ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه

– 6-

د. محمد سعيد حوى

الاشكال الرابع: تضخيم مسائل ليست من العقيدة وتغييب الحقائق.

وتتعمق المشكلات التي تواجهنا في مسائل الاعتقاد مما سبق تمزيقاً في الامة, ولعل من اخطرها ادخال مسائل في العقائد والمحاكمة للخلق بناء عليها وفي الوقت نفسه اخراج مسائل مهمة جداً هي من صلب الاعتقاد الحق ومن ثم عدم البحث فيها وعدم ايلائها ما تحتاج من دراسة وفهم ولتقع الأمة نتيجة ذلك في امور سلبية:.

-  خلل خطير في الاعتقاد ولو بسبب الغفلة.

-  ضعف عن مواجهة العصر فكرياً.

-  تمزيق للأمة بما لا يجوز.

فمن المسائل التي ادخلت وجعلت من صميم الاعتقاد: عقيدة المهدي والموقف من الصحابة في تفضيل بعضهم على بعض والموقف من الخلافة ورؤية الله في الآخرة وقضية الدجال والمسح على الخفين والموقف من الصفات الخبرية (يد الله فوق ايديهم) فجعلوها مقاييس للايمان والكفر واسساً في الاعتقاد مع انها من الفروع التي تختلف الانظار فيها وغيبوا في الوقت نفسه حقائق الايمان الكبرى.

لنغفل الحديث عن حقيقة الربوبية لله والايمان بها وما يقتضيه من صفات التوكل والرضا والثقة بالله لتغفل حقيقة الايمان بالله الها وما يقتضيه من حق التشريع المطلق لله والولاء المطلق له سبحانه.

ونغفل حقيقة الاخلاص في العبادة له سبحانه ونغفل ان هناك من يعبد الدرهم والدينار، كما قال صل الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار والدرهم" ونغفل عن التركيز على الايمانيات الكبرى الاجمالية من الايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ومن آثارها في اقامة الفرائض وتحريم المنكرات والفواحش من ربا وخمر وزنا..

ثم ندخل مسائل ظنية فرعية ونحاكم على اساسها ثم نضخم هذه المسائل ونجعلها اساساً ونقلل من شأن المسائل الايمانية الحقيقية انه عندما يحدث ذلك فلا شك ستتوجه الامة الى التقزيم والتفرق والضعف في كل شيء.

وانضاف الى ذلك كله اننا غيبنا عن مباحث العقائد مباحث هي في غاية الاهمية وتتصل بعصرنا اتصالاً وثيقاً مثل مواجهة الالحاد والعلمانية والشبهات التي تثار حول رسولنا صلى الله عليه وسلم وتطبيق الشريعة والحدود والرق..

تصوروا ان بعضاً من الناس يصر على ان عُمر السيدة عائشة لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كان تسع سنوات، فجاء بعض الباحثين المدققين ليقولوا لا بل كان عمرها اكثر من اربعة عشر عاماً.. ولا شك ان هذا التقدير هو الاولى بالقبول – والمهم في الموضوع – ان الذين يصرون على ان عمر السيدة عائشة كان تسع سنوات، اخذوا يتهمون الباحثيون الآخرين – المدافعين عن رسول الله – بالضلال والزندقة والسعي لهدم الدين (والبحث لدي) فيا لله ويا للمسلمين.

عندما يتصدى من يدافع عن رسول الله ويزيل الاشكالات التي تصد العقل الغربي عن الدين هكذا مجاناً بل ظلماً او خطأ، يتهم في دينه اما اولئك الباحثون المصرون على التقليد لأدلة ظنية او متوهمة فهم حراس العقيدة وما دروا انهم بفعلهم هذا من اكبر من يصد عن دين الله ولو كانت نواياهم حسنة، فان حسن النية هنا لا يغني من الحق شيئاً .. ولا يغني الحق بشيء.

وكذا عندما يوجد من يريد ان يحرر مسائل من مثل حد الردة وحد الرجم ومن خلال الادلة الظاهرة وبما يكون سبباً لتقديم هذا الاسلام على الصورة الانقى والاثبت التي قدمها القرآن للعالمين لا من خلال الرواية التي تحتمل الخطأ وعندها يكون الاسلام والقرآن الحجة المطلقة والرسالة الاقوم للخلق.

عندما يوجد من يريد ذلك يتهم في دينه وعلمه, وكأن الآخرين هم الذين يمثلون الدين بفكرهم وفهمهم وحسب.

وانا هنا لا اريد ان اصادر رأي احد ولا انتصر بالمطلق لأحد بمقدار ما اؤكد ان مثل هذه الاشكالية "ادخال مسائل في الاعتقاد وتغييب الحقائق وتضخيم الخلافيات" مما مزق الأمة ولو اننا تجاوزنا كل هذا وتقبلنا الرأي الآخر في الخلافيات لسلمت العقائد الام والاصول ولسلمت الامة بل ولكانت الامة الموحدة الاقوى.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ