ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بناء الشخصية المسلمة الدعوية

(6 من 8)

بقلم: الدكتور محمد بسام يوسف

6- يألف ويؤلف: منظّم الفكر والسلوك، وملتزم بعمله الدعويّ، من غير فرديّةٍ أو فوضويّة، ومن غير شذوذٍ عن تنفيذ المهمّات المطلوبة بالضبط، لتحقيق الأهداف المرسومة:

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهُم خُلُقاً، الموطَؤونَ أكنافاً، الذين يَألفون ويُؤلَفون، ولا خيرَ فيمَن لا يَألف ولا يُؤلَف) (الألباني – صحيح الجامع).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنّ المنافقينَ لا يَألَفونَ ولا يُؤلَفون) (أحمد).

1- فابن الدعوة الإسلامية صاحب الهدف السامي، من أكثر الناس عملاً وبذلاً وحُنكةً، وأشدّهم التزاماً.. فهو قائدٌ للناس وخادمهم في آنٍ واحد، وهو مذلّل عقباتهم، ومعهم بقلبه وروحه وساعده وجوارحه، في السرّاء والضرّاء!..

2- كما إنه أحسن الناس أخلاقاً، يمارس طاعة الله عزّ وجلّ بلا حدود، فهو من زمرة: (الموطَؤون أكنافاً)، وهم: المتذلّلون لله عزّ وجلّ، والمتواضعون للناس، الذين يجعلون أنفسهم في خدمة غيرهم: (كانت الجارية تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لِيُعينها في بعض عملها)!..

3- وإنه من (المطاوعين)، الذين يقدّمون كل ما يمكن تقديمه من وقتٍ وبذلٍ وعونٍ للآخرين، دون أي نفورٍ أو تذمّرٍ أو مقابلٍ أو ثمن!..

4- وابن الدعوة الإسلامية الذي يحرص على سمعته وموقعه المرموق بين الناس، هو كذلك من زمرة:(الذين يَألفون ويُؤلَفون):

و(يَألفون): هم الذين يُقبِلون على الناس بكل جوارحهم وصدقهم وعفويّتهم، فيتعاملون معهم بكل صدقٍ وثقةٍ واحترام!..

أما (يؤلَفون): فهم الذين يُزيلون كل الحواجز والحدود التي بينهم وبين الناس، ويُخفونَ كلَ مِيزةٍ أو صفةٍ تميّزهم عن غيرهم، ويقدّمون من ذوات نفوسهم، ومن سلطانهم وموقعهم.. ما يؤدي إلى حرص الناس على محبّتهم وإدامة الصلة بهم!..

بهذا الإنسان تفتح الدعوة الإسلامية مغاليقَ القلوب، وتسبر ثغرات النفوس.. فتفتح الدنيا كلها بأخلاق الإسلام، وليس القلوبَ والعقولَ والأرواحَ فحسب!..

إنّ ما يتناقض مع هذا الخُلُق (يألَف ويؤلَف)، بعضُ الصفات الأخلاقية التي لابدّ أن يبتعدَ ابن الدعوة الإسلامية عنها، وهي:

1- الكِبْر: وهو بطر الحق وغمط الناس، أي إهدار الحق وإنزال الناس في غير منازلهم ووضع النفس فوقهم تكبّراً.

2- العناد: وهو الجمود عند موقفٍ ثَبُتَ خطؤه، وهو من منابع الكبر ويُقَاس عليه.

3- المراء والجدال: وهو حُبّ الغلبة بالباطل، مع خِفّةٍ في العقل ومحدوديةٍ في الفهم.

4- التباهي بالأعمال: وهذه الصفة تُناقِض الإخلاصَ في العمل، وهي باب من أبواب الرياء، تُفَرِّق الصفوف، وتهدر الطاقات، وتُدَمِّر النتائج.

إنّ الدعوة التي تضم في صفوفها المتكبّرين والمجادلين بالباطل والمرائين والمزاودين بالأعمال.. دعوةٌ تعاني من شدةٍ بالغة، لأنّ وجود أمثال هؤلاء ضمن صفّها سيوصلها إلى الفشل!..

أما أولئك المطاوعون الملتزمون الذين يألفون ويؤلَفون، فإنهم يزيدون الصفَّ قوةً ومتانةً وانسجاماً، لأنهم يُذيبون الخلافات فيما بينهم، ويزيدون من الثمرات والأعمال.

كيف يصل الداعية المسلم إلى تمثّل هذا الخلق العظيم (يألف ويؤلف) ضمن دعوته؟..

1- يُقدّم الطاعةَ بالمعروف لإخوانه.

2- يلتزم بما تتّخذه دعوته من مواقف ولو خالفت رأيه، إلا إذا كان لديه دليلٌ شرعيٌ واضح، فيعرضه للحوار والوصول إلى رأيٍ موحّد جامع.

3- يهدر نوازعه النفسية -عن عمدٍ- لصالح دعوته.

4- يلتزم بالثغرة المكلَّف بسدّها، حيث كانت، وأياً كان نوعها.

5- يرفض مواقف الكبر والعناد والمراء والتباهي بالأعمال.

6- يُقدّم نفسَه للثغرات الشاقة الصعبة، حرصاً على دعوته وأبنائها من إخوانه.

إنّ صفاً يتحلى أبناؤه بهذا الخُلُق، هو صفٌ متراصٌ متقدِّم، ومؤهَّل للنصر على الجاهلية الخاوية المفكَّكة:(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(الأنفال:63).

فهل نستوعب؟!..  

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ