ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

فولاذية أوباما .. قبة وجدار!

بقلم/ د. أيمن أبو ناهية*

لم تؤد التوترات العرضية بين أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلية حول زيارة جو بايدن وصفعة الاستيطان في القدس، والخلاف بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو حول السلام مع الفلسطينيين لتوترات مماثلة على صعيد التعاون الأمني والعسكري، بل أصبحت العلاقات في أحسن حالاتها كما وصفها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن الطرفين يتعاونان عسكريا بطريقة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بينهما، أما القول المأثور أن الدعم الأمريكي العسكري لدولة الاحتلال استثمار في السلام فهو قول معهود منذ إدارة بوش السابقة ولم يحدث أي استثمار ولا تقدم في السلام، وفي حقيقة الأمر مهما كبر حجم الدعم الأمريكي العسكري لدولة الاحتلال أثناء إدارة جورج بوش السابقة، لم يصل ما تبديه إدارة أوباما، إذ انه أصبح أضعاف مضاعفة لم تشهده من قبل أي إدارة أمريكية.

هذه المرة سوف تحظى دولة الاحتلال على رزمة مساعدات أمنية عسكرية أمريكية لتعزيز الدفعات الصاروخية ذاتية الدفع على رأسها مشروع "القبة الفولاذية"، والتي وصفت بأنها الأكبر في التاريخ، اغلبها من عائدات دافعي الضرائب الأمريكيين وبدعم سخي من إدارة أوباما وبدعم أوسع من الكونغرس، بحجة أن هذه الصفقة، التي تبلغ كلفتها 2،775 ملايين دولار أمريكي هذا العام والتي من المقرر أن تزيد في العام المقبل لتصل إلى 3،2 مليارات دولار أمريكي ستحمي دولة الاحتلال من الصواريخ الصغيرة المنطلقة من قطاع غزة، مما يعني أن أكثر من ربع ميزانية الإنفاق العسكري الإسرائيلية تأتي من أمريكا، ويأتي مشروع "القبة الفولاذية" هذا كزيادة من إدارة أوباما على الدعم الموجود، ويضاف لمنح أمريكا العسكرية لدولة الاحتلال، فالأخيرة تخزن ذخائر وقطع غيار وأجهزة اتصالات ومعدات أخرى وكلها تعود لأمريكا ولكن دولة الاحتلال تستطيع استخدامها في حالة حصول نقص لديها حالة تعرضها لحرب.

ولم تخفى دولة الاحتلال مناوراتها التجريبية لنظام الصواريخ الدفاعية المتحركة ذاتية الدفع بما يسمى "القبة الفولاذية"، بالإضافة لتزويدها بأسلحة وأنظمة دفاعية الكترونية متطورة، وهناك تبادل عسكري يجرى أسبوعيا على أعلى المستويات بين الطرفين، حيث تصطحبها زيارات متبادلة تهدف إلى تبادل في المعلومات الأمنية والتعاون العسكري بينهما، وكدليل على هذا التعاون فقد شارك خلال هذا العام أكثر من ألف جندي في مناورات عسكرية مشتركة للصواريخ الدفاعية والتي جرت تحت اسم 'زيت الكوبرا' وهي أول مناورة عسكرية ضخمة تتم بين الطرفين. ولا يتوقف الدعم الأمريكي العسكري المطلق لدولة الاحتلال على مشروع "القبة الفولاذية" فهناك يبنى "جداراً فولاذياً" آخر على الحدود المصرية الفلسطينية بتمويل أمريكي لتشديد الحصار على قطاع غزة، ناهيك عن تزويدها سنويا بمساعدات لدعم نظامين صاروخين آخرين يعرفان بـاسم "سهم ومقلاع داوود".

فهل ثَم هناك اعتقاد أن الدعم الأمريكي العسكري المطلق لدولة الاحتلال هو استثمار في السلام؟! وهل بقي هناك قناعة أن الدعم العسكري ألا محدود من قبل إدارة أوباما لدولة الاحتلال سوف يجلب الأمن والاستقرار في المنطقة؟!! ومن منا أصبح يصدق وعود إدارة أوباما بعد كل هذا الدعم المطلق لدولة الاحتلال بقيام الدولة الفلسطينية ؟!!! كيف لا وان الأمور تسير على قدم وثاق في استمرار الاحتلال والحصار وبناء المستوطنات وازدياد الحواجز العسكرية والطرق الالتفافية وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس والمدن والقرى الفلسطينية.

لقد انكشفت حقيقة أوباما وتعرت مواقف إدارته وانكشفت سياسة تضليل الرأي العام العربي والإسلامي بتلك المواقف التي تحاول امتصاص النقمة ضد الاحتلال وتهدئة الرأي العام الثائر على ممارسات العدوانية والمنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. نعم تخطئ أمريكا والى الأبد إن هي ظنت أنها تستطيع تقديم الدعم والحماية لدولة الاحتلال، لقد تغيرت المواقف وتغيرت موازين القوى العالمية، وعلى أمريكا أن ترفع غطائها عن دولة الاحتلال وتعمل على دعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إن هي بالفعل أرادت مساعدة حليفتها، وإلا فان التغيرات أقوى من كل تلك المحاولات الدبلوماسية والعسكرية الضاغطة، لان العالم اليوم متجه نحو الحق الفلسطيني بازدياد وعلى أمريكا وحليفتها أن تنظر بمرآة الحقيقة التي تقول أن القوه والبطش والجرائم لن تجلب سوى المزيد من المناعة والصلابة للفلسطينيين لأنهم هم أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأبناء هذا الوطن الذي لا بد وان يتحرر من الاحتلال الإسرائيلي فهل تعي أمريكا الأمر جيدا؟!

ـــــــــ

*أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية – غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ