ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إعدام للعربي من منطقة الصفر

عودة عريقات

في الوقت الذي يبحث فيه القادة الإسرائيليون أمن الشعب الإسرائيلي في أي تسوية مرتقبة مع العرب ويضعوا هاجس الأمن عقدة في أي تسوية قادمة ويستعطفوا الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي والشرقي من خلال طرح الأمن الإسرائيلي المستقبلي وضرورة تأمين حياة الإسرائيليين حاضرا ومستقبلا ويخوضون الحروب تباعا بحجة هذا الأمن،

 ويتخذون الاحتياطات اللازمة بحجة الأمن من خلال شروط مسبقة يريدون فرضها على الفلسطينيين والعرب كشرط دولة منزوعة السلاح وشرط سيطرة إسرائيلية على حدود الدولة الفلسطينية الموعودة وسيطرة جوية وأقمار صناعية ورادارات تمسح الأراضي الفلسطينية صباح مساء والهدف الحقيقي من ذلك وضع الفلسطينيين في إطار محكم تحت السيطرة،

وفي الوقت الذي طبقت فيه كثير من دول العالم إلغاء عقوبة الإعدام من قانون العقوبات بالإضافة لمئات المنظمات الإنسانية في مختلف دول العالم التي تطالب إلغاء عقوبة الإعدام ورفعها واستبدالها عن أشخاص ثبت جرمهم الذي يؤدي لعقوبة الإعدام وفقا للقوانين التي تحكمهم وتمت محاكمتهم أو ينتظرون المحاكمة وذلك من باب الرأفة الإنسانية وتعبيرا عن قيمة الحياة للإنسان،

نجد أن المواطن الفلسطيني ينفذ فيه الإعدام برغبة وتصرف فردي أو جماعي دون تهمة أو محاكمة من قبل جيش الاحتلال جنودا ومستعمرين وأمن الفلسطيني العام على أرضه وفي بلده المحتلة مغيب ومفقود ولا قيمة له في نظر هؤلاء المعتدين المستهترين بحياة وأمن الشعب الفلسطيني على أرضه المحتلة،

 ويلقى الجندي الإسرائيلي التشجيع من دولته وأقصى عقوبة تنتظره إن قتل عربيا فلسطينيا هو أحيانا دفع غرامة مقدارها زهيد أو قضاء إجازة مع زوجته وأولاده أو صديقته لمدة قصيرة بعيدا عن العمل أو نقله للعمل في مكان آخر، وفي أصعب الحالات يحال لمحكمة صورية تقرر عدم مسئوليته،

أو يتلقى ترقية أو وساما أو نقطة إيجابية تضاف لملف خدمته إذا قام بمهمة تصفية فلسطيني بنجاح كما حدث مؤخرا عندما تم اغتيال وتصفية شاب فلسطيني في نابلس وهو في فراشه ،

 وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن حياة العربي في فلسطين المحتلة رخيصة وثمنها زهيد ولا تستحق العقوبة وخاصة في ظل غياب المساءلة وغياب العدالة الدولية،

بينما لو شتم عربي أحد الصهاينة أو شارك في مناهضة سلمية وتكلم فيها يتهم بالتحريض ويطلب للمحاكمة ويحال لمادة الإرهاب المطاطة بحيث يسجن ويدفع غرامة باهظة ويوضع اسمه على القائمة السوداء المخصصة لمناهضي السامية،

والإعدام من منطقة الصفر وبدون مبرر أ وسبب مقنع لشبان فلسطينيين هو متكرر ومستمر وتنفيذ عمليات الإعدام التي وقعت أخيرا في منطقة القدس المحتلة وفي باقي المناطق الفلسطينية المحتلة بالإضافة لعمليات الاغتيال ومحاصرة البيوت وهدمها،

 لدليل كبير على ضياع أمن المواطن الفلسطيني بين أصابع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين وزناد البنادق الآلية المتطورة التي بحوزتهم،

بالإضافة لتعريض الأمن الغذائي والأمن الاجتماعي للفلسطينيين للخطر من خلال الاستمرار في حرق أشجار الزيتون وقطعها ورش المواد الكيماوية التي تحرقها وتعيق نموها،

 وهدم المنازل والمساكن الفلسطينية ومصادرتها وطرد أصحابها العرب من رجال وأطفال ونساء وشيوخ للشارع وتعريضهم لخطر التشرد والضياع،

وخطر الإعدام الفجائي من منطقة الصفر أو الاغتيال عن بعد من قبل الجنود والمستوطنين يهدد كل عربي و فلسطيني على الأراضي الفلسطينية ولا أحد بمنأى عن ذلك ولا شفاعة لأحد ومنذ زمن بعيد يكتبون شعار الموت للعرب على الجدران،

وذلك لغياب معايير الاهتمام الدولية والعربية الكافية للحفاظ على أمن المواطن الفلسطيني والعربي في ظل الاحتلال المستمر للوطن الفلسطيني و من خلال الاعتداءات والحروب المستمرة ضد بعض الشعوب والدول العربية المجاورة،

 أيضا لغياب اعتماد معيار (أمن المواطن الفلسطيني على أرضه أولا قبل كل شيء) يحفظ حياته ويحفظ أرضه وأشجاره مصدر رزقه من الإتلاف والإغلاق ويحفظ ممتلكاته من الهدم أو المصادرة،

بينما أمن المستعمر الإسرائيلي له جل الاهتمام ومقدم على أمن شعب محتل بأكمله ولا أدل على ذلك من قضية الجندي جلعاد شاليط التي تتقدم إعلاميا على قضية عشرة آلاف أسير فلسطيني يعانون في المعتقلات الإسرائيلية ومنهم من هو معتقل منذ سبعينات القرن الماضي،

وما دامت عملية الإعدام والاغتيال متواصلة وتهدد كل عربي وكل فلسطيني متواجد في فلسطين المحتلة ومادام حرق أشجار الزيتون متواصل وحرق المساجد بما فيها من نسخ من كتاب الله وكتب أخرى وسجاد يتكرر وهدم البيوت وإغلاق الأراضي ومصادرتها وإعطاء المستعمرين الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية لفعل ما يشاءون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس،

لذا وفقا لهذه الصورة لن يكون أفراد الشعب الفلسطيني بأمان من الأيام والساعات المتوالية في حياتهم وبات ملحا التساؤل أين أمن المواطن الفلسطيني من أجندة العمل السياسي العربي والفلسطيني وهل له أولوية ويأخذ بالحسبان،

وكان من المفروض أن يقابل ما طرحه العرب من أن السلام هو خيار استراتيجي ووحيد ، تعهد إسرائيلي بالحفاظ على أمن المواطن العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة أمن يحفظ حياته وقوته واستقراره قبل أي حوار للسلام،

ويحول دون استباحة حياة الفلسطيني وهدم منزله ويحول أيضا دون قطع وحرق أشجاره وإخلائه من ممتلكاته بالقوة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال،

 ومن واقع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة يتساءل الفلسطيني إذا كان الشعب الإسرائيلي يرغب حقا بالسلام وهل الحكومة الإسرائيلية ترغب بإنجاز عملية السلام ،

لأن هناك شكا كبيرا لدى أبناء الشعب الفلسطيني في انتفاء الرغبة الإسرائيلية للسلام وفقا لمعطيات وعلامات واضحة على أرض الواقع وأقواها استهداف حياة المواطن الفلسطيني دون رادع لضمير أو قانون أو إنسانية،

وهل يفهم من الأعمال التي يقوم بها الجنود والمستعمرين للأرض الفلسطينية من عمليات قتل بالاغتيال والإعدام من الصفر لأبناء الشعب الفلسطيني وهدم البيوت الفلسطينية وما يقومون به من اعتداءات طالت المزارع والمساجد،

هل هو عملية استفزاز ودفع لأبناء الشعب الفلسطيني لإشعال انتفاضة ثالثة يعتبرونها لونا من ألوان الفوضى الخلاقة تخدم مصالح المخططات الإسرائيلية،

 و ترفع عن كاهل الساسة الإسرائيليين عبء الاستمرار في عملية السلام وبواسطة الانتفاضة يكملون تنفيذ مخططاتهم التي بدءوها في الانتفاضات السابقة وفقا لرؤيتهم وبرامجهم المعدة سلفا للتنفيذ،

ومن حق المواطن الفلسطيني في الأرض المحتلة طلب الحماية والأمن على حياته وحياة أسرته وأشقاءه وأقرانه وأبناء مجتمعه فالإنسانية لا تجزأ ولا تصنف ومثلما للإسرائيلي الحق في الأمن والرخاء والطمأنينة، والفلسطيني أيضا يجب أن يتمتع بهذا الحق فهو إنسان مثل باقي البشر وله تطلعات للمستقبل له ولأبنائه ومن حقه العيش في وطنه بأمن وسلام دون تهديد من أحد ،

ولا يكفي طلب تجميد المستوطنات للسير في المفاوضات بل يجب أن يقرن هذا الطلب بتجميد الاعتداءات على الشعب الفلسطيني و الامتناع عن قتل الفلسطينيين وإعدامهم مع سبق الإصرار لمجرد أنهم عرب فلسطينيين رغبة وشهوة في الانتقام من قبل الجندي الإسرائيلي،

وعلى الراعي الأمريكي لعملية السلام أن يأخذ بعين الاعتبار أمن المواطن الفلسطيني على أرضه ويجب أن يكون من الأولويات والتخلي عن ازدواجية المعايير في التعامل فحقوق الإنسان لكل البشر وليست مخصصة لشعب أو أمة أو جماعة معينة دون غيرها،

وأتمنى على أولي الأمر أن يكون لأمن المواطن العربي والفلسطيني أولوية على الأجندة فلا قيمة لوطن بدون مواطن ولا لنظام دون الحفاظ على أمن أفراده، والحفاظ على حياة المواطن من عبث العابثين أولى ومقدم على كل القضايا الأخرى لأن الأمن نعمة ولا يعرف قيمتها إلا من افتقدها، والغاية الأولى من السلام والتي يتوخاها العالم هي منع سفك الدماء والحفاظ على حياة البشر من صراع الجنود والحراب وهذا الأمر يصب في جوهر أمن المواطن الفلسطيني الذي يبحث عن العدل والسلام وإنهاء الاحتلال ورفع ومنع جرائمه عن كاهل الشعب الفلسطيني.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ