-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نتانياهو يتقدم، اوباما يتراجع، مبروك

رشيد شاهين

لا بد ان كل من تابع زيارة رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، إلى العاصمة الأمريكية، أدرك بدون شك، ان تلك الزيارة، حققت نجاحا باهرا، أذهل الإسرائيليين أنفسهم، قبل أي جهة أخرى، وقد كان ذلك واضحا في كل ردود الفعل التي صدرت عن جميع ساسة دولة الاحتلال.

الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس، هذا ما كتب تقريبا في عناوين كل وسائل الإعلام الإسرائيلية وغير الإسرائيلية، وكانت الصور التي تم عرضها خير دليل على حقيقة ذلك النجاح. وقد تغنت وسائل الإعلام في دولة الاحتلال بذلك النجاح، وصورته – ومعها كل الحق-على انه فتح جديد، وانه صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.

التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي أكدت على انه – لحس – كل ما صدر عنه منذ ما قبل وما بعد زيارته – التاريخية- للقاهرة، والتي طبل لها من طبل، وأشاد بها من أشاد واعتبر بان أمريكا قاب قوسين أو أدنى من القيام بتحرير ليس الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، لا بل والأراضي العربية أيضا، لا بل ان بعض هؤلاء، لولا بقية من حياء، أراد ان يقنعنا بأن أمريكا، وبعد ان تسلم السيد باراك حسين اوباما – المسلم كما أرادوا إقناعنا- قد يأمر بشن حرب على دولة الاحتلال ان هي لم تستجب الى نداء العقل والمنطق، وان هي لم تبادر الى منح الفلسطينيين حقوقهم التاريخية في العودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشريف.

 اوباما تحدث عن دولة لليهود، وتحدث عن الاحتياجات الأمنية الضرورية لدولة العدوان، وقالت صحيفة هآرتس، ان في صلب ما تم، هو الالتزام الأمريكي بإحباط أي قرار دولي يحاول إلزام إسرائيل الموافقة على مراقبة دولية على مشروعها النووي، وتعهد لإسرائيل بالاحتفاظ بحق الردع.  هذا فيما كانت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون قد جددت خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الأردني وقوف دولتها إلى جانب إسرائيل يهودية، وبحدود آمنة، معترف بها من قبل الدول العربية، ودعت إلى ضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن.

هذا الذي شاهده العالم خلال الزيارة – التاريخية بحق- لرئيس وزراء دولة الاحتلال، لا يجب ان يشعرنا بالمهانة أو الإحباط، لأنه بحسب ما نرى يعكس الوجه الحقيقي لهذا الرجل – اوباما-، الذي لا نعتقد بأنه وصل الى هذه المكانة بالصدفة، أو انه قفز هكذا من العدم أو المجهول، ليتبوأ أعلى مرتبة في أهم وأقوى دولة في العالم، لان الأمور لا تجري هكذا في دولة مثل أمريكا.

الزيارة التي أتت بعد فترة مما تم وصفه بفترة من – الجفاء-، أثبتت أن الولايات المتحدة لا تعترف بالضعفاء، وهي أثبتت بان هنالك أولويات لا يمكن القفز عنها، وقد كانت النتائج التي أثمرت عنها تلك الزيارة، خير دليل على ان إسرائيل وبغض النظر عما قيل في الفترة الماضية، وسوف يتم ترديده مستقبلا، تبقى أولوية قصوى بالنسبة لأميركا.

من حق الإسرائيليين الاحتفال بما تحقق من – فتح- على يدي نتانياهو، لأنه لم يذعن ولم يتراجع، وأبدى صلفا غير معهود، وكان في كل مرة –يتمترس- في مواقفه، يجد تراجعا من قبل اوباما وإدارته. الإسرائيليون على أي حال لا يخادعون أنفسهم كما يحدث ضمن أمة العربان، فهم واقعيون جدا وعمليون، ولا – يطيشوا على شبر مية- كما هو حالنا، فهم وعندما كانت العلاقات تبدو متوترة، اقروا بذلك واعترفوا وتابعوا وحللوا، وعملوا على إعادة – المياه الى مجاريها-، ونجحوا بذلك أيما نجاح.

لكن ماذا عن العربان، ماذا فعل هؤلاء من اجل تحقيق الحد الأدنى من أهدافهم، أو طموحاتهم، الجواب لدى كل واحد منا. لكن وإذا كان من حق إسرائيل أن تحتفل بكل هذا الذي جرى، أوليس من حقنا أن نحذر من مغبة التمادي في خداع الشعوب العربية، وبيعها أوهاما وأضاليل من اجل ترويضها والعمل على إحباطها، وإبعادها عن أية أفكار مناهضة لإسرائيل وأميركا، أو ليس من حق الشعوب العربية، أن تعلم بأنه إذا ما قال  اوباما "إن حلا للقضية سوف يكون خلال السنوات القليلة القادمة" لا بد من أن نقول، ان هذا ليس سوى خداع وتضليل، مارسه رؤساء الولايات المتحدة بدون استثناء، وانه لا يختلف عن وعود سابقه -بوش الصغير- في البيت الأبيض، الذي تعهد في أكثر من مرة، ان الدولة الفلسطينية ستقوم في عام 2005 ومن ثم في عام 2009، أو ليس من الواضح ان اوباما يتراجع أمام اندفاع نتانياهو، وانه قد تخلى عن كل مطالباته بوقف الاستيطان وما إلى ذلك، أو ليس من الواضح ان اوباما يتبنى الموقف الإسرائيلي حين يطالب بعودة المفاوضات إلى سابق عهدها – مباشرة- على الرغم ان المباشرة أو غير المباشرة لم تحقق شيئا. 

فقط للتذكير ببعض مما قيل أو جاء في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الزيارة:

إذاعة الجيش الإسرائيلي " رسالة ضمانات سرية لتل أبيب تعهدت فيها أمريكا بالتعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض المدنية على الرغم من عدم انضمام إسرائيل الى المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية".

يديعوت احرونوت " اثبت اوباما ونتانياهو أنهما يستطيعان تناسي الماضي رغم كل التكهنات عن وجود أزمة شخصية بينهما»،  وقالت أيضا "الابتسامات عادت إلى المكتب البيضاوي وحديقة البيت الأبيض».

معاريف " اوباما ونتانياهو قاما بجهود جبارة ليظهرا كصديقين، لقد كشف وجهيهما عن تعابير افتقداه حلال اللقاءات السابقة- الابتسامة-".

هآرتس "قمة نتانياهو اوباما، باقات زهور، ولا كلمة عن المستوطنات".

هذا غيض من فيض، ترى ماذا لدى العربان ليفعلوه سوى التلويح بسحب المبادرة العربية، وماذا لدى السلطة الفلسطينية خاصة اذا ما صدقت الأنباء التي رشحت عن بعض المصادر، والتي قالت، ان نتانياهو سلم اوباما ما قيل انه وديعة سميت بوديعة "الخطوط الحمراء"، والتي قيل انه جاء فيها بأنه لا ترسيم للحدود، ولا ترتيبات أمنية، بدون ان يكون غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، وان لا مناقشات ستتم لموضوع القدس في المراحل الأولى للمفاوضات المباشرة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ