-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 02/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مناهج الدراسات المستقبلية والاستشراف

 من منظور إسلامي

أ. محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

         ان اتساع دائرة المجهول في حياة الإنسان , ومحدودية إمكانياته البشرية أمام طوفان المتغيرات الطبيعية والمعرفية التي بات يصطدم بها كل ثانية من الزمن , قد أدت الى وقوفه حائرا متسمرا في كيفية احتواء تلك المتغيرات والتحولات اللامحدودة , أو على اقل تقدير احتواء بعض من أعراضها الجانبية وانعكاساتها السلبية على حياته وبيئته الخارجية , مما أدى بدوره الى ضعف قدرته على التكيف في محيط متجدد بشكل دوري , وبيئة لا تتوقف عن التغيير 0

         ودائرة المجهول تلك , لا تقتصر على المستقبل الذي لا يملك الإنسان علمه بشكل دقيق , أو يمكن أن يؤكد ما سيحصل فيه , أو يتنبأ على وجه التقريب بتغيراته وحركاته وسكناته , فهناك كذلك الماضي البعيد , والذي يحتاج منا لمعرفته وسبر أغواره واكتشاف خفاياه وخباياه لأسباب كثيرة , ابسطها على الإطلاق , أن هناك ترابطا معرفي لا يمكن إغفاله أو تجاهله بين الماضي والحاضر والمستقبل , فأي ماض بالنسبة لنا اليوم , كان قبل ذلك مستقبلا لغيرنا, وهي نفسها اللحظة التي لم نعشها بعد , والتي ستكون لنا بعد ذلك ماض لا يمكن تغافله او تجاهله أبدا , يقول الحق سبحانه وتعالى { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم 0

         وبالتالي فإننا نستطيع ان نختصر دائرة المجهول في حياة الإنسان الى الآتي :

         ( 1 ) الماضي البعيد

         ( 2 ) المستقبل القريب

         ( 3 ) المستقبل البعيد

         فالماضي البعيد هو جزء لا يتجزأ من حياة البشرية , والذي أصبح من الضرورة ان يعرف إسراره ليستطيع ربطها بتطورات حاضره ومنها بما يمكن ان يحدث في المستقبل , فنحن اليوم مستقبل من كان قبلنا , وسنكون لمن سيكون بعدنا مجرد ماض بعيد او قريب , وبما أننا الى الساعة عاجزين عن اكتشاف أسرار الماضي وهي قد وقعت , فمن باب أولى ان نكون أكثر عجزا أمام المستقبل الذي لم يقع بعد , وعليه فان الماضي البعيد والمستقبل القريب وكذلك البعيد هي زوايا ذلك المجهول الغائب عنا , والذي يسعى علم دراسة المستقبل أو الاستشراف الى سبر أغواره القريبة والبعيدة , سعيا وراء ما يمكن ان نطلق عليه بـ" إدارة الأزمات " أو " التخطيط لإدارة المستقبل " , فلعلنا نستطيع ولو قليلا من ان نقلص مشاكلنا المتوقعة ونحتوي ما يمكن ان يصادفنا في ذلك الطريق الوعر , وما قد يكتنف حياتنا القادمة من غموض وأخطار غير متوقعة 0

         لذلك كان من الضرورة الوعي بأهمية وجود آلية منهجية معينة وبضوابط علمية ممكنة التحقيق , نستطيع من خلالها ضبط عقال الأحداث الغير متوقعة واحتواءها قدر الإمكان في المستقبل , كالكوارث الطبيعية والحروب والأمراض وخلافه , من خلال التخطيط والتوقع والاستشراف وصناعة البدائل والحلول , وهذا هو ما قصدناه تحديدا من خلال هذا العلم الذي بات واحدا من العلوم الإنسانية والاجتماعية المعتمد تدريسها في العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في مختلف أرجاء العالم اليوم 0 

         مؤكدين على ان هذا العلم – أي – علم دراسة المستقبل والاستشراف , هو علم كبقية العلوم الحياتية المطالبين بدراستها والبحث فيها , كما هو حال علوم الاقتصاد والسياسة والزراعة والفيزياء والكيمياء وغيرها , وليس كما يدعي البعض , - ونقصد – بأنه نوعا من انتهاك المحظور , والتعدي على علم الله , أو نوعا من الكهانة والتنجيم , فالغيب لله وحده , كما أكده الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله وهو أحسن القائلين { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاواتِ والأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } وقوله عزوجل { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً } صدق الله العظيم , إنما هذا العلم وباختصار شديد , هو " منهاج علمي يقصد من وراءه الإعداد  لما يمكن أن نتوقع حدوثه في المستقبل " وبطرق علمية ومهارات عملية 0

        إذا فقد اتفقنا على ان مسالة معرفة المستقبل الكلي والتنبؤ بما سيحدث فيه بشكل متناهي , هي أمر يخص الله عزوجل وحده , ولا يمكن بحال من الأحوال أن يصل الإنسان بما صنعه من آلات وحواسيب عملاقة ومتطورة الى معرفة ذلك ولو بعد ملايين السنين من التقدم والعلم والتكنولوجيا والتطور المعرفي , وهو ما لا يمكن نكرانه أو تفنيده حتى من قبل أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود مسير ومدبر لهذا الكون العظيم , وأن كان الإنسان قد امتلك بعض من علم ذلك , فذلك لا يعني في الأصل القدرة الكلية والمطلقة على معرفة الغيب وما وراء المرئيات , وابسط دليل على ذلك العجز , هو وقوف الإنسان حتى الساعة في حيرة وعجز كلي عن التصدي ومعرفة أسرار اصغر المخلوقات وابسطها , كالفيروسات والبكتيريا وغيرها , يقول الحق عزوجل { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } صدق الله العظيم 0

         ولكن وفي نفس الوقت: الم يعطي الله عزوجل لبني ادم بأمره القدرة على معرفة الكثير من الإسرار والخفايا التي كانت غائبة عن فهمه وإدراكه الإنساني القاصر ؟ الم يسخر الله عزوجل لهذا الكائن البشري الذي كرمه على كثير من خلقه الكون والحياة والكثير من المخلوقات لخدمته ؟ الم يكشف الله بأمره حين حان اجل ذلك له الكثير من الغرائب والعجائب والغيبيات والأسرار في نفسه وفي محيطه الصغير والكبير ؟ وفي هذا السياق يقول الحق عزوجل على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } , وبالتالي فان لله مشيئة مقدرة علم بها الإنسان في الأزل على البحث واكتشاف ما ينفعه ويضره 0

         والدليل على ذلك معرفة الكثير من الرسل والأنبياء , وهم بشر في الأصل , وبعض ممن منحهم الله القدرة والموهبة والعلم من عامة الناس – بمشيئة الله - الكثير من تلك الأسرار والمستقبليات ,{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم , وهو ما يطلق عليه في اللغة بالتوسم والاستنارة , وفي هذا السياق يقول الحق عزوجل في سورة الحج { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } , وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن حديث انس رضي الله عنه قوله ( إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , والمتوسم هو من يصل بإذن الله الى منزلة اسمها الفراسة وهى مكتسبة ولا ينزلها أي أحد ولا يصل إليها كل من أرادها إلا بشروط , والفراسة نوعان , فراسة نظر بالعين , وفراسة الاستماع , يقول عزوجل مخاطبا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } صدق الله العظيم  0

         وليس هناك في دين او عقيدة سماوية ما جاء ليمنع دراسة المستقبل والتنبؤ بمجرياته وأحداثه ومخاطره , أو توقع متغيراته وتحولاته في مختلف المجالات السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والطبيعية وغيرها , بل على العكس من ذلك , فقد طالبت كل الأديان السماوية الإنسان بالسعي والعمل والتفكير فيما يحيط به , وما يمكن ان يحدث له في الحاضر والمستقبل , وبمختلف الطرق النظرية منها والعملية , بهدف احتواء مخاطره وتجنبا للتهلكة والوقوع في ما لم يتوقع حدوثه , فان وقعت الكارثة أو المصيبة فذلك بأمر الله وقضاءه الذي لا يستطيع أي مخلوق رده , يقول عزوجل { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم 0

          إذا فالإنسان مطالب شرعا بالتخطيط لمستقبله , والبحث عن الوسائل لاحتواء ما يمكن ان يصيبه من أخطار ومصائب , فلا يقف حائرا مشدوها أمام عجزه في حال وقعت تلك الكوارث والأزمات , بل يعمل قدر المستطاع على تحقيق ابسط ما يمكن تحقيقه لتجنبها , متوكلا في ذلك على الله سبحانه وتعالى { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}  وقتها فقط يكون ذلك الإنسان قد اخلي ذمته أمام الله عزوجل , ومن ثم أمام من هو مسؤول عنهم , وبرئ نفسه أمام محكمة التاريخ , { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } صدق الله العظيم 0

         كذلك ومما يجب معرفته في هذا السياق , هو ان لله سنن وأسرار كثيرة في هذا الكون , اخبر عن بعضها الإنسان وأخفى عنه بعضها الآخر , وليس بالضرورة أن يعطي ذلك العلم أو يكشفه للمسلمين دون غيرهم , ولله في هذا حكمة بالغة , أولها : أن يكون عليهم – أي – على من لا يؤمن بالله , برهان ثم يكون عليهم حسرة , كما هو حال المال الذي وهبه الله عزوجل لبني الإنسان , فمنهم من ينفقه في الخير فينال بذلك الخير , ومنهم من ينفقه في الشر والمجون والانحلال فيكون عليه حسرة ووبال , يقول تعالى  {إ ِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } صدق الله العظيم 0

         فكذلك العلم والمعرفة , منها ما ينفع صاحبها فيرشده الى الطريق القويم , ومنه ما لا ينفع , بل يكون على صاحبه حسرة ووبال , يقول عزوجل { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم , وعليه فانه ليس من الغرابة ان يمتلك الغرب العلم والتكنولوجيا , ويتقهقر المسلمين في هذا المجال , كما أن هذا لا يعطي الحق أو العذر والمبررات لتراجع المسلمين والعرب في شتى فروع العلم والمعرفة والإبداع والتقدم التكنولوجي 0

          إذا فالمسلم وكما اخبرنا سابقا مطالب شرعا بالسعي للتحقق والتحقيق في مستقبله , وفي شتى مجالات حياته دون استثناء , فلا يقتصر أمر معرفته كما هو حال المسلمين اليوم على التقليد الأعمى , وفكرة النسخ واللصق وما شابه ذلك , ( فتوظيف المنظومة العقدية الفكرية لبناء الرؤية المستقبلية لهو الأمر الذي يضمن سلامة سير الأمة الحضاري ، إننا بجانب شكوانا من ردود الأفعال غير المدروسة نشكو أيضا من عقلية المحاكاة والتقليد لما أنتجه وما وصل إليه غير المسلمين ) 0

          وفي هذا السياق يقول الدكتور : سعيد بن مطر العتيبي , ( وبالنظر في عددٍ من الكتابات التي طرقت موضوع  الاستشراف وعالَجَتْه؛ مع المظانِّ الشرعية: العقَدية والأصوليَّة والفقهية - يتَّضح أنَّ هذا العلم - استشراف المستقبل - منَ العلوم التي لها أصول شرعيَّة مرعية ؛ وأنَّه من العلوم التي ينبغي العناية بها، وتأصيلها من الناحية العقديَّة والفقهية، وضبطها بالضوابط الشرعيَّة، التي تَبِين من خلالها الفروقُ بين الاستشراف من المنظور الشرعي، وغيره , فالاستشرافُ يعتمد على أساليب علميَّة ، تقوم على فَهمٍ للماضي والحاضر، والعوامل المختلفة ذات الأثر فيها؛ فهو جُهد علمي له أُصُول تخصُّه، ولا علاقة له بالرَّجْم بالغَيْب ) 0

         وبالتالي فان علم دراسة المستقبل , هو مهارة عملية تهدف لاستقراء التوجهات العامة في حياة البشرية , والتي تؤثر بطريقة أو بأخرى في مسارات كل فرد وكل المجتمع , وذلك بهدف التخفيف من المعاناة التي قد تتسبب بها , ولتحسين الإمكانيات والإمساك بها والاستفادة منها , وهو على عكس الرجم بالغيب ووضع الاحتمالات المبنية على التخمين والتوقع الأعمى دون بينة وبرهان أو دليل عقلي أو علمي , كما يصفها القران الكريم , ففي هذا السياق يقول الحق عزوجل مخبرا عن اختلاف الناس في أهل الكهف { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ منْهُمْ أَحَداً} صدق الله العظيم0

         خلاصة ما وجهنا وعلمنا الإسلام في أمر دراسة المستقبل واستشراف خباياه التي لم تقع بعد , أو السعي الى البحث عن وسائل لاحتواء ما يمكن أن يقع لاحقا قبل ان يقع حتى , هو ان الإسلام دين لا يؤمن بالخرافات أو الخزعبلات أو الوسائل الكهنوتية أو التنجيمية في هذا الأمر , ولكنه في نفس الوقت يحظ المسلم على العلم الشرعي الموثق بمنهجية علمية لتحقيق ذلك , كما ان العقيدة الإسلامية عقيدة ايجابية تدفع صاحبها إلى العمل على مستقبل أفضل , وإن نطاق المستقبل الذي يهتم به الإسلام يمتد إلى مرحلة الحياة الأخرى ويفتح منافذ للمعرفة وتوقع أحداث المستقبل , كما انه لا يصح من المسلم أن يقف موقفا سلبيا من مستقبله مهما كان ، إذ أن القرآن والسنة قد حثاه على العمل في كل الأحوال , يقول العالم بالغيب سبحانه وتعالى { وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.صدق الله العظيم 0

ــــــــــــ

*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – رئيس تحرير صحيفة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية 0

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ