورية، أصدرت محكمة الجنايات العسكرية الثانية بدمشق في 4/6/ 2010 حكماً قاسياً بالسجن لمدة ثلاثة سنوات بحق هيثم المالح بعد تجريمه بجناية (نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة).

وإذا ما كانت تهمة تشياوبو هي (تقويض سلطة الدولة) فتهمة القاضي والمناضل السوري هيثم المالح هي (نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة) وكلتاهما تهمتان ملفقتان جاهزتا الإعداد والتنفيذ.

فلماذا اختارت النرويج المناضل الصيني تشياوبو لشرف حمل جائزة نوبل للسلام دون المناضل العربي السوري هيثم المالح بالرغم من أن المالح أطول باعاً في النضال وأقدم تحدياً للدكتاتورية العسكرية وللحزبية الشمولية التي حكمت سورية منذ فجر استقلالها – عدا فترات قليلة - ولا تزال، وخاض معارك نضاله في أوائل سنة 1951، في حين بدأ تشياوبو نضاله في أواخر الثمانينات، وتشياوبو في الرابعة والخمسين في حين تخطى المالح عتبة الثمانين من العمر ولا يزال صلب العود في مواجهة القمع والديكتاتورية والاستبداد، وكان الأحق والأجدر بنيل هذه الجائزة الرمزية المعنوية، والعرب كانوا ينتظرون العدالة من اللجنة التي تشرف على منح هذه الجائزة لمن يستحق بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الهدف السياسي من وراء منحها أو الضغوط الدولية المؤثرة، ولكن مع الأسف ستظل هناك المعايير المتباينة والمكاييل المتباينة حتى في مجال حقوق الإنسان.. مع كل الاحترام والتقدير للمناضل الصيني تشياوبو!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ