-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غزة لا تخاف الزمن

د. فايز أبو شمالة

يحاول البعض تخويف غزة من الزمن، ومن حالة الفتور، والتراخي الذي سيعقب التعاطف الدولي الذي خلفته عاصفة الدم النازف من أسطول الحرية، ويقولون: إن "نتانياهو" والحكومة الإسرائيلية، واليهود في الدولة العبرية لهم خبرة وافرة، ولهم دعم ثابت في الكونجرس الأمريكي، وسيجتازون المحنة، وستعود غزة إلى دائرة النسيان، فسارعوا يا أهل غزة، والتقطوا ما يعرض عليكم، ولا تدعو الفرصة تفوتكم!.

 

ما سبق كلام غير صحيح، لأنه كلام قوم تعودوا الانهزام، وتعودوا الخسارة أمام إسرائيل، وتعودت إسرائيل أن تملي عليهم ويستجيبون، وصموا أذانهم عن فهم المستجدات، التي تقول: إن غزة تحاصر كل أعدائها على اختلاف مشاربهم، ودياناتهم، وإن غزة ضربت نموذجاُ فريداً في الصبر، والنصر، فكيف يهزم من ذاق طعم الكرامة. ويرى أن كل يوم يمر يقربه من أهدافه السياسية، والتي تتجاوز الحصار، وتصل إلى وضع النقاط على الحروف في الصراع مع الإسرائيليين، ولاسيما أن حجم التحولات لصالح الفلسطينيين على مستوى الإقليمي أضحت راسخة، وحجم التحولات ضد العدو الصهيوني على مستوى العالم باتت مطمئنة، وغدا الصوت المنادي بتفكيك دولة القراصنة قوياً، ولم يقف عند حديث المراسلة الأقدم في البيت الأبيض، "هيلين توماس" وما أثارته من عاصفة حين قالت: "على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة إلى بيوتهم في ألمانيا وبولندا" بل صار هذا الكلام يتردد في أوروبا، وفي المظاهرات والمسيرات التي تعم العالم، وجميعها تنطق بصوت واحد: لسنا بحاجة إلى دولة إسرائيل، فككوا هذه الدولة الغاصبة، وقد أوردت الإذاعة العبرية ريشت بيت حديثا لمتظاهرين ألمان، يطالبون بتفكيك دولة إسرائيل، ومتظاهرين فرنسيين يطالبون بإعلان الحرب على إسرائيل، وضمن هذه الأجواء السياسية المعادية لدولة إسرائيل جاء قرار نقابة العمال في الموانئ السويدية بمقاطعة سفن البضائع الإسرائيلية التي تدخل الموانئ السويدية لمدة أسبوع كامل من (15-24) من الشهر الحالي.

 

لقد انتصرت غزة، وكشفت حقيقة دولة غاصبة، وحقيقة نظام سياسي عربي عجز عن نصرة شعبه أولاً، وفي الوقت ذاته كشفت عن طاقة الأمة، وعن معدن الإنسان الذي يتعاظم في تأييده للحق الفلسطيني، فصارت غزة نقطة ضوء في ضمير العالم، تهزأ بعدوها الذي عذب أهلها اثنين وستين عاماً، وهي لا تستعجل فك الحصار، ولا تخاف طول الزمن، وتركت كل أعدائها ينشغلون في كيفية فك الحصار عنها، وهي واثقة من غدها!.

==================

قراءة في دفتر اسطول الحرية

المقاومة الاسلامية تقود حركة نهوض الامة

الاسلام يتقدم لقيادة المنطقة والاتراك يدافعون عن حقهم في فلسطين

المنطقة تعيش حالة مخاض لشرق اوسط جديد بدون اسرائيل

باطلة كل قرارات الامم المتحدة وباطلة كل الاتفاقيات مع العدو الاسرائيلي

الهمجية الاسرائيلية كشفت عورة النظام الرسمي العربي

بلال حسن التل

حتى وان تمكن الرعاة الامريكيون والاوروبيون, كعادتهم من انقاذ ربيبتهم اسرائيل, من شر اعمالها وفضائحها التي تجسدت بابشع صورها في عدوانها على اسطول الحرية, وقتلها كعادتها ايضا للمدنيين العزل, فان هذا الانقاذ سيكون مؤقتا, ولن يحمي اسرائيل من مصيرها المحتوم, الذي تُسرع بها جرائمها اليه. خاصة جريمتها الاخيرة في الهجوم على اسطول الحرية, الذي كشف الكثير من الحقائق.

اول الحقائق التي كشفها الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية هي ان منطقة الشرق الاوسط تعيش مخاضا سيكشف عن شرق اوسط جديد, لن يكون بالتأكيد وفق المقاييس الامريكية بل على العكس من ذلك تماما سيكون شرق اوسط معاد بالمطلق للولايات المتحدة الامريكية, وكل من يدور في فلكها. واكثر من ذلك فانه سيكون شرق اوسط خال من اسرائيل التي شكلت منذ اوائل القرن الماضي مصدر قلق للمنطقة وشعوبها بل وللعالم كله. وقد آن لهذه المنطقة ان تستقر عبر التخلص من عناصر التوتر والقلق فيها, وهو ما تقود اليه كل المؤشرات والدلائل التي ستؤتي اُكلها في السنوات القادمة, بعد ان بدأت شعوب المنطقة تسترد انفاسها, ومعها تسترد حقها في تقرير مصيرها, ومصير بلادها وهوية هذه البلاد وعقيدتها, »اعني الاسلام«, الذي تؤكد الاحداث والوقائع انه يتقدم يوما بعد يوم, ليقود المنطقة ويعيد اللحُّمة الى ابنائها, فها هم الاتراك ينفضون عنهم اثواب العزلة والانعزال عن المنطقة ويعودون للتوجه الى محيطهم الحضاري في الشرق المسلم. بل ها هم يتقدمون الصفوف في الدفاع عن هوية هذا الش¯رق, وعن حقوق ابنائه وحضارتهم وها هو رئيس وزراء تركيا الطيب رجب اردوغان يتقدم الصفوف ليصبح زعيم امة تهتف هتافا واحدا من طنجة الى جاكرتا »الله اكبر.. الله اكبر القدس لنا«. وها هم الاتراك يعلنون عن حقيقية مشاعرهم المعادية لاسرائيل مغتصبة اولى قبلتيهم وثالث مساجدهم التي تشد اليها الرحال. ويعلنون على لسان رئيس وزرائهم الطيب انه لو تخلى العالم كله عن فلسطين, فانهم لن يتخلوا عنها. وفلسطين في الوجدان المسلم »وقف« لكل المسلمين لا يحق لاحد ان يتنازل عن شبر من ارضها, لذلك باطلة كل قرارات الامم المتحدة التي قسمت فلسطين, واقامت فوق ترابها الطهور كيانا غاصبا مصنوعا اسمه »اسرائيل«. وباطلة كذلك كل الاتفاقيات التي اقرت لهذا الكيان بشرعية الوجود, حتى وإن وقعها بعض الذين ينتسبون الى فلسطين. فلا احد يمثل الامة في التنازل عن حقوقها في فلسطين الموقوفة تاريخيا للمسلمين, كل المسلمين. لذلك فإن الاتراك يدافعون عن حقوقهم في فلسطين, ولذلك ايضا لم يكن غريبا ان ترفع في بعض مظاهرات الاتراك صور السلطان عبدالحميد الذي دفع عرشه ثمنا لرفضه الاعتراف بوضع خاص لليهود في فلسطين.

لقد كرست الهمجية الاسرائيلية في التعامل مع اسطول الحرية, عودة تركيا الى امتها الاسلامية, بل في مقدمة مواكب هذه الامة العائدة الى دينها وحضارتها وذاتها, مثلما كرست خسارة اسرائيل لتركيا. وهكذا يعيد الاسلام والوعي الاسلامي اثنتين من اكبر المكونات البشرية للامة الاسلامية الى موقعهما الطبيعي, في مواجهة المشروع الصهيوني, بعد ان ظلا لعقود طويلة من حلفاء هذا المشروع, فمثلما اعادت الثورة الاسلامية ايران الى موقعها الاسلامي وحولتها من حليف لاسرائيل الى عدو شديد العداوة لها, فإن ما يجري الان في تركيا يأتي بفضل الوعي الاسلامي الذي عاد الى عقول وضمائر ابناء الشعب التركي فانحاز الى دينه وحضارته فصار في الصفوف الاولى العاملة لاجل فلسطين وعودتها الى احضان امتها وتحريرها من رجس الاحتلال.

وهكذا تعود فلسطين والقدس درَّتها الى لعب دورها التاريخي, في استنهاض وعي الامة ونخوتها والعمل من اجل وحدتها. فقد كانت فلسطين على مدار تاريخ الامة عنصر التوحيد الجامع للامة دفاعا عن فلسطين, وسعيا لتحرير اقصاها, الذي كان يتم في كل دورة من دورات التاريخ بواسطة اصحاب الايدي المتوضئة لذلك لا غرابة ان تقود المقاومة الاسلامية بكل اشكالها العسكرية وغير العسكرية حركة نهوض الامة. فاصحاب الايدي المتوضئة في ايران هم الذين حولوا ايران من دولة حليفة لاسرائيل, وخادمة لامريكا الى عدو لاسرائيل, متمرد على امريكا. اصحاب الايدي المتوضئة في تركيا هم الذين يقودون اليوم حراك تخليص تركيا من التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل, وينقلونها الى الخندق المقابل. واصحاب الايدي المتوضئة في لبنان هم الذين جدعوا أنف اسرائيل. واصحاب الايدي المتوضئة في غزة هم الذين صمدوا وردوا العدوان. وهذه كلها محطات على طريق تقدم الاسلام الى دفة القيادة في هذه المنطقة لينقذها مما هي فيه. وليكون عنصر توحيد ابنائها باعتباره عقيدتهم, والموجه الاساس لسلوكهم. والمحدد الرئيس لمواقفهم, والصانع الحقيقي لصفحات تاريخهم المشرق. فالصحوة الاسلامية تتنامى اليوم بين ابناء المكونات التاريخية الرئيسية للحضارة الاسلامية. »اعني العرب والترك والفرس«, الذين بدأت تتعاظم هذه الايام عوامل توحيدهم على حساب عوام فرقتهم المصطنعة, وابرزها النظام العربي الرسمي الذي كشفت الهمجية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية عورته. ودوره في تمزيق الامة بل واضعافها ومحاصرة شعوبها.

ومثلما كشفت الهمجية الاسرائيلية عورة النظام الرسمي العربي, فقد كشفت كذلك حاجة العرب الى قيادة تنقذهم مما هم فيه. فجماهير العرب ليست اقل اخلاصا وحماسا من اخوانهم في ايران وتركيا. لكن الجماهير هناك فرزت قياداتها فحدث ما حدث, وصارت صور اردوغان ترفع في شوارع كل مدن الامة تماما مثلما ترفع صور السيد حسن نصرالله. ومن قبلهما صور الامام الخميني برهانا اكيدا على وحدة فكر الامة ومشاعرها واهدافها. وظل ان ترفع الى جانب صور هؤلاء القادة صورة لقائد عربي يغير صورة النظام الرسمي العربي, بعد ان يصحح مساره.

لقد كشفت الهمجية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية كم هي حاجة العرب الى قائد بحجم المرحلة, يملأ الفراغ على مستوى الامة وهو الفراغ الذي يتقدم لملئة اخوانهم الاتراك والايرانيون. مع ان العرب هم الحملة الاساسيون لرسالة الاسلام. ومع انهم هم ام »الولد«. فالاصل ان قضية فلسطين قضية عربية فهكذا ارادها العرب. قبل ان يقزموها الى حجم منظمة التحرير الفلسطينية, لتحجم بعد ذلك الى حجم هذا الفصيل او ذاك الفصيل الفلسطيني مع انها قضية المسلمين كلهم. فهي هي قضية ارض الرباط الحاضنة لقبلة المسلمين الاولى واحد مساجدهم الثلاث التي تشد اليها الرحال.

المؤشرات التي تقود اليها القراءة في الهمجية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية كثيرة, لعل ابرزها: ان سنن الله في هذا الكون ثابتة. ومن هذه السنن انه لا يمكن لعدوان واغتصاب وعلو واستكبار ان يدوم. واذا كانت حرب 1967 اخر الانتصارات الحاسمة لاسرائيل والتي بدأ بعدها مسلسل هزائمها يتوالى ويتعاظم وهو المسلسل الذي سيقود الى نهايتها فان السنة الاخرى من السنن الالهية التي اظهرتها الهمجية الاسرائيلية هي الغرور الذي يقود صاحبه الى الاخطاء القاتلة, التي تسرع بنهايته. وهذا بالضبط ما فعله الغرور الاسرائيلي عبر التصرف الهمجي مع اسطول الحرية. فهذا الغرور سرّع باندفاع تركيا نحو حضنها الاسلامي, وعمد العلاقات العربية التركية بالدم التركي الطهور الذي سيفعل فعله مع الايام بتطهير ما اعترى هذه العلاقات من شوائب, وفي ترسيخ العداء التركي لاسرائيل, وانخراط الجهد التركي في عملية تحرير فلسطين, وهو الغرور الذي فضح اسرائيل حتى امام اصدقائها ومناصريها فتناقص عددهم وزاد عدد من يقفون في الصف الاخر في مواجهة اسرائيل من كل شعوب الارض. وقد علمنا قرآننا ان الغرور من اهم اسباب زوال الدول والحضارات والكيانات. فكيف اذا كانت هذه الكيانات مصنوعة غاصبة قائمة على اوهام مثلما هو الكيان الصهيوني في فلسطين?!

ومن المؤشرات التي ابرزتها الهمجية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية, هي ان العدو الاسرائيلي لا يفهم الا لغة القوة لذلك كانت سرعة رضوخه للتهديد التركي باطلاق اسرى اسطول الحرية, قبل نفاذ مدة الانذار التركي الذي عبر عن عزة وطنية تركية مشحونة بعزة اسلامية مميزة, اعطت للموقف التركي هذه النكهة, وهذا العنفوان الذي يحيي في امتنا روح المقاومة التي ستقودها الى الصلاة في المسجد الاقصى محررا

======================

"أرادوا إسكاتنا فافتُضح امرهم"

المعركة دائبة على الساحة الإعلامية

نوال السباعي

"لاورا آراوا" ، "دافييد سيغاررا" ، و"مانويل تابيال" ، النشطاء الاسبان الثلاثة ، الذين كانوا ضمن قافلة الحرية ، وصلوا قادمين من تركيا إلى مطار برشلونة بعد ظهر الجمعة ، ليقفوا وقفة شرف وبطولة يفتقر إليها كثير جدا من العرب والمسلمين في أيامنا هذه ، وليُسمعوا العالم كله صوتهم ، حيث وللأسف لم نجد ضمن مئات الكاميرات وناقلات الصوت التي احتشدت في استقبالهم كاميرا عربية واحدة تغطي مثل هذا الحدث الجلل الذي يعتبر شهادة نادرة ليس على الحدث الذي هز العالم فحسب ، بل على العصر الذي نعيشه كذلك!!، لقد تحدث هؤلاء الشبان الثلاثة بصوت الحق والحقيقة إلى عالم اعتاد أن يصم أذنيه عن صوت الحق والحقيقة.

ذلك المشهد الرهيب ، مشهد ثلاثة شبان اسبان وقد حملوا العلم الفلسطيني والتحفوا الكوفيات الفلسطينية ، ورفعوا أيديهم بإشارات النصر ، كنت أتمنى لو أنه تم نقله على الهواء مباشرة إلى عالمنا العربي المنكوب بقلة حيلته أو حماقتها وبكراهيته للآخر وشهوته الدفينة للانتقام منه!، "مانويل تابيال" قال لوسائل الإعلام : (إنه عاش معنى الإهانة والعنصرية على يد الذين اعتقلوه وعاقبوه –بسبب عدم امتثاله للأوامر- من دون بقية المسافرين بحرمانه من الطعام ، وأن الرصاص بدأ ينهال على الرؤوس من طائرات الأباتشي وأنه رأى قتيلين على سطح المركب قبل أن تتم عملية الإنزال العسكري ، وأن على العالم أن ينحني احتراما للدولة التركية التي تصرفت بشكل ماكان ينتظره )، "لاورا آراوا" قالت : (لقد أُرغمت كغيري على التوقيع على ورقة يسمح لي بموجبها بالمغادرة بعد أن عوملت معاملة المهاجرين غير الشرعيين في "اسرائيل" التي اختطفتنا قواتها الخاصة المدججة بالسلاح و في المياه الدولية) ، أما الصحفي "دافييد سيغاررا" فقد اتهم تلك القوات الخاصة الاسرائيلية (بقتل صحفي إلى جانبه بطلقة بين عينيه !، جرمه الوحيد أنه يحمل كاميرا تصوير، وذلك قبل سرقة كل معدات الصحفيين الذين كانوا على متن الصحيفة ) ، وطالب "سيغاررا" : (بطرد السفير الإسرائيلي في إسبانيا من جميع أراضي الاتحاد الأوربي) ، بسبب التصريحات التي قال فيها "إن موت الناس في حريق بنغلادش أو في حوادث الطرق السريعة في اسبانيا لايختلف كثيرا عن موت الضحايا الذين سقطوا على متن مركب "مرمرة"! ، وأضاف الصحفي : (إن السفير الاسرائيلي يعتبر أن قيام جنود بلاده بقتل الصحفيين العزل في عرض البحر يماثل الكوارث الطبيعية وحوادث السيارات" ، ( لقد حاولوا إسكاتنا فافتُضح أمرهم في كافة أرجاء العالم)!!.

هذه الشهادة في بث حي ومباشر ستعرض على مجموعة من المحامين ، وسيستمع إليها في مقابلة خاصة وزير الخارجية الاسباني ليبتّ في أمر الإجراآت المناسبة التي يجب أن تتخذها بلاده التي تأخرت كثيرا في نجدة أبنائها الثلاثة ، ولم تعيرهم الكثير من الاهتمام ولا المصداقية اللازمة في مثل هذه الحالات !، وشيء مشابه سوف يتم في مختلف الدول الأوربية التي جاء منها نشطاء حقوق الإنسان ، ممن يعتبرون فخر الإنسانية اليوم ، وممن أعادوا لأوربة شيئا من مصداقيتها المطروحة أرضاً على يد وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الجماعات الصهيونية في طول أوربة وعرضها !.لقد مسّت إسرائيل في قرصنتها المفضوحة هذه ثوابت راسخة لدى الإنسان الأوربي والمؤسسات الرسمية والشعبية الأوربية ، والتي منها انتهاك قداسة وحصانة العمل الصحفي ، وانتهاك قداسة وحصانة العمل الإنساني السلمي ، والذي طالما غزت أوربة من خلاله مختلف بلاد العالم بتسييرها إليها جيوش المساعدات الإنسانية ، والمراقبين الدوليين ، وتحت لواء الانتصار لحقوق الإنسان!!.

لم تكد وسائل الإعلام الأوربية تنشر خبر الهجوم الإسرائيلي الأحمق الغبي – وربما المقصود والمدروس والمخطط له بأهداف سوف تتبين خلال الأيام أو الأسابيع القادمة- على قافلة الحرية ، حتى انبرت الألسنة المأجورة في أكثر من ثلاثين قناة تلفزيونية في اسبانية مبررة موقف "إسرائيل" المسكينة الضحية !، التي اعتُدَيَ على جنودها "المساكين" في عرض البحر ، بالأسلحة البيضاء والعصي والكراسي !!!-هكذا- ، وكأن العالم بلغ من الغباء درجة لايمكنه معها فهم ماذا يعني اقتحام الجيش "الذي لايقهر" مراكب تحمل مساعدات إنسانية إلى أرض لم تكن إسرائيل تريد تصنيف احتياجات شعبها بالإنسانية! ، إلا أن وقفة شريفة عامة وموحدة لجميع حكومات الاتحاد الأوربي بما في ذلك الموقف البريطاني الخجول ، حملت وسائل الإعلام على استعادة الكَرّة ، ولقد رأيت ولأول مرة في اسبانيا صحفيين كبارا يستعرضون هذا الحدث بحرقة وتشفٍ ، أن استطاعوا أخيرا قول كلمة حق في هذه القضية التي تُشوه عامدا متعمدا بفعل الصحفيين المأجورين لدى السفارة الاسرائيلية في مدريد ، والمعروفيين للقاصي والداني ممن يعملون في المجال الإعلامي والصحافي في اسبانيا.

ماكادت تصريحات النشطاء الثلاثة تُعرض وعلى الهواء مباشرة في وسائل الإعلام الإخبارية الاسبانية ، حتى قام السفير الإسرائيلي بعقد مؤتمر صحفي قال فيه وبالحرف : (إن هناك حملة منظمة ضد بلاده تؤسس لكراهية اليهود وإقصاء إسرائيل ، وأن الاسبان الثلاثة لايمكن أخذ أقوالهم بعين الاعتبار وكأنها صدق مسلم به) !!، ولم يكتف السفير الإسرائيلي في مدريد بذلك ، فلقد أخذ يجوب مختلف وسائل الإعلام الإسبانية في مقابلات لم يوفر فيها فرصة ولاماء وجه وهو يوزع السباب والشتائم والاتهامات على مختلف هذه الوسائل ، وعلى الشعب الإسباني الذي يختلف عن غيره من الشعوب الأوربية في التعامل مع إسرائيل –كما قال خاصة في مقابلة أجراها معه تلفزيون "انترايكونوميا"- ، ودون أن يستطيع صحفي إسباني واحد وعلى الهواء مباشرة الرد على تلك الإهانات والاتهامات !!.

تماما وبالضبط وكما حصل يوم قتل الطفل الفلسطيني الشهيد "محمد الدرة" ، انقلبت الصورة والكلمة على الساحر الذي طالما استخدمهما ، أتى بسحر عظيم ليسحر قلوب العالم ويضله عن الحقيقية الفاغرة فاها في فلسطين المحتلة منذ مائة عام ، لقد أصيبت "إسرائيل" اليوم بواحدة من أكبر هزائمها الديبلوماسية والإعلامية في تاريخها ، وافتُضحت بطريقة غير مسبوقة ، كما افتُضح اللوبي الصهيوني الذي ينخر في وسائل الإعلام الأوربية ليلا ونهارا ، والذي سيستأنف عمله مثخنا بجراحه دون أن يلقي أسلحته ، لأن "أسرائيل" كانت ومازالت وستبقى عملية تضليل مستمر دؤوب في المشاعر والضمائر والعيون ، ولأن إسرائيل لايمكنها أن تستسلم أو أن تلقي أسلحتها الإعلامية في الاتحاد الأوربي ، وفي زمن زحف فيه الإسلام إلى هذه الأرض بذل ذليل ، ليصبح عاجلا أم آجلا قوة لايستهان بها في صناديق الاقتراع الأوربية ، ستُتَرجم رغم أنف إسرائيل إلى سياسات لازمة في المنطقة العربية ، النائمة السادرة الشاخرة المصفقة لبعض التفجيرات الغبية هنا وهناك في الأراضي الأوربية التي سيأتي منها التغيير وسيكون منها الانبعاث الإنساني الذي تفتقده الإنسانية ، ليس لأن أوربة أرض الديمقراطية التي تزلزلت بسبب تلك التفجيرات ، وليس لأنها أرض الحريات التي قُيدت خوفا من الاسلام ، ولكنها أرض الإنسان الذي تربى ليكون حراً نزيهاً شريفا ، إذا ماأتيحت له الفرص ليعرف الحقائق.

لم يحتمل الكيان الصهيوني أسبوعا واحدا فقط من الضغط العالمي الخفيف ، والانتقادات الدولية اللائقة ، ومجابهته بالحقائق التي ودّ أن يشوهها من جديد ظناً منه أن أوربة في جيبه !، لم يحتمل سبعة أيام من النقد والمراجعة ، مقابل احتمال هذه الأمة عقودا متطاولة من الأذى وحملات التشويه والقمع والارهاب والإقصاء الفكري والإعلامي ، والإذلال والتركيع النفسي ، والقهر الإنساني في حروب إعلامية دائبة لاتتوقف آناء الليل وأطراف النهار ضد هذه الأمة وضد إنسانها ووجودها وحضارتها ، لأن الاستكبار الاسرائيلي بلغ من الصلف أن ظن أن بإمكانه أن يفعل مايشاء دون رقيب ولاحسيب مادام ظهره محميا بهذا الاسطول الإعلامي والديبلوماسي الهائل ، لكنه سقط في فخه ، ولن يدوم هذا السقوط طويلا ، ليس لأن إسرائيل قادرة على الوقوف على قدميها من جديد في هذا المجال فحسب ، ولكن لأن العرب مازالوا في مرحلة الشخير والسبات العميقين ، إلا من رحم ربي ، ومن هؤلاء ممثل السلطة الفلسطينية في مدريد السيد "موسى عامر عودة " ، الذي دُعيَّ إلى مناظرة مع السفير الإسرائيلي في القناة الاسبانية الحكومية الأولى عشية عملية الاقتحام ، فأبلى بلاء متميزا لم ينتقص منه إلا عدم تمكنه من اللغة الاسبانية ، ولم يسمح للسفير الإسرائيلي بأن يجره إلى مهاترات قذرة وأن يوقعه في مطب قذف "حماس" ، حيث أجابه قائلا : ( إن الشعب الفلسطيني يتشكل من العديد من الفصائل والاتجاهات السياسية والفكرية ، وإن حماس جزء من هذا الشعب ، ولئن كنت تصف حماس بالتطرف والإرهاب ، فإنها أقل تطرفا وإرهابا من بعض أعضاء حكومتكم من المستعمرين المستوطنين الذي يسكن في بيت لحم منزلا اغتصبه من مواطن فلسطيني).

المعركة الإعلامية مازالت دائبة ، على الرغم من الهزيمة النكراء التي مُنيت بها إسرائيل في هذه الجولة ، بانتظار أن يستفيق العرب حكومات وشعوبا وإعلاما ، ليساعدوا المواطنين الأحرار في مختلف أنحاء العالم ممن بدؤوا السير نحو الأراضي الممتحنة لتحرير الشعوب المحيطة بها من ارتكاسهم وهوانهم وتخبطهم يبحثون عن مخرج.

========================

المصالحة الفلسطينية مطلب إستراتيجي

بقلم/ حسام الدجني

Hossam555@hotmail.com

اليوم، والفضل يعود بعد الله الى شهداء البحر، شهداء أسطول الحرية، شهداء المدرسة الأردوغانية التركية، والتي شكلت وما زالت تشكل إرتدادات وتحولات سياسية كبيرة في المنطقة، اليوم نستطيع الجزم والقول أن المصالحة الفلسطينية تجاوزت المطالب الشعبية والعربية والمصرية والاقليمية والدولية، بل اليوم المصالحة الفلسطينية هي مطلب استراتيجي يخدم الاهداف الوطنية، ويحقق انطلاقة نحو التغيير الايجابي لصالح المشروع الوطني الفلسطيني، ويعمل على تعرية اسرائيل في المحافل الدولية، وقد تشكل هذه الفرصة السانحة الى اعادة الاعتبار الى أخطاء الحاضر والماضي للانطلاق نحو مستقبل أفضل نستطيع من خلاله تحقيق حلمنا الوطني بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

إن الفرصة السانحة الآن، والتي رسمتها تداعيات عملية القرصنة الاسرائيلية في عرض البحر المتوسط ضد أسطول الحرية، وفي حال تم التوافق الوطني الفلسطيني، فإن ذلك سوف يوفر بيئة سياسية واقتصادية كبيرة نحو بناء نظام سياسي فلسطيني نموذجي، ومفتوح على العالم الخارجي، ونستطيع من خلال ذلك رفع السيف الاسرائيلي المسلط على رقاب الفلسطينيين والمتمثل بالاتفاقيات والالتزامات السياسية والاقتصادية، والتي دفعت السلطة الفلسطينية ثمناً لها الكثير، ولذلك أستطيع القول أن الأيام القليلة القادمة تحتم على الفرقاء الفلسطينيين الى اتخاذ خطوات شجاعة والتقدم نحو الاتفاق على كل نقاط الخلاف وبأسرع وقت ممكن، من أجل الانطلاق موحدين نحو القضاء الدولي، والمحافل الدولية، ومعنا كل الدول العربية والاسلامية وأحرار العالم، لمقاضاة اسرائيل، وكشف عورتها، وتفعيل اللوبي العربي والاسلامي في أوروبا والعالم أجمع.

 

ويبدو ان تقييم الموقف عند نخبنا السياسية فتح وحماس، يذهب نحو ضرورة تحقيق المصالحة، وهنا أؤكد على أن الأيام القليلة الماضية شهدت اتصالات مكثفة بين مستويات رفيعة في السلطة الفلسطينية وحركة حماس، قد تصل الى مستويات في قمة الهرم السياسي، وأن الايام القليلة القادمة سوف تشهد انفراجاً في ملف المصالحة، وهنا أدعو جميع الكتاب والمثقفين والمفكرين على ضرورة تهيئة المناخات الايجابية من أجل انجاح الجهود الفلسطينية، والتي تلقى ترحيباً من الجانب المصري راعي المصالحة الفلسطينية، وهذا يتطلب من جميع الأطراف أن تقدم وتبادر بخطوات أحادية نحو تهيئة الأجواء بين الطرفين كالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ووقف الحملات الاعلامية، وفتح المؤسسات الخيرية التي أغلقت كنتيجة للانقسام السياسي، والتسيق بين كل الأطراف على الأرض من أجل قيادة المرحلة السياسية الجديدة، والتي سيكون أحد أهم أولوياتها الحفاظ على هذا الزخم الشعبي والرسمي المتعاطف مع قضيتنا العادلة، والعمل على فتح خطوط برية وبحرية مع العالم الخارجي، حتى نتخلص من أي تبعية مستقبلية مع دولة الكيان الاسرائيلي.

=======================

هكذا يتغير العالم

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

طرأت حالة تغير كبيرة على معنوياتنا ومواقفنا جميعا بعد الأحداث الأخيرة .

 انقلبنا من حالة الإحباط واليأس إلى الأمل والحماس والتسابق على المشاركة في الأسطول التالي .

انقلبنا من النقيض إلى النقيض في لحظة واحدة .

وهى اللحظة التي تلقينا فيها نبأ العدوان الصهيوني على أسطول الحرية وسقوط شهداء وجرحى .

* * *

قبل الأحداث ، كاد الكثيرون أن يفقدوا الأمل في فك الحصار على غزة وفى انفراج الأزمة .

فمنذ فُرِضَ الحصار، لم تكف القوى الوطنية عن الضغط على الإدارة المصرية : فشكلت اللجان ، وأطلقت القوافل ، ونظمت الوقفات السلمية والتظاهرات الجماهيرية ، ورفعت القضايا وحصلت على أحكام قضائية ضد الحكومة .

ولكن رغم كل ذلك وغيره ، لم يحدث أي جديد : فلقد أحكم الصهاينة الحصار . وتمادى النظام المصري ، فأنشأ الجدار الفولاذي ، ورفض استقبال قافلة جورج جالوى البرية ، وزج بأنصار فلسطين في السجون والمعتقلات ، ولفق لهم التهم .

وأعطت باقي الأنظمة العربية ظهرها للموضوع .

وأصاب المواطن العادي الملل من متابعة هذا المسألة بلا جدوى .

وانشغلت القوى السياسية بملفات أخرى .

وكادت غزة أن تدخل في بحر النسيان .

وظهر الأمر وكأن الحصار سيدوم إلى الأبد ، وأنه لا أمل .

* * *

و فجأة يقرر بضعة أشخاص من شتى بقاع الأرض ، أن يقتحموا الحصار ويواجهون الصهاينة .

 قرروا ذلك وهم عُزَل من أي سلاح سوى مبادئهم و عقائدهم ، وغضبهم ضد الظلم ، وشجاعتهم البالغة .

فتقدموا الصفوف ، لم يستأذنوا أحدا ، لم يستجدوا حقوقهم ، لم يحسبوا العواقب .

فنجحوا فى تحقيق إنجازا لم تحققه مئات الحركات والمبادرات السابقة الحذرة المحتاطة ، المرنة ، المُسايِسة .

و نجحوا فى فضح الأشرار الصهاينة أمام العالم أجمع .

و فى إرغام الإدارة المصرية على فتح المعبر ولو الى حين .

وقدموا دمائهم الشريفة الطاهرة ثمنا لذلك .

 ولكن الأهم من كل ذلك ، نجاحهم في إطلاق القوة الكامنة العميقة داخل الشعوب .

ففي لحظة ، استيقظ الجميع ، وقرروا مواصلة الاشتباك مع العدو .

* * *

ليست هذه هى المرة الأولى ولن تكون الأخيرة .

حدث ذلك من قبل مع الحرب على غزة ، ومع حرب لبنان وانتفاضة الأقصى والعمليات الاستشهادية وانتفاضة الحجارة وغيرها الكثير .

و لازلنا جميعا نتذكر مشهد محمد الدرة ، وكيف فجر حينها غضبة شعبية هائلة على امتداد الوطن العربي والعالم ، إمتدت آثارها لسنوات تالية .

* * *

  إن هذه الطاقة الكامنة داخل كل الشعوب ، تمثل قوة حقيقية موجودة وقائمة ولكنها غير مرئية ، لا يراها المعتدون والظالمون ، و لا ترصدها أجهزتهم الأمنية والاستخبارية ، وان فعلت ، فهي لا تتمكن من حسابها وقياسها وتقدير حجمها ودرجة خطورتها .

  وهى قوة مصدرها ، الشعور المتراكم بالظلم والقهر على أيدي الأعداء الخارجيين والداخليين .

  و يغذيها ويبلورها ، العمل الدءوب طويل النفس ، من قبل النخبة والدعاة من القوى الوطنية والسياسية على امتداد عقود طويلة .

  ولكنها مع ذلك تظل كامنة .

  فإن نجحنا فى إخراجها وتفجيرها ، فإننا لا يمكن أن ننهزم أبدا .

  وهى لا تظهر إلا فى الأزمات الكبرى .

  أو كرد فعل على الاعتداءات بالغة القسوة والإجرام اللامتناهى .

  أو تأثرا بالبطولات بالغة الشجاعة .

  كما إنها لا تدوم إلا بمواصلة الفداء والتضحية والاستشهاد .

========================

أميركا تبدو أجمل حينما ترتدي ثياب راتشيل كوري

صلاح المومني/ حنين صلاح المومني

مقدمة:

راتشيل كوري "الإنسان" طارت إلى فلسطين لتقف حاجزاً بشرياً أمام غطرسة إسرائيل وعنجهيتها في هدم منازل المدنيين الآمنين فقتلتها الآلة العسكرية الإسرائيلية وروت ثرى فلسطين من دمائها الطاهرة فحق علينا أن نبجلها كما يبجل العظماء.

راتشيل كوري "سفينة كسر الحصار" أبحرت لتقدم الدواء والخبز وتمزق وثيقة الحصار فاعترضها القراصنة الإسرائيليون واقتادوها لميناء "أسدود" في محاولة لإزهاق روح راتشيل من جديد ، لكننا نؤمن أن راتشيل ستولد في كل حركة حرة من أجل الإنسان ، فالعظماء تتلاشى أجسادهم لتبقى أواحهم تظللنا كبرياءً وأملاً وتحفزاً ونصراً ...

هذه المقالة مشتركة وتحمل نفس المعنى وليست ترجمة ، تعبر عن الروح العربية الأمريكية والروح الأمريكية العربية ، فقد تولدت من مشاعر جيلين ، جيل عربي عاش التجربة في المهجر والوطن الأم فخلط مبادئ الفضيلة العربية بروح الدستور الأمريكي وقيم أميركا "راتشيل" ، ثم هي مشاعر أمريكية عربية ، لفتاة ولدت على أرض أميركا ، فعرفت دستور بلادها وتيقنت أنه دستور يحمي المظلوم ويوقف الظالم عند حدوده ، لهذا ارتأينا أن نقدم عملاً مشتركاً تخليداً "لراتشيل كوري" ولسفينة "راتشيل" التي أبحرت وغزاها القراصنة .

نقدم مقالة تعبر عن روح أميركا وشكلها الذي نحب لا "الفيتو وصور الجند وال إف 16 والقنابل الذكية"، ونتمنى أن ترتقي هذه الخواطر لذات القيم التي حملتها راتشيل كوري وأن تكون ميلاداً آخر لها ، لأننا على ثقة أن راتشيل لن تموت، بل سيحييها كل عمل إنساني حتى ينتصر المظلوم ويعض الظالم على يديه ندماً وخذلاناً وانكساراً .

أميركا تبدو أجمل حينما ترتدي ثياب راتشيل كوري

صلاح المومني

حاولت أن أهدي راتشيل كوري بعض الكلمات وهي تكسر الحصار وتسير نحو غزة تمخر عباب البحر، تماماً كما سارت راتشيل الفتاة الأمريكية قبل عدة سنوات لتوقف زحف الجرافات الإسرائيلية فتمر على جسدها المرهف الرقيق قبل مساكن وبيوت الضعفاء والمقهورين ... كل شيء له ثمن ، والحرية وحقوق الإنسان بثمن أيضاً ...

أجل راتشيل ، رسالة مستمرة ، لا تتعب ولا ترهقها مسيرة العمران وبعث الحياة في أرجاء الكون ، فهي التي رحلت مفارقة البيت والمأوى الدافئ لأنها أحست أن غيرها من شعوب العالم لا يهنأ بمأواه ولا بدفء أركانه بسبب مجنزرات وجرافات الجند وبسبب صمت العالم ...

راتشيل ، طفلة أمريكية تشربت مبادئ الدستور الأمريكي وعرفت أنه لم يكتب ليرصع أرفف دور الكتب والهيئات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية ، بل سارت إنساناً تحمل مبادئها في قلبها وتحمل دستورها الذي يدعو إلى الحرية والعدل والمساواة.

كم هو صعب على المرء أن يعيش تناقضاً في ذاته، يرى الحرية حقاً له وينكرها على غيره ، يريد العدل لكل قضاياه ويمنع سواه منها ، لهذا أرادت راتشيل أن تنسجم مع ذاتها، فسارت وروحها تتأجج شوقاً لإحقاق العدل والحرية لشعب يعاني الظلم والقهر والاستبداد، فهي التي عشقت الحرية لذاتها وآمنت أنها حق الآخرين ... فلم تتوانى أن تجود بنفسها وبكل ما تملك من أجل الآخرين ...

جمعت راتشيل ألعابها التي أهديت لها في طفولتها وصباها ، فهي ككل البنات تحب اللعب والدمى وتلهو كما تلهو كل أنثى ، لكنها تحمل رسالة أيضاً، فسارت وكلها أمل أن تكون بلسماً لجراح ما التأمت منذ عقود.

تثاقلت الشابة الشقراء كي تنقل ذكرياتها الجميلة معها في رحلتها ، فذكرياتها كثيرة جميلة بعدد أيام الحب التي قضتها مع والديها وجيرانها وأرضها وصديقاتها، تثاقلت تحمل كل ذكرياتها معها وكأنها تعلم أنها لن تعود ... وأن يداً مجنونة ستمتد إليها لتنهي ما تبقى من أحلامها ... وما تبقى من حنان في أحضان أسرتها ...

سارت أميرة الصبايا وقلبها ينبض حباً للإنسان ، وروحها تشرئب لمعانقة الغيم كي تمطر الملهوفين رحمة وسكينة وهناءً ، ولكي تسّاقط على المحرومين "رطباً جنياً" يعطيهم المدد لأيام الجوع والحصار والقهر والموت الفسفوري ... ويهديهم الأمل ...والحياة...

أجل غادرت راتشيل وقد خالطها الإحساس أن رحلة العمر ستنتهي عند حدود الدنيا خلف البحار ، لتصعد روحها من حيث صعد المسيح إلى بارئه مرتفعاً ، ولتسعى إلى ذات البقعة التي عرج منها محمد للسماء ، وقرب الوادي المقدس الذي ناجى موسى فيه ربه... فهي التي أحبت موسى والمسيح ومحمد وكل إنسان ، وهي التي توحدت القيم فيها إنساناً يعظم حرمة الإنسان ودم الإنسان وروحه ... وهي التي لم تبخل بروحها وقلبها وجسدها من أجل الضعفاء والمساكين المرابطين في بيوتهم وحاراتهم ... وراتشيل هي التي تسوي نفسها في التراب ليزيد قداسة وطهراً ، حتى إذا ما بنيت بيوت الضحايا من جديد ، كان دم راتشيل مسكها فيخلدون ذكراها إلى الأبد.

من كان يعشق الحياة ويراها جميلة ممتعة فعليه أن يتيقن أن الموت من أجل الآخرين أكثر جمالاً وألقاً ... لذا سهل على الصبية الجميلة أن ترحل دون حساب ودون تراجع ... فأي شجاعة تحملها هذه بين ضلوعها وأي قلب حواه ذاك الصدر العامر بالحب والإيمان بحقوق الآخرين ...؟ وأي نيشان يليق بها بعد هذا ويساوي ما قدمته للبشرية ....؟ لن أبالغ حين القول: يجب أن نصنع نيشاناً نعلقه على أكتافنا وصدورنا باسم "راتشيل" حينما نقتدي بها ونضحي كتضحياتها. ولنستبدل كل مصطلحات "الشجاعة والتضحية والعطاء" ولنختصر هذه الكلمات كلها في اسم "راتشيل" ، فالشجاعة تستمد منها ، والعطاء نعرفه من عطائها ، والتضحية ؟ ماذا بعد الروح من تضحية ...؟! ليس من أجل منفعة لها ، بل في سبيل الآخرين وحرية الآخرين ....لا شيء ... أجل لا تضحية بعد الروح أبداً ...

اليوم تعود راتشيل من جديد، تخلدها تضحياتها ، فتمخر عباب البحر لكسر الحصار ... وكما فعلت اليد الآثمة بقتل راتشيل الإنسان بالأمس تحت جرافات هدم المنازل ... تفعل اليوم فعلتها في قتل راتشيل "سفينة الحب والعطاء- قرصنة في عرض البحر ، فتصادر الخبز والملح والدواء والشموع ظناً منها أنها ستقتل راتشيل إلى الأبد ،غير أن راتشيل تعود من جديد وستظل تنتقل في كل رحلة من رحلات كسر الحصار ، وسنراها في كل يد تمتد للعطاء ...

ستعود راشتيل في تراتيل النصر حينما يندحر المعتدي ويولي مدبراً خارج الحمى ... حينئذ ستكتسي الأرض من جديد وتغمرها الغيمات بحبات المطر وتبللها بالندى ... وسيصحو كل الذين افتدتهم راتشيل على لمسة عطف من السماء يهديها لهم رب السماء، ومن يدري فلعل هذه اللمسة تكون من فيض روح راتشيل ... فالله يسخر الأرواح كيف يشاء ... فهو الذي أتى بها من خلف البحار ، وهو الذي يعيدها غيثاً وحباً ورحمة اكتنزها في سحابة تجوب عرض السماء ... تمطر حيث شاء الله لها رحمة وحباً ووفاءً وتضحية ....

هذه الليلة وعلى وقع أخبار "سفينة الحب والعطاء" " سفينة راتشيل" وأسرها من قبل القرصان "دولة إسرائيل"، استعرضت صور رؤساء أميركا كلهم –أميركا التي تلوح بالفيتو عند كل قرار إدانة أممية، والتي مسحت دم راتشيل بصكوك الغفران لإسرائيل- كما استعرضتُ صور جنود أميركا والإف 16 والقنابل الذكية وكل إمكانيات وصنائع المدنية في أميركا ، حاولت أن أنسج من كل تلك الصور ثوب حضارة ومدنية ألبسه لأعظم دولة في العالم ... وفجأة لاحت لي صورة راتشيل كوري ... تراجعت عن كل الصور الأخر ... وقلت هذا هو ثوب أميركا الأحلى ... بلا شك ... أميركا تبدو أحلى وأجمل ... أميركا تستحق أن تكون القوة العظمى ... فقط حينما ترتدي ثياب راتشيل وتتحلى بروح راتشيل .... أجل سيادة الرئيس ... أميركا تبدو أجمل حينما ترتدي ثياب راتشيل ... وحينما تسقط الفيتو وصكوك الغفران.

A Bona Fide American

by: Haneen Salah Momani

Today’s America is very different from the America that was founded on patriotism, life, liberty, and the pursuit of happiness. The country we live in today is based on consumerism, power, and arrogance. This is the image perceived by billions of people outside as well as inside our borders. Although this is the common American stereotype, we all know it is wrong to generalize even if the masses fit the description. This observation of America should be disregarded in the case of Rachel Corrie.

Rachel was an American citizen who wanted to see the Palestinian-Israeli conflict in action. Like many others, her mind must have been polluted by the media at a very young age with anti-Arab propaganda. Unlike many others, she did not accept the media as her source of truth. She went to the source of the facts and watched it happen. She saw the dehumanization of the Palestinian people and the cruelty of the Israelis. Rachel, along with her colleagues, saw the injustice the rest of America has been blinded towards. Unfortunately, she became a victim of the inhumanity she had gone to protest against. On March 16, 2003, Rachel was murdered in cold blood by an Israeli driving a bulldozer into a Palestinian family’s home.

One person like Rachel Corrie is worth more than a million men and women in armor carrying weapons. Rachel’s story is often seen as tragic, but should also be seen as heroic. She was one of the few Americans who looked for reality instead of accepting what she was told. America ’s soldiers could be doing so much more good by going to countries like Iraq and Palestine as humanitarians instead of soldiers.

Rachel held her head high with the strength of an army but fought for her cause with the gentleness of a lamb. She protested peacefully for the rights of people she did not need to care about. Rachel was a beautiful example of a human being. She was a beautiful example of an American. She fought for the freedom of others while she could have been enjoying her own freedom here in the States. Rachel’s soul lives in the birthplace of Jesus, the place of Mohammed’s ascension to heaven, and in the valley in which Moses met God. She lives in the Palestinian struggle and the soil soaked with the blood of innocent souls. Rachel’s spirit is reborn every time a step is taken towards peace. Her spirit was reborn with the construction of the relief ship, her namesake, which was raided by Israeli pirates. Whenever Israelis attack one Rachel, another is born, in some way, shape, or form.

Looking at the glorified American images I try to find one that symbolizes the true spirit of the American Constitution. I look past the images of the Revolutionary War and Civil War. I look past the patriotic products of Hollywood creativity and entertainment icons. I see through the statues, faces on the coins, and stars and stripes. I see Rachel Corrie standing between the cruel Israeli and the oppressed family’s home with the strength of a mountain, unshaken, unbroken, and forever lingering between the sweet olive trees and ancient memories of a land called Palestine .

 

=========================

متى يعي الشارع الغربي حقيقة الكيان الصهيوني؟!

جميل خرطبيل

jameel@falestiny.com

لقد ناصر قسم من الشعب الأوروبي قضيتنا في مناسبات عديدة يستحق عليها الشكر والامتنان والعرفان ولا سيما بعد المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني. ومهم جداً أن نكسب الشارع الغربي إلى جانب قضيتنا الفلسطينية لذلك يجب أن تستمر رسالتنا الإعلامية الموجهة للشعب الأوروبي والأمريكي والعالمي لشرح قضيتنا وفضح حقيقة المشروع الإمبريالي الغربي الصهيوني..

ولكن يجب ألا نبالغ بحديثنا عن مواقف شعوب الغرب تجاه قضيتنا، فهي تتضامن معنا إلى نقطة محددة ولا تتجاوزها لأن لها سقفها، وهذا نتيجة عدم نضوج وعيها بحقيقة الصراع العربي الصهيوني، وضحالة ثقافتها عن التاريخ الحقيقي القديم لفلسطين. إضافة إلى سيطرة الميديا والبروبوغندا الصهيونية على العقل الغربي، كما أن كثيرين من الفلسطينيين والعرب المقيمين في الغرب والذين يخاطبون العقل الغربي، هم مؤمنون بالتسوية وقرارات الأمم المتحدة اللا شرعية!!

 

إن رؤية الشعوب الغربية لقضية اليهود وفلسطين مبنية على خلفية دينية رجعية عفنة مستندة إلى الإيمان بخرافات التوراة وخزعبلاتها التي احتضنها الكتاب المقدس تحت مسمى العهد القديم..

وحتى العلمانيين واليساريين من تلك الشعوب الغربية يؤمنون بتاريخ فلسطين القديم الذي أسسته الخرافات والأكاذيب التوراتية، كما يؤمنون بصلة يهود اليوم المعاصرين بيهود التاريخ وبني إسرائيل كما روته التوراة!!

ولم تصل إلى النضج الكامل بأن اليهودية ديانة فقط وليست قومية ولا شعباً ولا جنسية ولا إثنية ولا عرقاً.. كما هو الحال بالنسبة للمسيحية.

وكتابات وأبحاث المؤرخين الجدد منذ تسعينيات القرن الماضي غيرت الكثير من المفاهيم لكنها لم تنعكس على الشارع الغربي، لأن جوهرها لا ينفي تاريخ اليهود المزيف والمختلق كامتداد لتاريخ بني إسرائيل المنقرض والغالب عليه طابع الأسطورة!!

 

الكل يعرف تماماً توجهات أنظمة الغرب الإمبريالية التي صنعت الكيان الصهيوني وهي المؤيدة والداعمة له دونما حدود، ولكن هناك من شعوب الغرب من لا يسير كالأعمى وراء حكوماته وأنظمته والدعايات الصهيونية المضللة ولا سيما من اليسار ومن دعاة السلام حتى بعض اليهود والمنظمات اليهودية الرافضة لحكومات الكيان التي ترفض المسيرة السلمية (كما يرون!)، فهم ضد الكولونيالية "الإسرائيلية" التي ضمت أراضي الضفة والقطاع وأخرى عربية بعد عدوان عام 67، ولكنهم لا يرون ضيراً في تعديلات متفق عليها استناداً إلى إيمانهم بالعملية المسماة التسوية بين "شعبين!"، فدعوتهم للسلام المزعوم مبنية على قرارات الأمم المتحدة، وهم ضد التصرفات العنجهية للحكومات الصهيونية التي يصفونها بالمتطرفة أو المجنونة..!

 

فأفق أولئك كما نلاحظ لا يصل إلى مستوى ما نؤمن به نحن أصحاب القضية كجذريين في تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر، فهم مؤمنون حتى العظم بحق اليهود في دولة (إسرائيل) ولا يسمحون مطلقاً بإزالتها من الوجود. ألم يقل الاتحاد السوفييتي منذ أواخر الستينيات وعلى امتداد سبعينيات القرن الماضي للفصائل الفلسطينية ولا سيما اليسارية منها: نساعدكم لاستعادة الأراضي المحتلة عام 67، ولا نسمح لكم بالقضاء على (إسرائيل)!!

 

من خلال ذاك المنظور نرى أن الموقف الشعبي والإنساني الغربي له حدوده وآفاقه لذلك يجب ألا ننخدع به كثيراً وألا نراهن عليه، لأن إيماننا بجذرية حقوقنا أهم من كسب ود قلب وعقل الغربي المعشش فيهما ثقافة خرافات التوراة وأكاذيبها. لذلك آن الأوان لتوعية الشارع الغربي، وهذه ليست بالمهمة السهلة فهي تحتاج إلى قوى جذرية وكوادر مؤسساتية لتمارس دورها الحقيقي. وإن لم نبدأ اليوم فمتى سنبدأ بهذا الاتجاه؟!

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دعاة العودة من الجاليات الفلسطينية في الغرب حصرت آفاق مخاطبة العقل الغربي في شرح قضيتنا وحل الصراع العربي الصهيوني، بفضح الإرهاب الصهيوني ووحشيته وعدم انصياعه للشرعية الدولية، وركزوا على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي طردوا منها عام 48، بناء على القرار 194 والذي يعني حرفياً الاعتراف والقبول بدولة (إسرائيل) وهنا تكمن ازدواجية الخطاب ونفاقه!!

والغريب أنهم يدعون أن مخاطبة العقل الغربي تستمد قوتها بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة (للإحراج الشرعي!!) مع أنهم يعلمون أن تلك القرارات أفرزتها الإمبرياليات الغربية وهي تعني الاعتراف بكيان العدو الصهيوني! ويعترف بعضهم ضمنياً بتلك الازدواجية تحت شعار الحرب خدعة وكأن الغرب أبله وغبي تجاه تلك الأطروحات!

 

وهناك من أخذ يدعو للعودة إلى قرار التقسيم رقم 181 متجاهلين أو متناسين أنه أنتج استعمار أرض فلسطين وتهجير سكانها منها بالقوة، وأنه نتيجة ذلك كان القرار 194 غير الملزم للكيان الصهيوني بتنفيذه!

فقرارات ما يسمى الشرعية الدولية لا تعيد إلينا حقوقنا، فلمَ يتعيش أولئك على وهم وسراب ومنهم من يضيع وقته في مشروع الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية بعد إعلانه فشل مشروع الدولتين!! لمَ لا يعودون إلى جوهر حل القضية وهو التحرير الكامل ورفض التنازل عن ذرة تراب من فلسطين، وفضح قرارات تلك الأمم المتحدة ولا سيما قرار التقسيم الإجرامي؟

 

لذلك يجب أن ننتبه إلى خطورة خطابنا للشارع الغربي وضرورة توعيته الجذرية بالقضية الفلسطينية، وألا نضيع حقوقنا الواضحة في النفاق والتملق، فلا للتزلف لشعوب الغرب إن كان على حساب التمسك بحقنا الكامل غير المنتقص!

 

والأجدر بنا في زمن المستنقع والقحط العربي أن نكون أكثر جذرية ولنوحد خطابنا المبني على الثوابت تجاه الجميع، لنحمي قضيتنا ولا سيما بعد أن ازداد صهاينة العرب، وانساق قسم من شعبنا الفلسطيني في التسوية الخيانية، وهذا أشد خطورة على مهمات توحيد خطابنا وتوجهاتنا، وبناء جبهتنا الداخلية المتماسكة والمتمسكة بالثوابت الوطنية القومية الجذرية!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ