-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تعرفهم غزة، والناس تشهد

د. فايز أبو شمالة

ما زلت احتفظ في حقيبتي بشهادتين؛ شهادتي بالنجاح في الصف الأول الابتدائي، تلك الشهادة الأولى التي أمسكتها بيدي، وكانت الأساس، حين طرت فيها فرحاً من مدرسة الشهيد مصطفى حافظ للاجئين إلى بيتنا في مخيم خان يونس، وشهادة من مركز إحياء التراث العربي في الطبية، عن دراسة نقدية أنجزتها وأنا في سجن نفحة الصحراء تحت عنوان: على صهوة الشعر، وما يميز تلك الشهادة أنها جاءت كومضة نور في وسط العتمة، فانتبه لبريقها الأسرى الفلسطينيون، وفرحوا معي لمدلول شهادة يفوز بقيمتها المالية والمعنوية سجين. وأشهد أن كل ما حصلت عليه بعد ذلك من شهادات، ودرجات علمية عليا ـ الدكتوراه ـ لم يكن بعذوبة تلك الشهادة التي شقت الزمان، وتساقطت عسلاً على شفتي المكان.

سأضيف إلى الشهادتين السابقتين شهادة ثالثة حصلت عليها أخيراً، ولاسيما أنني مذ شرعت بإبداء الرأي، والكتابة بلا تهيب، تسلمت أكثر من شهادة، جاءتني على هيئة رسائل تشجيعية من شخصيات وطنية، ودينية، وسياسية، منها الفلسطيني، ومنها العربي، وتلمست ذلك من خلال الصحف والمواقع المنتشرة على مستوى الوطن العربي، والتي استأذنتني في نشر مقالي بشكل يومي، وفي المقابل تسلمت رسائل ملامة، أو نقد، أو اعتراض على بعض ما أكتب، وكم احترمت منتقدي الذي برر نقده فكرياً، أو سياسياً، وفسر الأسباب، وقد اعتبرت النقد البناء شهادة مهتم بما أكتب، ولكن الشهادة التي قصدتها لا علاقة لها بالرأي، والتفكير، ولا صلة لها بالسياسية، فهي شهادة أناس تعرفهم غزة، ولفظت سيرتهم، بعد أن توضأت بالشرف، وأسدلت في لحظة غضب على تجربتهم الستار، كي لا ينتقض وضوؤها، لقد أصر هؤلاء المعروفون لأهل غزة على تقديم شهادة لي من خلال مواقعهم الإلكترونية تؤكد: أنني أسير في خطاي على الطريق القويم، وذلك لسبب بسيط؛ فالخير والشر لا ينسجمان، والوفاء للوطن وتدمير الأوطان ضدان، بينهما برزخٌ لا يلتقيان، لذا سأفتخر بشهادة الذم التي منحني إياها قاتل مأجور، نبذته غزة، وفرَّ منها مذعوراً بعد أن كرهته فلسطين، وسخر منه المخلصون، وهم يرددون على مسامعي ما قاله الشاعر العربي المتنبي:

فإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ           فهي الشهادة لي بأني كاملُ.

وأضيف: على مفرق طرق الحياة يتردد الإنسان، يطيل الوقوف، يقلب الأمور، يفكر، ويحتار قبل أن يختار، ولكن مجرد البدء في الخطوة الأولى تصير الطريق طريقة، والخطى التي يمشيها قد كتبت عليه، يقتحم بلا وجلٍ، ويواصل المشوار، ويمضي في طريقه كالسيف فرداً، أو مسلولاً في حومة وغى الانتماء للوطن.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ