ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ماذا قدّمَ حزبُ "المُستقبل" لسنّةِ لبنانَ؟

وأينَ صُرفتِ المُساعداتُ العربيّةُ؟

رياض خالد

إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، شكّل حزب المستقبل الركيزة الأساس لمكوّنات قوى 14 آذار اللبنانية والتي سارت علناً في ركب المخططات الأميركية الإستعمارية وتباهت بصداقتها لجون بولتون وكونداليزا رايس والسفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان حتى في أحرج الأوقات إبان الحرب الصهيونية على لبنان عام 2006 ، وأحد نوابها الحاليين سامي الجميل التابع لحزب الكتائب أعلن مؤخرا افتخاره بالتعامل مع "إسرائيل".. مما رفع أكثر من علامة استفهام حول إصرار قيادة حزب المستقبل على المضي بتحالفاته مع قوى 14 آذار والتمسك بالحلف الأبدي مع سمير جعجع، وطرح بقوة مسألتين: الأولى هل يعبّر "المستقبل" فعلياً عن المسلمين السنّة في لبنان، تاريخاً وحاضراً، ويُجسد مواقفهم وطموحاتهم وآمالهم وآلامهم؟ وماذا قدّم هذا الحزب للمسلمين السنّة بدءاً من بيروت إلى كل لبنان؟ وهل استفادوا فعلياً من المساعدات العربية الهائلة التي قُدّمت للبنان ولحزب المستقبل؟.

الحريري اختصر سنّة لبنان: 

يقول الكاتب السعودي داوود الشريان في صحيفة الحياة بتاريخ 7 أيلول 2010: من يقرأ تاريخ عائلة الحريري يدرك أن رفيق الحريري اختصر سنّة لبنان في أسرته. فجاء سعد وحاول أن يتجاوز، أو يعالج، هذه الهيمنة على طائفة بكاملها، ويعيد الاعتبار لبعض الأسماء التي غيّبها، أو همّشها، والده. لكنه وقع في الخطأ من جانب آخر، فاختصر السنّة في «تيار المستقبل». وكلا الاختصارين غيّب مفهوم الأمة، وجعل بيروت ضاحية شمالية. ومن يقرأ تاريخ لبنان الحديث، فسيجد أن الزعامات السنّية لم تكن تحكم من منطلق طائفي، أو حزبي، أو أسري. تمسكت بهموم الأمة، وتطلعات الدولة. كانت تتصرف وتتحدث بمنطق الدولة، والأمة، ورفضت التعبئة الطائفية، والتحريض المذهبي، واستطاعت الجلوس بجدارة في موقع الأمة، ولا شأن لها بخلافات الطوائف والأحزاب، والحرب الأهلية اللبنانية تشهد بذلك.

لا يمكن الانقلاب على مبرر الوجود:

هذا الكلام الهام لكاتب سعودي كان سبق إلى التحذير منه رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الذي اوضح مرارا ان:"من مبررات وجود الطائفة السنية أنها قاعدة لوحدة الصف الإسلامي، وأساس وقاعدة للوحدة الوطنية الشعبية في لبنان.. الطائفة السنية حافظة للعروبة.. فلا يمكن لهذه الطائفة التي وُجدت في البلد منذ يوم وجود لبنان ومن تاريخ الفتح الحضاري الاسلامي أن تنقلب على تاريخها. لا يمكن الانقلاب على مبرر الوجود وعلى تاريخ نضالي جهادي طويل، فليُقلع من يجب أن يُقلع عن ادعاء التمثيل في الطائفة السنية، حتى لا يُجربوا ويسببوا اضطرابات في البلد وداخل الصفوف".ويضيف الاستاذ شاتيلا: إن بيروت لن تكون طربوشاً أو أداة من أدوات الاطلسيين في لبنان. ويقول المهندس سمير طرابلسي وهو يعالج مقولة "سنّة لبنان بين الامركة والتطرف": "لقد وعى المسلمون السنّة أن قدرتهم على الاضطلاع بمهمتهم التاريخية كحراس ثغور للعمق العربي مرهون بمدى نجاحهم في تحقيق تماسك داخلي لبناني، مؤسس على وحدة الصف الاسلامي في اطار وحدة وطنية لبنانية، لأن اي صراع داخلي لبناني هو العامل الذي يغري القوى الاستعمارية الأجنبية بوضع يدها على لبنان في حين ان وحدته الداخلية في اطار انتماء صحي الى محيطه العربي هي ضمانة منعته واستقراره. ولعل من أولى تجليات هذا الوعي موقف الامام الاوزاعي الشهير تجاه تجاوزات الوالي العباسي ضد بعض المسيحيين وآخر تجلياته ان المسلمون السنّة لم يحتضنوا اية مليشيا فئوية خلال سنوات الحرب اللبنانية ولم يتبنوا المنطق المليشيوي التمزيقي للبلد".

وكان المؤتمر الاسلامي الموحد الذي عُقد في بيروت في العام 2007 بدعوة من مؤتمر بيروت والساحل قد اكد: "ان وحدة المسلمين هي الدرع الواقي من مؤامرات تقسيم الصفوف بغية إخضاع الجميع لمخططات معادية، وهي السبيل لإحباط مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يتوسل إشعال فتن طائفية ومذهبية لتمزيق سبعة أقطار عربية وإعادة رسم خرائط المنطقة بما يخدم مصالح الإستعمار والصهيونية، كما رفض اي جنوح نحو التطرف سواء كان عند السنة او الشيعة".

 

المستقبل أوجد للسنة "بابا":

 وبدل أن يستمع قادة "المستقبل" إلى نصائح العروبيين السنّة الداعين الى التزام الدور التاريخي للسنة في لبنان، راحوا يكيلون التهم لكل من يقف بوجه المخططات الأميركية الصهيونية بأنه إيراني، متناسين أن الأمة العربية كانت تثور دائماً بوجه الاستعمار قبل قيام الثورة الإيرانية، وقد اختارها الله لتكون أمة الرسالة، والمسلمون السنّة هم من مؤسسي لبنان منذ العام 635 ميلادية، ومهمتهم حماية الثغور فكيف "يمكننا نسيان تاريخ أمتنا والالتحاق ببولتون ورايس، ومع احترامنا للأخوة المسيحيين فإن السنّة ليس لديهم «بابا»، لكن «المستقبل» أوجد لهم «الماما ستريدا»" كما يقول الأخ كمال شاتيلا، وكان قد حذّر قبل أعوام: إن مؤامرة تقسيم لبنان ونسف عروبته لم تنجح في السابق، والعمل الآن هو لأن يقوم "السنّة"، اي الطائفة العروبية بالانقلاب على العروبة، هذا هو الحل الذي ارتأوه لتقسيم وحدة لبنان وضرب عروبته عبر تحويل الطائفة السنّية من طائفة النضال التاريخي ضد الاستعمار والصهيونية، ومن وظيفة "حراس الثغور" إلى الطائفة المنقلبة على العروبة وأن تكون سمساراً للأجنبي في أرضنا. ويضيف: "يتعرض السنّة لأكبر مؤامرة في هذا البلد، مؤامرة تحويل السنّة من حالة نضالية إلى حالة استسلامية انهزامية، من رأس حربة لمواجهة الاستعمار إلى خادم أمين له". ويتابع: "المسلمون السنّة لا يمكن أن يكونوا في خندق واحد مع أميركا، ومن يسعى لهذا الأمر ليس مسلماً ولا سنياً".

أسباب الضعف:

ومع تهاوي مشروع أمركة الطائفة السنية في لبنان، طفت على سطح المشهد السياسي قضية خطيرة، وهي ضعف الطائفة السنية في لبنان وتراجع دورها في السنوات الأخيرة، مما دفع رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا لطرح هذا الموضوع بقوة في شهر رمضان المبارك الماضي، خلال خطاباته التي ألقاها في الإفطارات الحاشدة التي أقامتها هيئة الإسعاف الشعبي في بيروت وطرابلس وإقليم الخروب وعكار والبقاع الشمالي، أي في المناطق التي تشكل أكثرية عددية للطائفة السنية، حيث يعزو شاتيلا أسباب ضعف الطائفة السنية إلى الزعامتين السياسية والدينية ويقول: "لو أن حزب المستقبل في لبنان الغني بالمال، صرف حوالى 100 مليون دولار من الـ4 مليارات دولار التي أخذها من السعودية خلال السنوات الخمس الماضية، وأنشأ مقاومة سنية لاسترداد مزارع شبعا فماذا يكون موقف إسرائيل؟ إذا لم تعجب السيد الحريري المقاومة الشيعية، فليتفضل ويعمل مقاومة سنية لاسترداد أرض سنية، وهو لا ينقصه مال ولا سلاح ولا تدريب، وكل دول العالم مفتوحة أمامه، فلماذا لا ينشىء مقاومة في العرقوب وهو يعتبر نفسه "بابا السنة"؟ أوليس للبابا رعايا، مع احترامنا لإخواننا المسيحيين، يجب أن يهتم بهم؟ أليس أهل العرقوب مسلمين سنة في غالبيتهم؟ ماذا فعلت الحريرية لهم طيلة 20عاماً؟ وأي مشروع إنمائي نفذته في منطقة العرقوب، سواء كان مدرسة مهنية أو داراً للايتام؟

ويضيف: لا يوجد عند المسلمين بابا أو ماما، بل اجتهاد مفتوح للناس، فلماذا يصر الحريري أن تكون ستريدا جعجع أم السنّة ووالدهم الإمام سمير جعجع؟ ولمَ يُصّر أن يكون السنّة على طريقته وبأسلوب "إسلام لايت" ومن يخالفه يتهمه بأنه تابع لإيران ومن يعارضه من أهل السنة ليسوا سنّة؟ مع أن أسوأ ما يتحدث به الإعلام هو وصف المعارضة العروبية بالمعارضة السنية، فنقول لهم السنّة طائفة العروبة لكن فيها بعض الشواذ، ومن يضع سمير جعجع القواتي محل الإمام الأوزاعي والبخاري لا يكون سنياً ولا شيعياً، فالطائفة السنية منذ العام  635 ميلادية هي الأساس في تكوين لبنان وحراس الثغور وحماة الديار وسيوف العروبة، ولن تؤثر فيهم توصيفات فيلتمان وبولتن وجونسون وستريدا جعجع إذا اتخذوا  موقفاً تحررياً.

ماذا فعلتم بالمال العربي؟

ويتساءل شاتيلا: لو راجعنا الـسنوات العشرين الماضية، وقارنّا بين وضع الطائفة السنية المأساوي وواقع الطوائف الأخرى فماذا فعلت "الزعامة السنية" للطائفة؟ وأين الـ 4 مليارات من المملكة العربية السعودية وكيف صُرفت؟ هل تم بناء مزرعة زيتون في عكار، أو شُقت طريق في إقليم الخروب، أو بُنيت جامعة في بيروت، أو مهنية في طرابلس؟ ماذا فعلتم بالمال العربي؟ لا يوجد من يحاسب أو يراقب، فكيف تُدار الأمور؟ المسلم السني في لبنان ،طوال عمره، ليس غنياً بالمال بل قوّته في الموقف الوطني، وإذا أخذ رسميون سنّة مواقف غير وطنية، تضعف الطائفة السنية في لبنان وكذلك كل الطوائف، ويضيف: "عندما طُرح مشروع حلف بغداد ومشروع آيزنهاور في عامي 1957 و 1958 انتفض الناس على حكم شمعون وحكم سامي الصلح وحكم كل من تجرأ أو أراد إدخال لبنان في مشروع آيزنهاور وأحبط هذا المشروع وغيره".

التفاوت في عدد ودور المؤسسات:

وفيما نجد مؤسسات متطورة ومتزايدة عند الطوائف الأخرى نرى تراجعاً مخيفاً في عدد المؤسسات التي تتبع الطائفة السنية في لبنان، ويكفي على سبيل المثال أن نقارن بين المؤسسات التي أقامها رجل واحد هو المرحوم الفاضل السيد محمد حسين فضل الله وماذا أنشأ مفتي الجمهورية رأس دار الفتوى.. وتقول الإحصاءات: بالمقارنة مع أوضاع الطائفة الاسلامية الشيعية، فان مؤسساتها الانتاجية والتعليمية والصحية والمهنية والصناعية والعقارية قد بلغت 2800 مؤسسة، في حين أن المؤسسات السنية لا يتعدى عددها 260 مؤسسة معظمها كان موجوداً قبل عهد السيد الحريري... وهنا يتبادر إلى الذهن فوراً ما يُحكى عن فساد وهدر أموال وسرقة في دار الفتوى ويؤكد ذلك عدم صدور تقرير المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى حول هذه المسألة الخطيرة والذي كان متوقعاً أن يبصر النور في شباط الماضي، وها نحن في شهر أيلول ولم يصدر شيء حتى الآن لا سلباً ولا إيجابا، في ظل محاولات دائمة وحثيثة من الزعامة السياسية السنية للفلفة هذه القضية؟

قوة الموقف "السني" كيف تتحقق؟

إن انتشال الطائفة السنية من حالتها السيئة حالياً، ينطلق دينيا من تقوية دار الفتوى وإصلاحها من الداخل، وسياسيا من تحقيق التمثيل السياسي الصحيح للبنانيين من خلال انتخابات حرة ونزيهة فعلاً، والعودة إلى الثوابت الاسلامية المناهضة للاستعمار والصهيونية، ويكفي أن نستذكر كيف أن دار الفتوى تصدرت مواجهة الصهاينة وأتباعهم في لبنان بعد الاجتياح الصهيوني في العام 1982 حين صلّى خلف المفتي الشهيد حسن خالد أئمة الشيعة والموحدين الدروز والتزموا الثوابت الاسلامية التي انطلقت من دار الفتوى في بيروت.

إن قوة الموقف "السني" لا تكون بالرهان على القوى الدولية والمقررات الدولية، والدليل أن العدو الصهيوني لم ينسحب من قرية الغجر ولا من مزارع شبعا وكفرشوبا وهي مزارع وأراض لبنانية محتلة ويملكها أبناء السنة حصرا، رغم مرور اربع سنوات على القرار الدولي 1701، ورغم صداقة وتبعية قوى 14 آذار للاميركيين والاطلسيين، بل تكون قوة الموقف "السني" بانتهاج الخط المقاوم للصهاينة والاستعانة بالدعم العربي لتحرير ماتبقى من أراض لبنانية محتلة.

إن تضليل غالبية أبناء الطائفة السنية قد يكون لبعض الوقت لكن هذا التضليل يستحيل أن يستمر كل الوقت، ومن واجب العرب الذين يدفعون الأموال لدعم وتقوية السنة في لبنان أن يسألوا عن مصير المليارات التي دفعت وعدم الاكتفاء بتراجع هذا الدعم.

العرب أيضا معنيون:

وفي هذا الإطار يوّجه رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا نقدا شديدا للدول العربية التي تستقبل سمير جعجع وتموّل القوات اللبنانية، ويتساءل: هل يُعقل أنه نكاية بحزب الله يدعم بعض العرب القوات اللبنانية صاحبة التاريخ السيىء في التعامل مع إسرائيل وقتل آلاف المسلمين وحاملة مشروع تقسيم لبنان؟ ألا يكترث هؤلاء العرب بمشاعر آلاف أبناء الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين ممن قتلتهم القوات اللبنانية؟ ويشير: إلى أن ليس العرب فقط هم من يدعم القوات اللبنانية بل أيضاً حزب المستقبل الذي حاول جاهداً ومن دون جدوى طوال السنوات الماضية جعل ستريدا جعجع «أم السنّة» في لبنان وهو الذي طلب من مفتي الجمهورية استقبال سمير جعجع في دار الفتوى الذي أدين قضائيا باغتيال رئيس الوزراء السني الشهيد رشيد كرامي، وهو الذي أيّد كلام جعجع في ساحة الشهداء عن أن «العدو من أمامنا والبحر من ورائنا» وهو الذي أعلن تكرارا التحالف الأبدي وحتى الموت بين حزب المستقبل والقوات اللبنانية.

مثقفو المارينز لن يقووا على تغيير الحقيقة:

ويشدد شاتيلا على أن كل محاولات دفع الطائفة السنية نحو الجعجعة والأمركة لم ولن تنجح، فالمسلمون السنة هم طائفة العروبة في البلد وطليعة قوى التحرر من الاستعمار وهم امتداد لكل الثورات العربية التحررية وبخاصة ثورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولن يقوى أي طارىء على الحياة السياسية أوأي من مثقفي المارينز أن يغيّر هذه الحقيقة ويستبدل الإمام الأوزاعي بكونداليزا رايس أو ستريدا جعجع.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ