ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 05/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

"فعلها الرئيس أم لم يفعلها"...الأمر سيان

بقلم: أحمد ملحم

فلسطين المحتلة

ُسرب مؤخراً الى وسائل الاعلام، خبر استعداد الرئيس محمود عباس، لالقاء خطاب تاريخي، ذات علاقة بالوضع الداخلي الفلسطيني، وعملية السلام المنهكه جراء استمرار سلطات الاحتلال باعمالها العدوانية، حيث رجح المراقبون ان يحمل الخطاب في طياته قرار استقالة عباس من رئاسة السلطة، وربما من منظمة التحرير لا سيما وان هذه الخطوة كان عباس قد لوح بها في فترة سابقة، وهدد باستخدامها، وبالتفاعل مع ذلك الخبر انكب بعض الكتاب على كتابة وتحليل ذلك الموضوع، تحت عناوين "لاتفعلها يا ابا مازن، وافعلها يا ابا مازن".

للوهلة الاولى..يظن المواطن المغلوب على امره ان امر القضية الفلسطينية برمتها تقلص وانحصر في ذلك القرارفقط، الذي لايمت بصله في حال حدوثه للتاريخ، فسواء استقال ابا مازن ام لم يستقل، هذا الامر لا يغير قيد انمله من الصورة شديدة السواد التي تمر بها القضية الفلسطينية ، والتي كان احد ابرز اسبابها بالذات محمود عباس مهندس اتفاقية اوسلو، وصاحب الحلول والرؤى السياسية القائمة على المفاوضات والحوار مع قوة الاحتلال منذ ستينات القرن الماضي.

استقالة ابو مازن...التي ُروج لها في وسائل الاعلام في فترة سابقة، يراها البعض الورقة الاكثر قوة في يد الرجل المسالم، لمواجهة الولايات المتحدة الامريكية، ودول الاتحاد الاوروبي وربما الاحتلال الاسرائيلي باعتباره الرجل القادر على صنع السلام، وصاحب المرونة والقدرة للذهاب الى ابعد حد في تلبية شروط الاحتلال الاسرائيلي، وتلبية مطالبه الامنية، على الارض، وبالتالي يظن ان فقدانه يعتبر خسارة كبيرة لهم،  بالاضافة الى استغلالها في التأثير وتجييش عواطف الشعب الفلسطيني، خاصة بعد "مهزلة استئناف المفاوضات" مع حكومة الاحتلال، التي رفضتها الجماهير وفصائل العمل الوطني دون استثناء، وذهب اليها عباس بغطاء عربي يشير الى مدى تبعية القرار الفلسطيني، الامر الذي من المتوقع تكراره في اجتماع لجنة المتابعة العربية، بعد ايام قليلة.

الرئيس عباس قد يظن ان باستقالته قد يجبر ادارة اوباما ودول الاتحاد الاوروبي على الضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة، لوقف الاستيطان، ومنحه شيئا من الانجازات البسيطة لتقديمها الى شعبه، الذي كان يطرد من منازله، وارضه، ويدفن اطفاله في القدس المحتلة بينما هو "يفاوض" في منتجع شرم الشيخ، وفنادق القدس المحتلة.

استقالة محمود عباس ان حدثت، قطعا لن تحدث شيئا خارقا للعادة، ولن تكون من عجائب الدنيا السبع خاصة في ظل استعداد الكثيرين من المتنفذين في رام الله، بعد ان تم تأهيلهم لقيادة السلطة الفلسطينية، والقادرين على التعاطي مع متطلبات المجتمع الدولي، وتوفير الامن والحماية لاسرائيل ليل نهار لاستلام زمام الامور، من اجل الاستمرار في مهزلة عملية السلام، مع الادراك ان الوضع الميداني على الارض لن يطرأ عليه اي تغيير مع استقاله عباس، وقدوم اياً كان بعد ان قام "الاب الروحي" كيث دايتون ببناء الاجهزة الامنية وفق وصفته السحرية، والذي يعمل وريثه مولر هذه الايام على استكمال المهمة على افضل وجه...فلا خوف لدى العالم واسرائيل من حدوث تغير في المعادلة السياسية والامنية في الارض المحتلة وفي بنية وتوجهات السلطة الفلسطينية...التي انتهجتها عقيدة  منذ الحج الاعظم الى البيت الابيض في ايلول 93.

لذلك" ان فعلها ابا مازن، ام لم يفعلها" فالامر سيان، لان الجميع "المجتمع الدولي، الحظيرة العربية، القيادات الفلسطينية المتنفذه، الاحتلال الاسرائيلي" حريصة على الاستمرار في نهج عباس وتطويره بعد رحيله، واستمرار فكر ونهج السلام كخيار استراتيجي، والمفاوضات حياة  الذي انتهجته قيادة منظمة التحرير مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي يزداد تصلبا وتشددا في مواقفه، بينما نحن نزداد تفريطاً بحقوقنا...يكفي لنا ان ندلل على ذلك باللاءات العربية الفلسطينية الشهيرة التي تم اتخاذها في قمة الخرطوم "لا للتطبيع، لا للاعتراف، لا للتفاوض"، والتي مسحنا بها بعد فترة بسيطة جزمة السيد الامريكي..مقابل لاءات غولدا مائير التي زادت عليها حكومات الاحتلال وتسير على نهجها " لا لاعادة القدس، لا لاعادة الجولان، لا للدولة الفلسطينية"...لذلك القضية الاهم والاخطر من استقالة عباس هو استمرار الفكر السياسي الفلسطيني بهذه الصورة وفق منهجية المفاوضات الخيار الاستراتيجي الوحيد لشعبنا..وبين الفكر الاستيطاني الكولونيالي القائم على سفك الدم الفلسطيني وسرقة ارضه وطرده منها...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ