-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 25/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الجياد الخاسرة لا تصهل دائما

بقلم / عائد الطيب

من المؤكد أننا لم نصل بعد لمرحلة القدرة على بناء رؤية و ثقافة استغلال أدواتنا بما يعود بالنفع و الخير على قضيتنا الفلسطينية على الرغم لامتلاكنا أدوات كثيرة و بقدر من الحكمة نستطيع الخروج بمكاسب هائلة إلا أننا نغمض الأعين ونصم الآذان و نصر على أدائنا الذي يفتقر إلى القدرة على دفع و توحيد جهودنا لنشكل حائطا صلبا يخوض المواجهة من العدو الصهيوني بما يكفل إيقاع الخسائر به و إفشال كافة مخططاته ,,,  و بات قدر على شعبنا الفلسطيني أن يتحمل و يصبر و يتطلع لنتائج يتمخض عنها واقع يصطنعه الآخرون لنا , فقرارنا الفلسطيني أصبح مرتهنا بالأجندات و التشابكات و التحالفات الإقليمية والدولية بغض النظر عن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني .

 

و المتابع لمجريات الأمور يجد أن الأهداف الفلسطينية المعلنة و الغير معلنة أصبح سقفها يكاد يلامس الأرض و للأسف فإن هذا السقف أيضا في تراجع ومع دوام هذه الحالة قد نصل لمرحلة الصفر في طرح مطالبنا و تقتصر على توافه الأمور ,, و بات الشغل الشاغل - للأسف هناك طرفان فلسطينيين - ففي طرف تدور تساؤلات أو سمها رهانات نصفها بأنها صغيرة و تنحصر في  هل نذهب إلى مفاوضات غير مباشرة أم مباشرة ؟ هل هناك ضمانات أمريكية ؟ هل سيتم تمديد تجميد اغتصاب الأراضي  الفلسطينية؟ و الطرف الفلسطيني الآخر كيف نكسر الحصار ؟ كيف نكسب تعاطف العالم ؟ كيف نستقبل الوفود القادمة ؟

 

أهداف تدق ناقوس الخطر و تدلل على المدى الذي أصبح التراجع فيه خطرا و يقترب من الكارثة التي تقارب النكبة في تأثيرا على قضيتنا الفلسطينية  و رهانات أقل ما يوصف بأنها خاسرة ,,, فالرهان على الجياد الخاسرة لا يأتي بنصر أو فوز و هو كمثل الحرث في البحر وفيه نوع من التضليل للنفس قبل الشعب , رهانات صغيرة يضيع معها الرهان الأكبر والأعظم  في تحرير كامل التراب الفلسطيني و حفظ الهوية الإسلامية للقدس و الأقصى والخليل وعكا و صفد و يافا و حيفا و كل تراب فلسطين .

 

الإنسان الفلسطيني قدم الكثير وما زال يقدم ويضحي و يعطي ويواجه حصارا ظالما و هجمات صهيونية متوالية و معاناة يومية و معيشة شاقة و لكنه يحتمل كل هذا في انتظار أمل أن يعي الجميع أن القضية ليست مجرد مفاوضات أو حصار و انتهى ,,, القضية هوية و ملامح تكاد تذوب و تتلاشي ,, القضية خارطة يتم تحريفها وتزويرها لتكتسب الملامح الصهيونية ,,, القضية عظيمة و سامية وتستوجب رجال ذوي همم عالية وعزائم أعلى و إيمان أعمق و انتماء أصيل .

 

نتمنى جميعا أن نفهم ما الداعي إلى عدم تحقيق المصالحة حتى هذه اللحظة و تعميق الانقسام بحيث أصبح كل طرف يفكر بأسلوب و طريقة توحي بأنهما لا ينتميان لأرض واحدة و تاريخ واحد و دم واحد ؟ أهي الأجندات الخارجية والمصالح الحزبية الضيقة ؟ أم هناك أسباب أخرى لا يدري عنها شيئا ؟ إن المصالحة و التوحد ليست خيارا يلوكه المحللين السياسيين أو مادة لندوات و ورشات عمل ومؤتمرات تعقد ,, إن المصالحة ليست ورقة ضغط لأي طرف بل هي حق أصيل و جزء من رد الجميل و حماية الشعب و صيانة دماء الشهداء و حفظ الهوية الإسلامية الفلسطينية .

 

 إننا لا نفهم مبررات أي طرف في إعاقة المصالحة و الآلة الصهيونية العسكرية و السياسية و الأمنية تدور بأقصى درجات التشغيل لكسب المزيد من المنجزات على حساب فلسطيننا ,,, لا نفهم أن يعاني الشعب و تستمر معاناته و يأتي من يستثمر هذه المعاناة لترسيخ أهدافه و تبرير مواقفه السياسة الحزبية ,, إن المعانة يجب أن ترفع عن كاهل الإنسان الفلسطيني ليستمر في أداء رسالته في مواصلة مسيرة الدماء و الصمود في وجه العدو الصهيوني .

 

يجب علينا اكتساب ثقافة الرهان على الجياد الرابحة ,, تلك الجياد التي تصهل بقوة و عزة و شموخ لتخرس كل المساومين و المتخاذلين ,,, لننتقل إلى مرحلة الرهانات الأصيلة و بناء ونبني فكر المقاومة قولا و عملا بما يكفل تجاوز كافة الصغائر و التوحد لحمل الأمانة و التقدم دوما نحو المواجهة مع النفس و تقييم الذات و إصلاحها لتكون أهلا لحمل الأمانة ووصية الشهداء و صون هوية الأرض و ملامح الخارطة .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ