-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من يملأ فراغ "الإسلام السياسي" ؟!

عريب الرنتاوي

تنهض هذه المقالة على فرضية وسؤال.

أما الفرضية فتقول بأن ما أُسمي "إسلاماً سياسياً" قد أخذ طريقه للاضملاح والتراجع، بعد أن ملأ أرض المنطقة وفضاءها منذ أن وضعت الحرب الباردة أوزارها، وبلغ ذروة ذراه في العامين 2005 و 2006، الأمر الذي يبرر طرح السؤال عمّن سيملأ فراغ هذه القوى المتراجعة.

 

تستند هذه الفرضية إلى جملة شواهد من فلسطين (تراجع شعبية حماس) إلى العراق (الهزيمة الساحقة للتوافق والحزب الإسلامي) والكويت (تراجع الوزن البرلماني للإخوان) ومصر (انقسامات الإخوان وتراجع بريقهم) والأردن (انقسام الإخوان وتفشي مظاهر ضعفهم)، حتى في مغرب العدالة والتنمية، يبدو أن الحزب الذي اختظف البريق والأضواء والاهتمامات، يترنح اليوم تحت مطرقة خلافاته الداخلية وميله التبعي للسلطة وعجزه عن ترجمة وعوده، وثمة كثير من الحقائق والأرقام التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة التي تدلل على "جدية" هذه الظاهرة وتفاقمها.

 

في دول الانقسامات الطائفية والمذهبية الناتئة، العراق ولبنان على سبيل المثال، ثمة مفارقة لا تخطؤها العين المجردة والمجربة: طائفيون ومذهبيون بلا أحزاب دينية أو مذهبية، السنة في لبنان يلتفون حول تيار المستقبل والعرب السنة في العراق ينتخبون لائحة علمانية، من دون أن يقلل ذلك من مذهبية هؤلاء أو طائفيتهم.

حتى "الإسلام السياسي الشيعي" لم يسلم بدوره من "تسونامي" التراجع والضعف والانقسام: المنافسة القوية التي واجهتها قوائم "أمل + حزب الله"، وفي بعض القرى والبلدات (المعاقل التقليدية) جاء فوز هذه القوائم بطعم الهزيم، ناهيك عن تراجع الأحزاب الدينية الشيعية في العراق، خصوصا أكثرها تبعية لإيران في الانتخابات الأخيرة.

 

لكن ما يثير الاهتمام أن تراجع حركات الإسلام السياسي لا يعني تقدم خصومها التقليديين، فلا الأنظمة التي حاربت الظاهرة الإسلامية نجحت في بناء علاقات ثقة وصدقية مع شعوبها ومواطنيها، وما يحصل هو عكس ذلك تماماً، ولا التيارات السياسية والفكرية اليسارية والقومية والليبرالية تبدو مؤهلة لملء الفراغ واسترجاع النفوذ والشعبية المفقودين، فأزمة هذه التيارات لا تقل تفاقماً عن أزمة الإسلام السياسي.

 

ميراث "الإسلام السياسي" الذي عرفناه في العقدين الفائتين، تتوزعه على ما يبدو جملة من القوى المتناقضة وغير المتجانسة والتي تدفع بلادنا ومجتمعاتنا في اتجاهات متناقضة تماماً: "طبعات" جديدة وأكثر تطرفاً من الإسلام السياسي أخذت تنشأ هنا وهناك، عودة بنى "ما قبل الدولة" من عشائر وقبائل وحمائل لتلعب دوراً مؤثراً حتى في الدول والمجتمعات التي لم تعرف بعشائريتها وقَبَليتها، مؤسسات مجتمع مدني تجاهد لاحتلال مساحة على خريطة المنطقة السياسية والاجتماعية برغم ضعفها وجنينيتها وتشظّيها.

 

هو مخاض صعب وعسير وانتقالي، تمر به مجتمعاتنا التي لم تحسم خياراتها التاريخية بعد، والسبب ببساطة أن "الكتلة التاريخية" المرشحة لقيادة التغيير في هذه المنطقة، لم تتشكل بعد، وسنظل نراوح بين خطوة للأمام وأخرى للوراء على طريق العبور نحو الدولة الحديثة والعصرية وحتى إشعار آخر.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ