-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ثلاثة باحثين في يوم واحد

عريب الرنتاوي

خلال أربع وعشرين ساعة فقط، زارني في مكتبي ثلاثة باحثين على "درجة الدكتوارة"، واحد من أوروبا والثاني من كندا والثالث من الولايات المتحدة، وكنت للتو قد ودعت باحثا رابعا من الولايات المتحدة مدرج على "درجة الدكتوراة" كذلك، القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا هو الموضوع الفلسطيني، وبالأخص مسألة اللاجئين من مختلف زواياها.

الأوروبي، يبحث في أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهو في عمان من "باب المقارنة والفضول"، سؤاله الرئيس دار حول الفارق الجوهري بين مخيمات الأردن ومخيمات سوريا، وجوابي ميّز بني فئات اللاجئين المختلفة في الأردن، وأشكال ممارسة الهوية والعمل السياسي هنا وهناك.

الأمريكي، ركّز على "اللاجئين المسجلين" وغير المسجلين في الأونروا، لماذا يسجل البعض ولماذا يستنكف البعض الآخر، قضية الأجيال وتعاقبها من هذا المنظور، هل يقدم "الآباء المسجلون" على تسجيل أبنائهم كذلك، سؤاله الأهم دار عن مغزى التسجيل، وجوابي أن اللاجئ حين يقدم على تسجيل نفسه وعائلته، فكأنما يسجل قضية في المحكمة، الهدف منه بعيدا عن الوضع الاقتصادي والمكانة الاجتماعية للاجئ، الحصول على شهادة إثبات لحق العودة والتعويض.

الكندي، ذهب في اتجاه آخر، بحثا عن "قصص نجاح" رموزها أو أبطالها من أبناء المخيمات، الهدف من البحث هو رصد "اختلاف النظرات" للمخيم، وتتبع صلة من كانوا أهله وسكانه بالمخيم وعلاقة بعضهم ببعضم، ما الذي بقي منه فيهم، وما الذي يحفظونه له أو يحتفظون به.

الأمريكي الرابع، الذي غادر للتو عائدا إلى جامعته، كان منشغلا بمسألة آخرى، تتبع الأجيال المتعاقبة من المناضلين الفلسطينيين في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، ومن مختلف المواقع ومستويات الانخراط، والهدف رسم صورة متحركة للبيئة السياسية والنضالية التي تعاقبت على فلسطيني الشتات بعامة ومخيمات اللجوء على نحو خاص.

عادة ما ينظر لظواهر من هذا النوع على أنها "مؤامرة مضمرة" خصوصا من قبل الفلسطينيين أنفسهم، فما الذي يدفع هؤلاء للسفر آلاف الكيلومترات لطرح أسئلة من هذا النوع، هل للمسألة صلة بالتوطين أو الوطن البديل، هل للموضوع علاقة بما يشاع عن حل نهائي وتعويض، هل للأمر صلة بعلاقة اللاجئ بالدولة المضيفة، أسئلة غالبا ما تبددها السنين التي تمر على إجراء أبحاث من هذا النوع، من دون أن يجد أي جديد.

في ظني، أن هذا الزحف الأكاديمي _ المعرفي على اللاجئين ومشاكلهم وقضاياهم ومخيماتهم، إنما ينم عن زيادة مضطردة في اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية، لا أكثر ولا أقل، ربما تكون هناك بعض الأبحاث والبعثات ذات غرض سياسي مُضمر، لكن الكثرة الكاثرة من هذه الأبحاث إنما تتم بدافع الفضول المعرفي، وبفعل الازدياد الملحوظ في درجة اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية من مختلف جوانبها.

قبل بضعة أسابيع، كنا على موعد مع المفكر والفيلسوف العالمي ناعوم تشومسكي الذي وجد نفسه في زيارة إضطرارية للأردن بعد أن منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى وجهته النهائية: جامعة بير زيت، تشومسكي حدثنا على تزايد الاهتمام بالقضية الفلسطينية لدى قطاعات واسعة من الرأي العام الأمريكي، هو قال حرفيا أنه يُسأل عن المسألة في محافل لم يخطر بباله أن يوما سيأتي وتبدي اهتماماً بالقضية الفلسطينية، وهو أضاف أيضا، بأن هذا الاهتمام والرغبة في الفهم والتفهم، أخذ يتسرب إلى الإعلام والصحافة الأمريكية، لكنه لم يترجم بعد إلى مواقف وسياسات بفعل عوامل عديدة متصلة بطبيعة النظام الأمريكي ودور "جماعات الضغط" فيه، ولكن ذلك سيحصل يوماً، أضاف مؤكداً.أحسب أن ما نشهده من توافد أكاديمي لافت في هذا المضمار سيتزايد في المرحلة المقبلة، فالعالم لم يعد يُسلم بالرواية الإسرائيلية للصراع، ولم يعد يأخذ كلام إسرائيل كما لو كان حقائق لا يأتيها الباطل عن يمين أو شمال، العالم بدأ يميل لتمحيص كل قصة ورواية بنفسه، وهذه بداية نهاية الأساطير المؤسسة للدولة العبرية، لهذا السبب، ولهذا السبب بالذات، أتعاون مع هؤلاء الباحثين، وادعو الجميع للتعاون معهم، مواطنين وناشطين وحكومة، فكلما كان إسهامنا الشخصي أكبر في صياغة "أطروحاتهم" كلما كان لـ"روايتنا" حظوظاً أكبر في الوصول إلى أربع أرجاء العالم، فهل نحن فاعلون ؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ