ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مفاوضات لإقرار السلام او لتمرير الوقت ؟

د. صالح بكر الطيار*

حدد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اهداف العودة الى مفاوضات مباشرة مع السلطة الوطنية الفلسطينية في واشنطن يوم 3/9/2010 برعاية اميركية ومصرية وأردنية بأنها ترمي الى اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ، والأعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي ، وأنهاء الصراع . ورفض بالمقابل ان يطرح الفلسطينيون أي شرط للعودة الى مفاوضات مباشرة مثل وقف الإستيطان ، ووقف تهويد القدس .

وهذا يعني ان نتنياهو يتطلع الى اقامة دويلة فلسطينية على جزء من الأراضي المحتلة منذ العام 1967 منزوعة السيادة بحيث لا تمتلك قواها الأمنية إلا القدرة العسكرية على مواجهة الفصائل الفلسطينية عند الضرورة ، كما يتطلع الى اعتراف الفلسطينيين بيهودية اسرائيل مما يعني سقوط حق العودة لفلسطينيي الشتات وأحتمال تهجير فلسطينيي 48 ممن يقيم داخل الخط الأخضر ، ثم يتطلع الى انهاء الصراع مما يعني عدم السماح للفلسطينيين بالمطالبة بالقدس الشرقية او بإستعادة الأراضي التي بني عليها مستوطنات في الضفة الغربية . وعودة المفاوضات المباشرة استلزمت من الولايات المتحدة الأميركية فرض ضغوطات كبيرة جداً على رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، وأيضاً على الدول العربية بعد إن كانت هذه الأخيرة تربط العودة الى المفاوضات المباشرة بوقف اسرائيل كل اشكال الإستيطان . وأنضمت الدول الأوروبية الى حليفتها الأميركية معتبرة ان العودة الى المفاوضات المباشرة هي نجاح كبير وكفيل بالتوصل الى حل نهائي لملف السلام في الشرق الأوسط . وحتى لا تغرد سورية خارج السرب فقد عمدت فرنسا الى تسمية السفير جان كلود كوسران كمبعوث للسلام ليتولى إدارة مفاوضات غير مباشرة بين دمشق وتل ابيب بدلاً من تركيا التي ساءت علاقتها بإسرائيل ولم تعد مقبولة ان تلعب دور الوسيط كما فعلت طيلة سنوات ماضية . وبحسب اللجنة الرباعية فإن التوصل الى حل نهائي يجب ان يتم في غضون سنة أي في الوقت الذي يكون فيه الرئيس الأميركي باراك اوباما بحاجة الى انجاز ما للترشح لولاية ثانية في البيت الأبيض ، ويكون فيه الرئيس الفرنسي بحاجة ايضاً لنجاح ما للعودة الى الإليزيه ، كما يكون فيه نتنياهو بحاجة الى انجاز ما ولو وهمي لتعزيز موقعه الضعيف في حكومته الإئتلافية . وواضح ان الطرف الفلسطيني هو الأضعف في المفاوضات المقبلة لأنه يذهب الى واشنطن دون الأعتماد على مرجعية محددة ، أي بمعنى وفق أي مرجعية ستخاض المفاوضات هل بموجب مرجعية اتفاقيات اوسلو او القرارات الدولية 242 و 338 او المبادرة العربية للسلام خاصة وأن ما يشترطه نتياهو يوضح انه قد حدد سقفاً للتفاوض غير خاضع لكل المرجعيات السالفة الذكر . كما ان الطرف الفلسطيني هو الأضعف لأنه غير مغطى من جانب اطراف فلسطينية فاعلة مثل حماس او مثل المنظمات الفلسطينية المعارضة التي تتخذ قياداتها من دمشق مقراً لإقامتها . يضاف الى ذلك هل بالإمكان التصور ان هناك امكانية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بمعزل عن الملفات الأخرى في المنطقة بدءاً من افغانستان مروراً بالملف النووي الإيراني والملف العراقي وهضبة الجولان السورية وصولاً الى لبنان خاصة وأن سائر هذه الملفات اصبحت متشابكة ومترابطة وتتحكم بها قوى اقليمية ودولية متعددة . وماذا لو لم تحقق المفاوضات المباشرة أي تقدم ، فهل يملك العرب اوراق أخرى للعودة اليها أم سيجدون انفسهم يتخبطون في فراغ ويتبادلون الأتهامات ويصبحون عاجزون حتى الى الذهاب الى مجلس الأمن لمطالبته بالإعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة كما كانوا يرغبون ان يفعلوا لولا ان اخترعت واشنطن بدعة المفاوضات المباشرة التي يبدو انها لتمرير الوقت فقط .

ـــــــــ

*رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ