ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 22/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بناء الشخصية المسلمة الدعوية

(5 من 8)

بقلم: الدكتور محمد بسام يوسف

5- كتمانه مع يقظته: عمله دائب، ولسانه صامت، يعرف عدوَّه ولا يعرفه عدوُّه:

لماذا الكتمان أثناء ممارسة العمل الدعويّ أو الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ وحده؟!..

1- إننا لا نخشى العدوّ حين نقول: إنّ حجمَه كبير، ووسائلَه كثيرة وماكرة، ويقظتَه واضحة، وتخطيطَه مستمرّ ومتطوِّر للقضاء على قِيَمِ الإسلام وأهله، في الخفاء والعلن!..

في ظروفٍ كهذه، هل يفكِّر الداعية المسلم -مجرّد تفكيرٍ-.. بإعلان أساليب عمله وأسماء النوابغ من إخوانه وأبناء دعوته وصفّه؟!.. أو كشف خططه وأهدافه القريبة والبعيدة؟!.. إنّ معرفة العدوّ لكل ذلك ستجعل الداعية المسلم ودعوته الإسلامية تحت الأضواء باستمرار، وبالتالي قريباً من عيون العدوّ المتربِّص شرّاً بهذه الدعوة ورجالها، الذي يعمل بلا كللٍ أو ملل، لإبعاد الإسلام عن المجتمعات المسلمة، ليبقى هذا العدوّ المتعدّد الألوان والفِرَق والأصناف.. مهيمناً على مجتمعاتنا وأمّتنا: [استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان] (الألباني – صحيح الجامع).

2- لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم أساليب الكتمان في أموره المهمة، منذ فجر الإسلام، وأسلوبه هذا بدأ من (دار الأرقم) وحتى نهاية حياته عليه الصلاة والسلام: [.. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوةً إلا ورّى بغيرها] (البخاري)، والسيرة النبوية الشريفة فيها أمثلة كثيرة عن استخدام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب الوقائيّ، وذلك خلال كل مراحل دعوته، فكيف بنا وقد فرض عدوّنا على الدعاة والدعوة الإسلامية كلَّ الحصارات الممكنة، بعدوانيةٍ شديدة، وأسلحةٍ فكريةٍ وإرهابيةٍ وثقافيةٍ لئيمةٍ خبيثة، ذات أهدافٍ واضحةٍ لتغييب الإسلام عن المسلمين، وتغييب دعاته في المقابر أو الأقبية والزنازين؟!..

3- الكتمان ليس هدفاً، لكنه أسلوبٌ وقائيٌ لحماية الدعوة الإسلامية وأبنائها الذين وضعوا أنفسهم وما يملكون تحت تصرّفها، وإنّ ما يزيدُ خطورةَ العدوّ على االدعوة الإسلامية، هو المسلم العامل الثرثار الذي يُعلِن خططه وتحرّكاته وخطواته وأعماله وأساليبه، فيسبّب الضرر الجسيم لأبناء دعوته كلهم أو بعضهم، بينما المطلوب من ابن الدعوة الإسلامية أن يكونَ كثير الدأب، عاملاً بلا ضوضاء أو عشوائية، يُحسّ بالأمانة الثقيلة المتمثّلة في دعوته وأبنائها.

4- إنّ من أنجح الأساليب، أن تجرَّ عدوكَ أو خصمكَ إلى حيث تريد، وذلك خلال عملية الصراع معه، تعرفُهُ ولا يعرفك، مع أنه من الممكن أن يراكَ، لكن من غير أن يدركَ أبعاد ما تمارسه من عملٍ لصالح الإسلام والمسلمين، وللمستقبل المنشود لأمّتنا المسلمة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ