ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ماذا يُعد لغزة ولبنان (وإيران استتباعاً)

عريب الرنتاوي

يبدو أن مصالح أطراف عدة ، قد التقت عند نقطة واحدة: توظيف الهجوم الصاروخي المزدوج على العقبة وإيلات ، لإسقاط عدة عصافير بحجر واحد ، أو تعليق جملة رؤوس بحبل مشنقة واحدة ، فكيف ذلك.

أمس ، أدخلت "المخابرات الإسرائيلية" نظيرتها "المخابرات الفلسطينية" على خط التحقيق في حادثة العقبة - إيلات ، وقد نشرت صحف تل أبيب معلومات منسوبة لمصادر أمنية ومخابراتية فلسطينية ، الأرجح أنها مسربة من مصادر أمنية إسرائيلية ، تفيد (تُقرأ تؤكد) بأن رائد العطار الذي يوصف بأنه قائد كتائب القسام في رفح ، هو المسؤول شخصياً عن "الخلية" التي نفذت عملية إطلاق الصواريخ ، وأنه فعل ذلك بالضد من إرادة "كتائب القسام" وقائدها المطلوب الأشهر في القطاع: أحمد الجعبري.

ولكي يكتمل سيناريو "المصدر الأمني الفلسطيني" ، فإن العطار حصل على موافقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق ، خالد مشعل ، وأن رجال مخابرات إيرانيين كانوا في صورة العملية وغرفة عملياتها (في دمشق طبعا) ، وبعد ذلك تمضي المصادر إياها في وصف خروج "الشباب" من الأنفاق وامتطائهم شاحنات يقودها مهربون مصرين إلى أن قارفوا فعلتهم ، حيث البحث ما زال جارياً عنهم.

لا ندري ماذا ستقول الجهات الفلسطينية في هذه المعلومات ، وما إن كانت شريكة فعلية في تسريب مثل هذه التقارير أم أنها استخدمت لغايات في نفس ديختر ، ونأمل أن يكون لها كلمتها في هذا السجال ، حتى لا تصبح جزءا من لعبة أكبر ، توظف فيها من دون أن يكون لها رأي أو أثر في تقرير وجهتها أو تحديد أهدافها.

إذن ، أمام تطوير أو تنويع على سيناريو "العناصر غير المنضبطة" ، الذي تحدثنا عنه قبل عدة أيام ، اليوم يقال لنا أن "غير المنضبطين لقيادة غزة العسكرية والسياسية ، هم أدوات ومنفذين صغار لتعليمات "رأس محور الشر" في دمشق وطهران ، من خالد مشعل إلى رموز الحرس والمخابرات الإيرانية.

واستتباعاً ، فإن من المنطقي أن يكون الرد بالعمل المنسق المصري - الإسرائيلي (ولا بأس إن انضم الأردن) والسلطة الفلسطينية ، ضد "بؤرة الإرهاب" في المنطقة ، والتي لا تستهدف إسرائيل وحدها ، بل وتتهدد الأمن المصري والأردني سواء بسواء ، وتملي على عباس وسلطته العمل بكل جهد وتنسيق من أجل وقف "الزحف الإيراني" إلى مناطق السلطة.

والقارئ لتقارير صحف الأمس العبرية ، يلحظ أنها حاولت الزج بالأردن في المسألة برمتها ، حتى أنها حاولت توظيف تصريح لناطق أردني في غير محله ، قال فيه أن لدى الأردن معلومات عن مكان انطلاق الصواريخ والجهة التي يمكن أن تكون وراءها ، إذ مباشرة قرأ المصدر الأمني الفلسطيني (أو الإسرائيلي) أو الصحيفة العبرية هذا التصريح كما لو أنها لغزة وحماس وقبولا بالرواية المصرية - الإسرائيلية ، علماً بأن صحافة الأردن والناطقين باسمه لم يأتوا على ذكر شيء مماثل.

في المقابل ، يبدو "التورط المصري" عميقا في هذا السيناريو ، فـ"الصحف القومية" المصرية شنّت هجوماً عنيفا على حماس ، وبأقذع الألفاظ وأبشعها ، وهي من هدد "باسم الفراعنة الجدد ، ورثة الفراعنة القدامى" بسحق من يتطاول على أمن مصر "ورشه بالدم إن هو فكر برشها بالماء" ، في أبشع استعراض للعضلات على القطاع المجوّع والمحاصر ، وبلغة لم نألفها من القاهرة منذ أربعين عاما ، أو ضد أي "عدو محرز" ؟،

يتزامن هذه التوظيف السياسي الخطير لحادثتي العقبة وإيلات ، مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد لبنان وجيشه وحكومته ، على خلفية "اشتباك العديسة" ، فإسرائيل بدأت تتحدث عن سقوط لبنان في قبضة محور الشر ، وعن "حزبلة" الجيش اللبناني ، أي جعله امتدادا لحزب الله على شاكلته وصورته.

كما يتزامن هذا التوظيف السياسي مع عملية أوسع نطاقا تجري في إسرائيل ، وهدفها إعداد المسرح جيدا لعملية عسكرية قد تقوم بها إسرائيل ضد لبنان وغزة أو حتى ضد إيران ، ولعل التحذير الذي أطلقه ضباط متقاعدون من أجهزة الاستخبارات الأمريكية من مغبة قيام إسرائيل بـ"توريط" بلادهم في حرب لا ترغب بها ضد إيران ، هو آخر دليل على طبيعة "السيناريو" الذي تسعى إسرائيل في بنائه ، وتوظف كل حادثة مهما صغر شأنها ، لخدمة هذا الغرض.

في لبنان يجري توظيف "سيناريو العناصر غير المنضبة" للإمعان في "شيطنة" حزبه الله وتحميله وزر جريمة اغتيال الحريري ، وفي غزة تعاد صياغة "سيناريو العناصر غير المنضبطة" ، والنتيجة المترتبة على كلا السيناريوهين هي إدانة حماس وسوريا وحزب الله ، وإلى حد ما ، سوريا ، وبقية القصة (المسلسل) معروفة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ