ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 16/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أساطير وخرافات صهيونية 

( يهودية الأرض الفلسطينية )

أ. محمد بن سعيد الفطيسي*

azzammohd@hotmail.com

         كثيرة هي الخرافات والأساطير اللاهوتية والسياسية الصهيونية التي يحفل بها التاريخ الصهيوني منذ التأسيس القومي لهذه المستعمرة الإرهابية التي ابتلي بها العالم الإسلامي والعربي على يد ثيودور هرتزل في العام 1896م , وتعد الصهيونية الحديثة بجميع امتداداتها مذهب سياسي قومي استعماري لم يولد من رحم الديانة اليهودية , بل من النزعة القومية الأوربية في القرن التاسع عشر , - وللأسف الشديد – نجح هرتزل بطريقة أو بأخرى في استغلال العواطف اليهودية من خلال اللعب على الأوتار التاريخية والنفسية الحساسة للشعب اليهودي كالمعاناة والشتات وخرافة الوعد ويشوع والشعب المختار .

         وقد كان لذلك النجاح مردود ايجابي لم يكن يتوقعه حتى هرتزل نفسه حين فكر في هذه اللعبة  , وبنجاح المزج ما بين التاريخ اليهودي الحافل بالخرافات والمذهب الصهيوني القومي الحافل بالأساطير,  حقق هرتزل معادلة " الأسطورة الجبارة " ذات الشعار التعبوي القومي الذي أطلقه هرتزل وهو : فلسطين هي وطننا التاريخي الذي لا ينسى , وسوف يصبح هذا الاسم وحده صيحة الحشد الجبارة لشعبنا – نقلا عن كتاب دولة اليهود لثيودور هرتزل , ص 209 .

         وكانت هذه السياسة بالفعل هي نفسها التي نفذها تلاميذه وأحفاده بعد نصف قرن , حين أسسوا مستعمرة الخوف والإجرام الصهيونية , وفقا لأساليبه ونهجه السياسي القومي الاستعماري الإرهابي في أعقاب الحرب العالمية الثانية , وها نحن اليوم وبعد ما يزيد عن الــ 14 عقدا من الخداع وشتى أنواع الإرهاب والإجرام الذي مارسته حكومات هذه المستعمرة بحق الشعب العربي الفلسطيني الأعزل , لازلنا نراوح " نقطة الصفر " التي انطلقت منها جريمة هذا المسخ في قلب العالمين الإسلامي والعربي .

         وباسم خرافاتهم القديمة التي خدعوا بها العالم إلى أساطيرهم الحديثة التي قامت على أساسها المؤسسة السياسية الإسرائيلية الحديثة اليوم , يسلك قادتهم الجدد كبنيامين نتنياهو الطريق الاستعماري الصهيوني نفسه , ويمارس اللعبة القديمة المتجددة نفسها , متمسكا بذات الشعارات القومية التي تمسك بها آبائه الروحيين كهرتزل وحاييم وايتسمان وبن جوريون وغولدا مائير .

         لذلك لم يكن مستغربا أن يعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح فكرة يهودية الأرض والدولة التي تحتلها المستعمرة الإسرائيلية الكبرى اليوم بفلسطين , واشتراطه على طاقم السلطة الفلسطينية القبول أولا بيهودية الدولة الإسرائيلية , وإلا فلا شيء يمكن أن يفاوض عليه معهم , وذلك من خلال مفاوضات " لعبة " السلام " الواهم " التي استأنفها الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية رسميا وتحت رعاية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس الموافق  2 / 9 / 2010م , في واشنطن بعد 20 شهرا من توقف أي حوار مباشر بين الجانبين .

         وبالعودة قليلا إلى الوراء لا نجد أن هناك أي تغير يذكر على صعيد الرؤية الإسرائيلية الصهيونية المتطرفة إلى السلام في الشرق الأوسط بشكل عام ، وتجاه القضية العربية الفلسطينية على وجه التحديد ، وخصوصا أن نظرة نتنياهو اليوم أو غيره من قادة اليمين المتطرف أو اليسار الأكثر تطرفا ، هي نفسها منذ مؤتمر أنابوليس الذي عقد في العام 2007م بالولايات المتحدة الأميركية ، وبالتأكيد هي نفسها كانت قبل ذلك بوقت طويل جدا .

        حيث لم تكن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود اولمرت على سبيل المثال في ذلك الوقت حول يهودية المستعمرة الإسرائيلية مستغربة للكثيرين كذلك ، فقد مهد لها قبل فترة من انطلاق المؤتمر وذلك من خلال تصريحاته الابتزازية المثيرة للجدل ، والتي أشار فيها إلى أن اعتراف الجانب الفلسطيني بدولة إسرائيل دولة لليهود هو شرط مسبق لأي مفاوضات نهائية بين الجانبين .

         وكما نعرف بأن الصهيونية في إسرائيل ومنذ فترة طويلة جدا ، تحاول انتزاع ذلك الاعتراف التاريخي، والذي يعتبرونه الانجاز الأكبر لو تحقق في تاريخ الصهيونية الحديث، وكمحاولة منها لبدء مشروع الوطن الصهيوني المستقل، وهي الأداة التي ستعطي الدولة القدرة على سن القوانين ( الرامية إلى مصادرة أراضي العرب باعتبار أن الاستيطان اليهودي واستيعاب الهجرة هي قيم أساسية ولو تناقضت مع حقوق المواطنين غير اليهود، ومن ضمنها حقوق الملكية ، وكانت يهودية الدولة أساس سن قانون الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية من العام 1952 الذي يمنح هذين التنظيمين اليهوديين الدوليين مكانة خاصة ، إضافة إلى الـ قيرن قييمت، الصندوق القومي اليهودي، وقيرن هيسود وغيرها، ويمنحها على رغم أنها مؤسسات غير رسمية مكانة قانونية في مجالات تملك الأرض والاستيطان واستيعاب الهجرة ، وهي مهمات تعبر عن يهودية الدولة بامتياز ).

         وبالطبع فإن ذلك سيترتب عليه لو تم للإسرائيليين اليوم عدد من الجرائم التي سيتمسك بها الجانب الصهيوني بعد ذلك الاعتراف التاريخي المخزي ، وعلى رأسها أحقية طرد أصحاب الأرض من الفلسطينيين من تلك المستعمرة التي يدعونها الدولة اليهودية ، بل والقضاء على حق اللاجئين والنازحين في العودة إلى أرضهم بشكل نهائي ، وسحب أي أساس تاريخي وقانوني للقرار الدولي رقم 194، كون تلك الأرض قد تحولت إلى ارض يهودية قومية خالصة ومعترف بها فلسطينيا وعربيا ودوليا على هذا الأساس , كما يحلم القادة الصهاينة منذ فترة طويلة .

       كما سيعني ذلك كذلك ( أنه يحق لإسرائيل أن تقول لنا بعد ذلك : ( بأن هذه دولة يهودية، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يستوطنها ما لم ينتمِ إلى الديانة اليهودية... وبما أن الديانة اليهودية هي ديانة مغلقة ، على عكس المسيحية والإسلام ، فسوف يوفر الاعتراف الفلسطيني بالهوية اليهودية لإسرائيل مشروعية قانونية في أن تتبنى إسرائيل سياسة قصر المواطنة فيها على من يحمل الهوية الدينية اليهودية دون غيره ).

        وقد ظلت تلك المطالبات على رأس أولويات القيادات الصهيونية المتوالية على إسرائيل من دون استثناء، منذ رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول ـ أي ـ ديفيد بن غوريون والذي قال كذلك في هذا السياق: بان دولة إسرائيل تختلف عن بقية الدول في عوامل إقامتها وفي أهداف إقامتها , فلقد قامت قبل عامين فقط ، ولكن جذورها مزروعة في الماضي البعيد، وهي تنهل من ينابيع قديمة , نظامها ينحصر في سكانها، ولكن أبوابها مشرعة لكل يهودي بما هو يهودي. ليست هذه الدولة يهودية من ناحية كون اليهود غالبية سكانها ,  إنها دولة اليهود حيثما كانوا، وهي لكل يهودي يريدها .

         ونتذكر في هذا السياق كذلك الإرهابي شارون الذي أكد كذلك وفي كثير من لقاءاته ومؤتمراته واجتماعاته على هذه الفكرة ، وقد كان أبرزها ما صرح به في نهاية اجتماع العقبة في العام 2003م ، كتأكيد للمسئولين الأميركيين وللرئيس أبو مازن حينها حول يهودية الدولة ، حيث قال: إن دولة إسرائيل (هي دولة يهودية) نقية، وهي لليهود في إسرائيل وكل العالم، وحين نبهه وليم بيرنز أن هذا الأمر ليس في مصلحة الإسرائيليين ويبرزهم وكأنهم عنصريون،‏ رد شارون قائلا‏ً:‏ إذا تركنا معادلة التكاثر السكاني على ما هي عليه الآن في إسرائيل ،‏ فإن دولة (إسرائيل) ستنتهي لأن العرب سيحكمونها وأعلن أنه لم يقبل الذهاب إلى العقبة إلا مثل أن يعلن الأميركيون أن (إسرائيل دولة لليهود)‏ فقال وليم بيرنز هذا الأمر يعود إلى بوش وقد عاد الأمر إلى بوش فعلا فأعلن بملء الفم في العقبة مصطلح دولة لليهود وأضاف تنبض بالحياة.

         وها هو امتداد الإرهابي شارون وأمثاله من قادة المستعمرة الإسرائيلية الكبرى اليوم ـ أي ـ بنيامين نتنياهو يجدد الفكرة التاريخية القومية الصهيونية الاستعمارية القديمة المتجددة بمطالبته بان تكون إسرائيل دولة يهودية قومية خالصة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ومن امتدادات سياسية واقتصادية وديموغرافية وغيرها‏ , بل ويضع قبول العرب والمجتمع الدولي بوجه عام , والفلسطينيين على وجه الخصوص شرطا أساسيا لقبوله بالسلام مع العرب , - فأي – سلام هذا القائم على الإرهاب وعرض العضلات ومنطق القوة 0

ـــــــــــ

*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – رئيس تحرير صحيفة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية 0

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ