ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الرقيق السياسي

رقيق الحداثة (الرقيق السياسي والرقيق الثقافي والرقيق الإعلامي)

بقلم: غازي أبو فرحة*

يخطئ من يظن أن العبودية انتهت من العالم بعد قرارات تحرير العبيد في أمريكا وأوروبا في القرن التاسع عشر بعيد الثورة الصناعية التي كانت بحاجة ماسة للعمال كي يعملوا بالمصانع فأصدروا قرارات تحرير العبيد ليس رحمة بهم بل للحاجة الماسة إليهم كعمال بالمصانع؛ ولكن العبودية تحولت لصور أخرى؛ فإن العمل بالمصانع حسب نظرية آدم سميث الإنجليزي مدير شركة الهند الشرقية والتي تقول بإعطاء العمال أجرا بحد الكفاف أي أن يعيش فقط ولا يموت يعيش ولا يتمتع بالمعيشة وهي نفس العبودية حيث يتكفل السيد بتقديم الطعام والكساء لعبيده؛ ولكن هذه النظرية دحضت في القرن العشرين عندما قررت الرأسمالية إعطاء العامل أجرا أكثر من حد الكفاف كي يشتري بالفائض عن الكفاف السلع التي ينتجها الرأسماليين ويشغل مصانعهم.

بعد الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر اتجهت الدول الصناعية للاستعمار بحثا عن المواد الخام لمصانعها لتنهبها وتجعل من هذه المستعمرات سوقا تبيع فيه منتجات مصانعها؛ وأخذ سكان هذه المستعمرات يقاومون المستعمر مما اضطره للجلاء عنها بعد أن أحدث فيها نظام الاستعمار عن بعد بواسطة الرقيق السياسي وهم الحكام الذين نصبهم الاستعمار لحكم أشباه الدول هذه؛ والرقيق الثقافي حيث جعل جزءا من السكان (المحظيين من السكان) يتبنون ثقافة المستعمر تحت عنوان الحداثة والنهوض من التخلف؛ والرقيق الإعلامي حيث أقام المستعمر منابرا إعلامية في أرضه وأراضي المستعمرات تمجد المستعمر (الجلاد والذباح) وتمجد حضارته ولغته وتاريخه وتحقر سكان المستعمرات ولغتهم وتاريخهم وأسلوب حياتهم وتاريخهم وأسلوب حياتهم ومعتقداتهم الدينية والخلقية وتشيع بينهم الإحباط الذي يشلهم ويمنعهم من النهوض والتقدم.

الرق (العبودية): بدأ الرق في البشرية مع الزراعة؛ فعندما كان الإنسان يعيش على الصيد لم يكن هناك رق؛ ولكنه عندما تحضر وأخذ يمارس الزراعة ظهرت الحاجة لعمال زراعيين فأخذ يسترق الناس الضعاف عقليا وظروفيا وثقافيا (البدائيين) والأقوياء جسميا ويشغلهم في مزرعته ويتعهد بإطعامهم وإيواءهم وكسوتهم تماما كما يتعد بإطعام وإيواء حيوانات المزرعة؛ وأخذ يبيع هؤلاء العبيد من مزارع لآخر كما تباع الحيوانات؛ وإن أكبر حملة بيع للرقيق في التاريخ جرت في القرن السابع عشر (1619 أول باخرة عبيد تصل لأمريكا) من أفريقيا لأمريكا الشمالية للعمل بمزارع التبغ (الدخان) والذي يحتاج لكثير من الأيدي العاملة واعتبره المستعمرون الذهب الجديد بعد أن نهب أجدادهم من الجيل الأول من المستوطنين الأوروبيين لأمريكا نهبوا الذهب الحقيقي الموجود بها وأرسلوه لأوروبا.

لا يقتصر الرقيق على أصحاب البشرة السوداء بل إنه قد جرى استرقاق أصحاب البشرة البيضاء والشقراء (البيضاء المخلوطة بالحمرة) في أوروبا ؛ وفي روما القديمة كان الملوك والإقطاعيون يتلذذون بتقديم العبيد (البيض) كطعام للأسود في الساحة العامة وسط روما أمام المتفرجين من الملك والأمراء والإقطاعيون وعلية القوم كما يتفرجون الآن على مباريات كرة القدم وصراع الثيران؛ كما أن المماليك الذين أحضرهم الأيوبيون (أحفاد صلاح الدين الأيوبي) من هضبة القوقاز كغلمان وجواري لقصورهم وكانوا بيضا وشقرا حكموا مصر والشام وجزيرة العرب من عام 1250م إلى عام 1516م عندما انتصر عليهم السلطان العثماني سليم الأول في معركة مرج دابق بحلب عام 1516م ؛ وقد كانوا محاربين أشداء ودحروا التتار في معركة عين جالوت ببيسان فلسطين عام 1256م.

إن ظاهرة الإدمان في النفس البشرية تجعل الشخص يدمن العبودية ويتلذذ بها كما يدمن الجنس والدخان والخمر والمخدرات، ولهذا السبب لم يلغي الإسلام العبودية بقرار بل شجع على عتق العبيد؛ كما أن العبد الذي يصحو من سكرته ويطلب الحرية وجب مكاتبته أي الاتفاق مع مالكه بحضور شهود على عتقه مقابل مال أو بعد مدة معينة بعد القيام بعمل معين بدل المال إن لم يوجد. إن العبد يدرك في أعماقه أن وضعه مغلوط  فيرفض أن يوصف بالعبد كما يرفض الرقيق الأبيض (عبيد الجنس) أن يوصف بالوضع الذي هو عليه عمليا؛ بل يدافع عن وضعه بكل ما أوتي من قوة؛ بل ويقلب واقعه (لفظيا) كما يقلب الرقيق السياسي وضعهم لفظيا ويدعون القوة والجبروت وهم مأمورين من عدو قومهم ، ويقلب الرقيق الثقافي وضعهم المزيف لفظيا من التابعين والمقلدين لقشور المستعمر إلى المتحضرين والحداثويين، ويقلب الرقيق الإعلامي وضعهم الفعلي ضد قضايا أمتهم ويدعون بأنهم يدافعون عن قضايا أمتهم.

لم تكن أوروبا وأمريكا أول من يصدر قرار حكومي بتحرير العبيد ؛ بل سبقهم بسبعة قرون الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي في القاهرة عام 1000م.

الرقيق السياسي: نظرا لأهمية المنطقة العربية بسبب وجود النفط بأراضيها؛ والنفط هو أهم مادة خام على الإطلاق وهو بمثابة دم الحضارة الحديثة، فعندما خرج الاستعمار من الأرض العربية قرر أن يحكمها عن بعد بواسطة الرقيق السياسي لأهميتها (النفطية)؛ ويقول الكاتب بيتر رايت في كتابه " صائد الجواسيس" (النسخة الأصلية الغير مزورة) عن مذكرات الجاسوس الإنجليزي "كيم فيلبي" الذي قضى 25 عاما كنائب لرئيس المخابرات البريطانية MI6 وفي نفس الوقت كان عميلا للاتحاد السوفييتي طول تلك المدة؛ حيث يقول:"تحكم كل دولة (عميلة للغرب) من شقة في وسط العاصمة بها ضابط أمريكي عميل للمخابرات المركزية الأمريكية ويعاونه عميلان محليان؛ هم الذين يقررون الحرب والسلم وتشكيل الوزارة وحل الوزارة ولا يترك للحكام إلا هامش بسيط".

إن هؤلاء الرقيق يطلقون على أنفسهم ألفاظ الجلالة (استغفر الله العظيم!! الجلالة لله تعالى) والفخامة والسمو وسيادة الرئيس وسمو الأمير بقصد تخويف الناس وإهانتهم؛ وهم بعيدون عن المعنى الحقيقي لألقابهم وإن صاحب اللقب الحقيقي هو ضابط المخابرات الأمريكي؛ قال الشاعر

"ألفاظ مملكة في غير موضعها -- كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد".

إن كل هذه الألفاظ معكوسة وهم كلهم عبيد مدمنين على العبودية فنرى كبيرهم الملك عبد الله بن عبد العزيز يريد أن يرضي أمريكا والصهيونية (أسياده) باللهاث وراء ما يسمى بمبادرة السلام العربية الإنبطاحية الاستسلامية، وحوار الأديان المقصود به التطبيع المجاني مع الصهيونية ذباحة الفلسطينيين، وهو على حافة قبره وعمره 87 سنة !!! حتى أموالهم الضخمة التي مكنتهم أمريكا من سرقتها من أوطانهم وأرشدتهم كيف يسرقونها تأخذها أمريكا منهم وهم أحياء أمام أعينهم وتعطي مبالغ ضخمة منها لإسرائيل والصهيونية !!!!!، لقد رأينا الرقيق السياسي المخزيين وهم يعقدون مؤتمرا في جامعة الدول العربية (من معاقل الرقيق السياسي) لتقرير المواصلة في ما يسمى بالعملية السلمية بناء على أوامر أسيادهم في واشنطن وتل أبيب؛ هذا مع لاءات إسرائيل الأربعة المعلنة وغير مخبأة: لا لتقسيم القدس لا لوقف الاستيطان لا للعودة لحدود 67 لا لدولة فلسطينية كاملة السيادة.

الرقيق الثقافي: لقد نبتت حول الرقيق السياسي طبقة من الطفيليات واللصوص الذين تبنوا ثقافة الجلاد بحجة الحداثة والرقي وسفهوا ثقافة قومهم بحجة التخلف؛ لقد أخذوا من الحداثة قشورها وتركوا اللب لأن أمريكا لا تريد لهم الاقتراب من اللب؛ فقد قتلت أمريكا والصهيونية أكثر من ثلاثة آلاف عالم عراقي وصلوا إلى لب الحضارة البشرية.

لقد ظهر عند هؤلاء القشوريين ظاهرة ازدواجية اللغة

ازدواجية اللغة لا أحد ينكر أهمية اللغات الأجنبية خاصة اللغة الإنجليزية في العلوم والاختراعات والمصنوعات فإن أكثر العلوم التطبيقية – التقنية (التكنولوجيا) – هي باللغات الأجنبية ويجرى ترجمتها للعربية. أما أن تصبح اللغات هدفاً أو غاية لا وسيلة للوصول إلى الهدف أو الغاية الحقيقية وهي فهم العلوم واستيعابها تمهيداً لتطبيقها والاستفادة منها فهذا هو السبيل الذي سلكه ومازال يسلكه العلماء الطفيليون الذين أصبحت اللغة الإنجليزية عندهم هدفاً وغاية يتشدقون بعباراتها كي يمعنوا في التشرنق ويعزلوا أنفسهم عن عامة الناس.  لقد لفق اليهود اللغة العبرية من نقوش على المقابر وأضافوا إليها أكثر من النصف من اللغة العربية وعملوا مزيج سموه اللغة العبرية وترجموا كل العلوم والفنون إليها بما فيها علوم الطب الذي يدرس باللغة العبرية.  ولكن علماءنا الطفيليين لم يحترموا لغتهم ( العربية ) وهي لغة العلوم لغاية القرن الخامس عشر وإن أكثر العلماء الأوروبيين في بداية النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر كانوا من خريجي جامعات الأندلس واخذوا علومهم باللغة العربية.وكانوا يجيدونها..إن ازدواجية اللغة تعد أكبر عائق في سبيل تقدم الأمم حتى ازدواجية اللغة بين العامية والفصحى تعد عائقاً كبيراً في سبيل التقدم فكيف ازدواجية اللغة العربية مع اللغة الإنجليزية. لقد أقام اليابانيون نهضتهم العلمية والصناعية أيام موتسو هيتو بالقرن التاسع عشر بدون ازدواجية اللغة مع أن لغتهم صعبة ولا يوجد لها أبجدية كاللغة العربية . وذلك لان موتسو هيتو والمثقفين اليابانيين كانوا – أصيلين – فلم يكونوا طفيليين ولكن العرب خيولهم أصيلة وكثيراً من مثقفيهم وعلمائهم طفيليون وأن الأصيلين منهم مستضعفون وصوتهم مخنوق

. الغرابية مشتقة من القصة التراثية للغراب الذي أعجبته مشية الحمامة فحاول تقليدها فنسى مشيته الأصلية وأصبح يمشي بطريقة بشعة. والطفيليون الغرابيون أعجبتهم اللغة الإنجليزية فحاولوا تقليدها فأضعفوا لغتهم الأصلية وأصبحوا يتكلمون لغة ممسوخة لا هي عربية ولا هي إنجليزية.  وتفسير ذلك حسب نظرية ابن خلدون: " إن المهزوم يعجب بالمنتصر فيقلده " فهؤلاء الغرابيون مهزومون داخلياً.  لا أحد ينكر أهمية اللغة الإنجليزية وسعة انتشارها وإنها أضحت لغة عالمية فهي لغة الحضارة وكثير من الاختراعات وإنه يجب تعلمها ولكن يوجد فرق بين تعلمها والغرابية وازدواجية اللغة ومما لا شك فيه إن ازدواجية اللغة ( ولو مظهرياً ) هي دليل مرض وليست دليل صحة وهي معوق أساسي من معوقات تقدم الأمم. ونشاهد الطفيليين وهم يحاولون حشر التعابير الإنجليزية بمناسبة ودون مناسبة في حديثهم وكذلك نشاهدها في أسماء الحوانيت وفي التلفاز. وعكس الغرابية هي الأصالة فالإنسان الأصيل لا يقلد القشور بل ينفذ إلى لب الحضارة ويرمي القشور في الحاوية كما يفعل مع الفواكه.

يطلق البعض على الأشخاص المزيفون من مزدوجي اللغة الذين يحشرون ألفاظا انجليزية في كلامهم بالعربيزيين ويسمون العملية بالعربيزية ويصرفونها حسب تصريفات اللغة العربية لا شك أن موسيقى اللفظ تفيد الاحتقار وهذا شيء طبيعي أن يحتقر المجتمع المزيفون مهما تبوءوا من مناصب في عصر الانحطاط حيث سلط الجلاد المزيفون على الأحرار وقمع الأحرار واعتبرهم إرهابيين؛ إن هؤلاء العربيزيون عبيد أرقاء أذلاء لثقافة ولغة الجلاد الأمريكي المجرم البشع.وإن أكثر المدن العربية تتردد فيها الكلمات العربيزية هي: بيروت وعمان ورام الله والكويت والقاهرة؛ وأقلها عربيزية أي أكثرها أصالة هي: طرابلس وبنغازي وصفاقس وحلب ودمشق والخرطوم وصنعاء.

وقد أشار إلى الرقيق المستحدث في أربعينيات القرن العشرين الشاعر مصطفى وهبة التل عندما قال:

"بين الخرابيش لا عبد ولا أمة --- ولا أرقاء في أثواب أحرار"؛  لقد فضل الشاعر مجتمع النَّوَر الوضيع (الخرابيش) على مجتمع الرقيق المستحدث (أرقاء في أثواب أحرار). والنَّوَر قبائل رحالة من أصل هندي (من ولاية نورانيا والغجر من ولاية غوجارات) يتسترون بقبائل عربية قوية (جساس؛ بني مرة، بلى، رشيدي) ويدعون الانتساب للقبائل العربية وسبب وضاعتهم أنهم يتسولون ويفرِّطون بالعرض.

الرقيق الإعلامي:    إن الرقيق الإعلامي يستوحي مصلحة الجلاد وينفذها لقاء مبلغ زهيد من المال (زهيد بالمقياس العم ووفير بمقياس الرقيق) أو مقابل تألق طاووسي أجوف لمن هم ليسوا بحاجة للمال مثل هيكل وبني نفطويه، أو بالاثنين معا مثل غالبية الرقيق الإعلامي. إن الرقيق الإعلامي يعمل ضد مصلحة قومه ولمصلحة الجلاد الذي يجلد أبناء جلدته وينهب ثرواتهم النفطية بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة.هذا الرقيق يعمل بطريقتين هما: الإحباط والمتاهة؛

والإحباط حيث يركز على ثقافة الهزيمة وجلد الذات؛ وهزيمة 67 بشكل خاص لأنها حدثت في عهد بطل من أبطال الأمة ورمز من رموزها وهو جمال عبد الناصر ليحطم رموز الأمة ويكسروا مجاديفها ؛ إنهم يعتبرون الجلاد الأمريكي والجلاد الصهيوني (وقبله الجلاد الإنجليزي والجلاد الفرنسي) مثلا أعلى ويعتبرون مقاومة الجلاد نوعا من الشعارات الزائفة التي لا طائل من وراءها مثل شعارات أحمد سعيد (تجوع يا سمك) والتي كانت نتيجتها هزيمة 67 كما يقولون ؛ وكان أحمد سعيد مذيعا مميزا في إذاعة صوت العرب أيام عبد الناصر وكان يستنهض عزيمة الأمة عكس الإحباط الذي يشيعه الرقيق الإعلامي؛ والإحباط يخور العزائم ويجعل الإنسان لا يقوى على الوقوف على قدميه ويؤدي إلى الإذعان التام للجلاد والقبول بكافة شروطه المذلة والمهينة؛ فبالرغم من مرور أكثر من أربعين سنة على نكسة 67 إلا أن الرقيق الإعلامي مازال يحرث عليها ويستفيد منها لإحباط الأمة ويجعلها في حالة جلد ذات مستمر ليذلها ويجعلها غير قادرة على المقاومة والممانعة ورفض شروط الجلاد المهينة.

إن الجلاد يسلط على الأمة حكاما من الخونة واللصوص ويدعمهم بتفوقه التقني والمالي ( من ذيله واعمل له شباك) ثم يكشف خيانتهم وسرقاتهم بواسطة الجزء الخارجي من الرقيق الإعلامي   (الجزء الداخلي يطبل للخائن واللص)؛ لا يكشفهم لمصلحة الأمة بل يكشفهم لإحباطها بعد أن يكون قد ثبته ببراغي من فولاذ عن طريق المخابرات التي لا تسمح لأحد بالاعتراض بحجة مصلحة الأمة والصحيح هو مصلحة الجلاد؛ إن الكثير منا يتحمس لكشف الخونة واللصوص الحكوميون ؛ لكنهم منذ أربعين سنة وهم يكشفونهم وهم باقون في أماكنهم وأصبحت خيانتهم وسرقتهم شرعية بالتقادم القانوني.

المتاهة: قالت العرب "خير الكلام ما قل ودل" وإن عبقرية العلم في تبسيطه وإن أي إسهاب أو إطناب تدل على عجز في إيصال المعلومة للمتلقي أو حيلة بقصد المتاهة كي يتوه المتلقي عن لب الموضوع إذا كان الموضوع يفيد المتلقي وتشوه بوصلته.  لم أكن أفكر بالمتاهة إلا بعد أن سمعت محمد حسنين هيكل وعمرو حمزاوي على الجزيرة ؛ فإن عمرو حمزاوي عندما تستدعيه الجزيرة للتعليق على موضوع ساخن فإنه لا يعطيك عقادا نافعا بل يورد لك الكثير من الاحتمالات المتناقضة ويعقلنها جميعها بحيث يتوه المتلقي الذي لا يستفيد منه شيئا وذلك خدمة لسيده الجلاد الأمريكي الذي علمه في جامعته ووظفه في مخابراته وظيفة في مركز مغشوش يحمل اسم فيلسوف النجاح الأمريكي العظيم ديل كارنيغي (كلمة حق أريد بها باطل) ليغش به ضحايا الجلاد الأمريكي من المضطهدين العرب والمسلمين ، وكذلك هيكل الذي يستطرد كثيرا كي يتوه المتلقي فإنه يتكلم حوالي الساعة عن رجل كان له اسم أيام الملك فاروق فما الفائدة إذا كان الملك فاروق نفسه نكرة ولم يكن يحكم على شيء لأن الجلادين الإنجليز كانوا يتحكمون بمصر وبالملك فما بال أي رجل آخر في عهده  إلا إذا كان هيكل يريد أن يتوه المتلقي ، وإذا كان هيكل لم يكن يعلم أنه يتوه المتلقين فتلك مصيبة أعظم كما قال الشاعر:...

."إذا كنت تدري فتلك مصيبة ....وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم"    إن بيت الشعر هذا يتهم المقصود به بالغباء وقد يستغرب المتلقي اتهام هيكل بالغباء مع أنه صحفي لامع وقد ينعته البعض بالذكاء مع أنه كان الحمار الذي ركب عليه الجاسوس أنور السادات وأوصله إلى بر الأمان ثم سجنه ، وكان السادات بطلا وهو عازب ثم زوجه الجلادون الجاسوسة جيهان (انجليزية الأم) التي حولته إلى جاسوس واشترك بتسميم عبد الناصر والانحراف بثورته وتحطيم مشروعه النهضوي لمصر والثوري للأمة العربية كلها؛ إن كل من يساند الجلاد ضد بني جلدته هو غبي في منتهى الغباء مهما ادعى لنفسه وادعى له مشغلوه من الذكاء والثقافة المزيفة الاستعمارية؛ ولكن بعض الرقيق يظهر عليه الغباء الصريح من كتاباته مثل التنبل المعتوه عامر العظم الذي يدير موقعا الكترونيا من قطر وبتمويلها يسميه "واتا" موقع جمعية المترجمين العرب وهو متخصص في إحباط الأمة وجلد الذات العربية بإلقاء النعوت الحقيرة على المواطن العربي بشكل مفضوح ومكشوف مما يجعله سبة في جبين المخابرات الأمريكية؛ وقد اشتركت بالموقع ولي فيه عدة مقالات واشتركت بالنقاش بحسن نية إلى أن تبين لي أنه سيء النية فتركته.

لا يقتصر الرقيق الإعلامي على المحطات المكشوفة مثل لندن بي بي سي، وال أم بي سي العربيزية (الرقيق الثقافي)، والعبرية (العربية زورا وبهتانا) ، وروتانا اللا أخلاقية الهابطة، وجرائد الشرق الأوسط والحياة والنهار والسياسة؛ إن هذه المنابر الإعلامية متصهينة صهينة مباشرة تفوق إذاعة إسرائيل ونسمع مذيعي لندن المتصهينين وعم يستجوبون المستمعين لمصلحة الجلاد الاستعماري والصهيوني مثل محققي المباحث بالضبط؛ بل إن هذه المحطات الجلادية المكشوفة تقدم للمتلقي قليلا من الدسم وكثيرا جدا من السم من النوع الرديء؛ فهي لا تكف صراحة عن تسمية مقاومي الإرهاب الأمريكي الأبطال بالإرهابيين بالضبط نفس التسمية التي تطلقها عليهم المخابرات الأمريكية (والتي حاول أوباما تغييرها بقصد الخداع) مما يجعلهم بوقا إعلاميا مباشرا كريها للمخابرات الأمريكية السفاحة المجرمة؛ لكن المحطات غير المكشوفة التي تضع كثيرا جدا من الدسم وقليل جدا من السم الناقع المركز جدا جدا بحيث تكون النتيجة أعلى لمصلحة الجلاد مثل فضائية الجزيرة التي تضع كثيرا من الدسم بحيث يتخيل المتلقي أنه في واحة من الصدق والحقيقة والالتزام بمصلحة الأمة ولكنه يصدم عندما يحس أنها تعمل لمصلحة الجلاد الأمريكي على جبهة الإحباط حيث يتكفل أحمد منصور بتحطيم الصورة البطولية لرموز الأمة عبد الناصر وصدام بعد أن يطعم المواطن العربي الدسم بتحطيم صور الحكام الخونة المستهلكين الذين أكل الدهر عليهم وشرب كازوزة؛ حيث يستغل الجلاد في أحمد منصور أنه من جماعة الإخوان المسلمين وأن الفاسد صلاح نصر مدير مخابرات عبد الناصر قد عذب الإخوان المسلمين بعد أن أطلقوا النار على عبد الناصر في الإسكندرية وتمولوا من المخابرات الأمريكية لقتله والإطاحة به؛ كم أن الجزيرة تعمل على جبهة المتاهة حيث أن غالبية كتاب الجزيرة نت متخصصون في المتاهة ويحولون النهضة العربية إلى سراب بإدخالها في متاهة سفسطائية تافهة من أجل التألق ألطاووسي الأجوف يخربون مصلحة الأمة وبضع دريهمات يقدمها لهم وكيل الجلاد ؛ هذا بالإضافة إلى فتح باب الجزيرة لأكبر متخصصين في المتاهة وهما عمرو حمزاوي ومحمد حسنين هيكل.

عندما تذكر بطولات الأمة فإن هؤلاء الرقيق يتشنجون ويصطنعون الروايات الكاذبة لمصلحة الجلاد لنفي أي بطولة عن الأمة كما يحصل بالنسبة لضربات 11 سبتمبر حيث يصر الرقيق على أن الحادثة من صنع أمريكي أو يهودي مع أن أمريكا أعلنت رسميا وعمليا أن القاعدة نفذتها والقاعدة نفسها اعترفت بذلك ؛ وهذا يدل على جبن العبيد (الرقيق الثقافي) الشديد جدا بالإضافة إلى أنهم لا يريدون للأمة البطولة كي لا تنهض بل يريدون للأمة الانبطاح للجلاد مثلهم يفعل بهم الجلاد الأفعال المشينة؛ مع أن العملية قمة البطولة ومرغت أنف أمريكا المجرمة بالتراب وضحاياها لا يعادلون واحد بالألف من ضحايا أمريكا من العرب والمسلمين حيث قتلت مليون ونصف بالعراق ونصف مليون بأفغانستان والباكستان ونصف مليون بفلسطين مساندة لإسرائيل

وإذا كان ضحايا سبتمبر الأمريكان أبرياء فمن الطبيعي أن يكون ضحايا العرب والمسلمين الذين قتلتهم أو تسببت بقتلهم أمريكا أبرياء أيضا فليس من المعقول أن يكونوا أولاد كلب أو إرهابيين كما تدعي أمريكا لأن أمريكا ذات الأساطيل تدعي على كيفها لأن القوي عايب.

إن هؤلاء العبيد الثلاثة: الرقيق السياسي والرقيق الثقافي والرقيق الإعلامي سكرانين حتى الثمالة بخمرة الرق حيث يعانون من الإدمان الشديد ويتلذذون بالإدمان وإن علاجهم يستلزم ألوف المصحات مثل مصحات الإدمان على المخدرات ؛ وهذا مستحيل ؛ فلذلك سوف ينفضهم المجتمع كما ينفض الغبار والأوساخ والقاذورات ويتخلص منهم كي ينصلح حاله.ومكانهم الطبيعي سوف يكون في مزبلة التاريخ فإذا كان قد سادوا في مرحلة ما كما قال الشاعر:...

ضرط الزمان فأصبحتم أساتذة... لأن التاريخ يحوي جمع مراحل نمو وتطور الشعوب المراحل الغثة والمراحل السمينة؛ وإن غدا لناظره قريب.

ـــــــ

* مؤلف كتاب: انهيار الأمم والأفراد والجماعات

الجلمة – جنين – فلسطين

ghazi_abufarha@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ