-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مستقبل العراق خلف الكواليس

ناحي الغزي

1- الحراك السياسي

منذ أعلان نتائج الانتخابات البرلمانية لعام2010 تشهد الساحة السياسية العراقية حراكا سياسيا واسعا ومناقشات مكثفة بين القوى السياسية وزيارات متعددة لرؤساء وأعضاء الأحزاب والقوى السياسية, وما يشاهد من تصريحات نارية من عيارات ثقيلة الوزن من على شاشات التلفزيون لاغلب رؤساء وأعضاء الكتل الفائزة هذا هو الظاهر للاعلام وللعيان ولكن الغاطس خلف الكواليس أدهى وأكبر.

فهناك صفقات ومساومات خلف الكواليس تبرم بين الفرقاء والاصدقاء الفائزين والمتنافسين على حدٍ سوا, ولكن دون الاكتراث لمستقبل العراق السياسي ومصلحة المواطن( الناخب) في الخدمات الاساسية وتشريع القوانين المعطلة تحت قبة البرلمان, والتي تنتظر الصراعات ولوي الاذرع مرة أخرى بين الكتل والاحزاب السياسية المتصارعة. ومن الغريب جدا أنك ترى كل كتلة ترمي باللوم على الاخرى وتبرء نفسها أمام الشعب المظلوم والمحروم.

والمتتبع للشأن السياسي العراقي من محللين وسياسيين عراقيين وعرب وأجانب لايستطيعون التكهن بخريطة المشهد السياسي للحكومة المقبلة. والكل يجمع على أن الحكومة القادمة هي حكومة شراكة وطنية. وأنا أقول كذلك حكومة المربع الاول تحت أسم حكومة الشراكة الوطنية. ونحن ندخل في نهاية الشهر الثالث منذ الانتخابات. والكتل السياسية الفائزة غير متفقة على آلية الائتلافات والشراكات  وغير مؤمنة بمبدأ المعارضة داخل قبة البرلمان, لانها تتصارع على ملعقة عسل السلطة التي يسيل لها اللعاب. وبعض الكتل السياسية لاتستطيع أن تسمي مرشحها لمنصب رئيس الوزراء المقبل. والاسماء تزداد وتزدحم في المشهد السياسي الجديد يوما بعد يوم لتشكيل الحكومة الجديدة. فقد أصبح المرشحين لهذا المنصب أكثر من خمسة أسماء, اضافة الى مجلس الحكماء الـــ 14  الذي لم يرى النور لهذه اللحظة بسبب الخلافات والطموحات  الحزبية والشخصية.

2- مقترحات بلا نتائج

الجسور التي مدت من قبل الاحزاب لاتزال قائمة ولكن بلا مشاة !! والطاولات المستديرة والمستطيلة لاتزال بدون كراسي.!! وسقف الطلبات الحزبية لازال مرتفعا ولايمكن التنازل والنزول عنه. لان المصلحة الشخصية والتفكير الضيق أسمى من كل الاعتبارات. وهذه السلوكيات  والممارسات تجعل الفرقاء أداة في تمزيق البلاد وتشظي العباد. وبالتالي تخرج الدولة العراقية الجديدة من أحلام الديمقراطية نحو دكتاتورية الاحزاب والطوائف, وهذا التأخير عطل الدولة ومفاصلها الخدمية وغيبالدولة ومؤسساتها, وذلك يعود الى قلة الخبرة و الحنكة السياسية لبعضرجالات العمل السياسي, لان السياسي الناجح هو الذي يجعل مصلحة الشعب والامة فوق المصلحة الخاصة ويقدم تنازلات شخصية أمام بناء دولة تقف على ساقيها وتخرج من نفق أزماتها المستفحلة.

والذي يجري خلف الكواليس صفقات ومساومات لايعلم بها الا الله والطامحون في الكتل والاحزاب السياسية. فهناك صراع  دامي بين القوى السياسية الفائزة على منصب رئيس الوزاء لما يحمله هذا المنصب من أهمية  دسمة في الحكم والتحكم في مجريات امور العباد والبلاد,  لان البلاد لاتسوده القوانين والعباد ينظرون الى رحمة الله وعطف الحاكم. لان البعض لاتؤمن بدولة القانون ولاتؤمن بتحرير القوانين التي تنظم العلاقة بين الناس.  ولاتريد العمل بوضوح تحت الضوء وأمام العلن. فالمحنة العراقية في الساسة ومنظورهم الضيق, وليس في السياسة لان السياسة هي علم لها قواعد وقوانين ونظم.

والمواطن العراقي في خضم تلك التداعيات أبدى محبطا للغاية في كل مفرداته اليومية وعلق طلباته الى أجل غير مسمى,  وألغى طموحاته في كل ما يتمنى المرء. والذي يخيف المواطن العراقي هو ما تخرجه وتنتجه مزاجية الاحزاب وساستها في تشكيل الحكومة المقبلة ولونها وشكلها وما تخفيه الصفقات السياسية التي لايعلم بها الشعب,وهو (مصدر السلطات والتشريع ) في الفقه السياسي. 

فهل اصبح مستقبل العراق خلف الكواليس؟ هذا السؤال اذا كان جوابه بنعم  فهذه طامة كبرى  على الاقل على التنشئة السياسية في المجتمع.  مما يترك آثار سلبية على نفسية المواطن  في التعاطي  مع المجتمع, وأنعكاسات نتائج الصفقات التي تؤشر بوادرها على أستنساخ التجربة الماضية في الحكومة المقبلة. وهذا ما تؤكده حركة القوى السياسية الفائزة في أروقة الكواليس الخفية من تراشقات كلامية وأتفاقات هلامية لاتفهم ملامحها بصورة صحيحة وهناك فتات من التصريحات تظهر منهنا  وهناك في وسائل الاعلام المختلفة, خلقت صورة ضبابية للمواطن العراقي  يصعب التخلص منها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ