-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة من الأم الثامنة

تعليقا على مقال رسـائل قصيرة ننشـر هـذه الرسـالة من الأم الثامنـة .. زهير سالم

الأخ الحبيب البعيد القريب أبا الطيب حفظك الله ورعاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد ثلاثين عاما على الغياب ..... وصلتك رسائل قصيرة من أمهات سبع , وأكتب إليك الآن على لسان الأم  الثامنة  بنت السادسة

والثمانين التي تجلس الآن على كرسيها المتحرك تنتظر من يجر هذا الكرسي ليوصلها إلى رجال الأمن في إدلب , الذين ينتظرون عودتها بفارغ الصبر كما علمت منها عندما اتصلت بها لأقول لها حمدا على سلامة الوصول يا أماه.

واليك القصة من أولها

ودعتها في 30/7/1980 م ولم تستطع وداعي  بالكلمات  فنابت عنها دموعها ويبست الكلمات في حلقها،  وقد كتب الله لهذه الدموع أن تجري مدرارا طوال ثلاثين عاما وحتى هذه اللحظة  ولا أدري هل تكف عينها يوما عن البكاء ، أم هل تستبدل دمعة الفراق بدمعة اللقاء، قبل الوداع  الأخير  الذي هو قدر كل البشر, نسأل الله لأمهات الشهداء والمفارقين أطيب الأجر عن كل لحظة ألم، وآهة حزن،  وزفرة حرى لم يخفف من حرها الزمن 

مرت هذه الأعوام  الثلاثون وسلاحها هذه الدموع التي تعينها على إطفاء بعضا من جمر شوقها لأربعة من أبنائها الذكور، وخامسة هي أحب بناتها إليها.  ويزيد في شوقها كلما جاءها خبر حفيد جديد وابن حفيد جديد حتى زاد العدد على الخمسين .

كانت السنوات السبع الأولى عجافا،  لم تسمع فيها خبرا عن بشر ليس ضنا منا عن إرسال خبر أو تحيه لها، ولكن أهل الخير لم يكن أحدهم يجرؤ أن يوصل لها خبرا يبرد حر قلبها وهي صابرة كسيدنا يعقوب تقول( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ,عسى الله أن يأتيني بهم جميعا),  وشاء الله سبحانه وتعالى أن يقدر لنا ولها اللقاء  وأي لقاء ولك أن تتخيل ما تشاء

ولو أنني ملكت قلم الشيخ علي الطنطاوي  أو شاعرية عمر بهاء الأميري عليهم رحمة الله أو براعة زهير سالم حفظه الله ما تمكنت من وصف اللقاء.

وذهبت بها على كرسي متحرك إلى مكة المكرمة وطفت معها البيت وسعينا بين الصفا والمروة وكانت أياما كلها رحمة وكلها فضل وخير وبركه من الله عز وجل.

وفي صبيحة أحد الأيام قمت مبكرا إلى عملي وقبل خروجي من البيت مررت على غرفتها لأسلم عليها وأطمئن على صحتها فوجدتها جالسة مبتسمة فردت علي السلام وهي تضحك وقالت أجلس أحكي لك هذا الحلم الذي جعلني مستيقظة لم أنم حتى هذه اللحظة قالت: لقد ذهبتم إلى النوم وأويت إلى فراشي أحاول النوم ولكني لم أستطع وذهب بي الخيال بعيدا حتى لم أعد أحس بمن حولي وتهيأ لي أن الرئيس بشار الأسد أصدر عفوا عاما وسمعت الخبر أن جميع من هم في السجون قد خرجوا وعادوا إلى أهلهم وذويهم وأن جميع من هم خارج البلاد قد سمح لهم بالعودة إلى البلد أحرارا من دون أن يعترض طريقهم أحد , وطار بي الخيال إلى بيتي في كفرنبل وانتم جميعا بصحبتي وقد وصل الخبر قبلنا إلى البلد وخرج الناس جميعا كبارا وصغارا لاستقبالكم وطلبت من إحدى بناتي أن تسرع بي إلى البيت لأدخله قبل أن تصلوا وطلبت أن تقطف لي جميع الورود التي زرعتها بيدي

وجاءوا  بها إلي وبدأتم بالدخول وأنا أقف على المصطبة الكبيرة أمام مدخل البيت فبدأت بتوزيعكم إلى صفوف جعلت في الصف الأول   أحفادكم وحملتهم كل الورود التي جمعوها لي ثم أولادكم في الصف الثاني وفي الصف الثالث أنتم وزوجاتكم  ثم وقفت أمام الجميع وقد تجمع الناس في ارض الدار كلهم يهنئوني وأسمع أصوات الزغاريد من كل مكان وكأنني في عرس لم يمر علي في حياتي واذا بك تطرق الباب وتدخل لتنبهني عما انا فيه وانخرطت في البكاء وهي تقول يا رب يا رب أسالك أن تجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا وأن تصلح بين أبناء هذا الوطن وأن تزيل ما بينهم من إحن وأن تبعد عنهم هذه الفتن التي لا يستفيد منها إلا أعداء هذه الأمة وأعداء الوطن.

ومرت أيام الزيارة مسرعة وأصرت الوالدة حفظها الله على السفر على الرغم من علمها بأنها ستتعرض للمساءلة برغم سنها وضعفها وعجزها لكنها تريد أن تؤكد للجميع أنها لا تريد بديلا عن بيتها وبلدها ووطنها وعلى أمل أن يحقق الله لها حلم يقظتها

إن شاء الله  وما ذلك على الله بعزيز والله من وراء القصد ,

ونسألهم ألا يكفي والى متى هذا الظلم , ألا تحسبون للمستقبل حسابا , مستقبل أولادكم وأولادنا وماذا سيكون في غد , وهل تتغافلون عن سنة الله في الخلق إلى هذا الحد والله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم وسيضع له حدا بمشيئته وإرادته وحينها لا ينفع الندم ونسأل الله أن يهدي الجميع إلى ما فيه مصلحة هذا الوطن الذي ينتظر قرارا عادلا ينصف الجميع ممن هم في موقع القرار والذين تقع على عاتقهم المسئولية ولسوف يسألون.

حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الهدى خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله أن يجمعنا معا دائما على الحب والخير وأن يكتب لنا اللقاء في ربا الشهباء انه سميع مجيب

أخوكم المهندس: حسين عبد اللطيف/ أبو محمد – الدمام

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ