-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 21/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


درس في الكرامة و رفع الحصار من تاريخنا

بقلم:الناصر خشيني

الصورة الحالية تتمثل في كون غزة محاصرة و لا أحد من الرسميين العرب ينجدها بل ان الأجانب كغالوي الانكليزي أو الأتراك أو القوافل التي تأتي من قبرص هم الذين يحاولون فك الحصار عنها بتوجيه قوافل فك الحصار والغريب أن بعض العرب يساهم في هذا الحصار الجائر علما أن العراق حوصر لمدة ثلاثة عشر عاما ثم وقع احتلاله و تدميره تدميرا ممنهجا وبعض العرب ساهم في كل ذلك و في العقد الماضي فرض حصار ظالم على ليبيا ولم يفكه عليها سوى الأفارقة ثم ان ليبيا دفعت رشوة للغرب لتنقذ نفسها وكل هذه الوقائع معلومة للقاصي و الداني .

فاذا عدنا للتاريخ وبالتحديد الى غزوة بدر التي حصلت في السنة الثانية للهجرة و المسلمون وقتها ما زالوا في بداية الطريق لم تتكون لديهم قوة كافية يجابهون بها قوى البغي و العدوان الممثلة في كفار قريش الذين عملوا على تهجير المسلمين من من وطنهم مكة وعندما استقر بهم المقام في المدينة أرسلوا في طلب أموالهم التي في مكة فرفضت قريش وصادرته بما يعني بلغة العصر فرص حصار اقتصادي على المهاجرين و هو الأمر الذي يعرض حياتهم و مصالحهم الحيوية للخطر كما حصل و يحصل الآن لغزة و العراق و ليبيا لكن المسلمين وقتها و بقيادة الرسول عليه السلام لم يستسلموا لارادة هذه القوة الباغية و الظالمة و التي تملك من المال و النفوذ و الر جال و السلاح ما تفرض به ارادتها الشريرة تماما مثلما تمتلك الولايات المتحدة و العدو الصهيوني امكانيات القوة القاهرة ولكن في المقابل في ذلك الوقت رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فاتجهت هذه القلة المؤمنة الى معاملة أعدائهم بالمثل أي فرض حصار اقتصادي على قريش في مقابل مصادرة أموالهم بالرغم من أن موازين القوى على كل الصعد كانت ترجح لفائدة كفار قريش لكن ارادة الخير و الثأر للكرامة و العزيمة الصادقة لدى الجماعة المؤمنة بقيادة الرسول الأكرم عليه السلام تحركت لتقطع الاستمرار التلقائي للواقع المرير و الأليم و تحدث أثرا جديدا في موازين القوى وادارة الصراع معلنة عن وجودها كقوة فاعلة و مؤثرة و ليست على هامش حركة التاريخ بل يجب أن يقرأ لها ألف حساب وهو ما حصل فعلا وحتى عندما أفلتت القافلة التجارية ووجد المسلمون أنفسهم في مواجهة القافلة العسكرية التي لم يستعدوا لها أصلا ولم يأتوا أساسا لمواجهتها و لكنهم استبسلوا في الدفاع عن موقفهم وحسموا المعركة لصالحهم عسكريا و سياسيا و اقتصاديا و تأثيرا معنويا في نفوسهم في حين كانت نتائج تلك المواجهة سلبية على قوى الشر و الكفر بحيث كان هذا الرعيل من المسلمين مثلا عليا في التضحية و الدفاع عن حقوقهم و كرامتهم وعدم التفريط في الحقوق مهما كانت التضحيات و التحديات التي تواجههم .

ولكن في المقابل الأمة العربية اليوم تملك ثروات نفطية رهيبة وأموال مودعة في بنوك الغرب ومناجم للفوسفات والغاز والحديد و النحاس وأنهارا عظيمة مثل دجلة و الفرات و النيل و تسعة عشر ألف كيلومتر من السواحل و موقعا استراتيجيا في القلب النابض من العالم وتسيطر على أهم الممرات المائية كمضيق جبل طارق و قناة السويس ومضيق باب المندب و مضيق هرمز و ثلاثة عشر مليون كم2 من الأرض وأكثر من ثلاثمائة مليون نسمة ولكنها مع هذه الامكانيات الضخمة جدا تبقى ذليلة أمام البطش الصهيوني و الأمريكي و الذي يمكن التعامل معه وإنهاؤه بأيسر التكاليف متى توفرت الارادة الحرة لتحقيق العزة والكرامة كما فعل الرسول و صحابته الأجلاء سابقا بالرغم من ضآلة امكانياتهم أفلا نتعظ من دروس تاريخنا المجيد أم نبقيه للترف الفكري؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ