-ـ

ـ

ـ

الخميس 27/05/2010

سفراء صغار .. تجربة معاناة

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

لقد سرني وأنا أطالع كتاب سفراء صغار الذي صدر حديثا عن النادي الصحفي الصغير، وهو يرصد لنا تجربة المعاناة لأطفال قطاع غزة تحت وابل القصف والنيران وركام المنازل والبنيان .. إنهم أطفال صنعوا التاريخ بأحرف ذهبية ونقوش ملائكية حاكت لنا تجربة الصمود تحت ريات الحرب وأعلام النصر المبين ..

إن صمود أطفال فلسطين على مدار 23 يوما من الحرب الصهيونية على غزة أكبر دليل على التحدي الأسطوري الذي يحياه الطفل الفلسطيني في وجه المحتل الغاصب، وقد ضرب لنا أطفال فلسطين الأمثلة العظيمة في المقاومة والتحدي والصبر على الشدائد، فكلنا يتذكر صورة الطفل الفلسطيني فارس عودة الذي جابه الدبابة الصهيونية بجسده الصغير .. 

والحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة تركت في أذهاننا مشاهد لأطفال فلسطين وهم يحترقون تحت ركام المنازل إنها بالفعل مؤثرة ومبكية حقا، فما من احد زار قطاع غزة خلال الحرب وبعده إلا وتأثر من شدة مشاهد الدمار والآلام التي خلفتها الحرب الصهيونية على غزة ..

سفراء صغار ... إنهم حقا أكبر من سفراء ... إنهم قادة ورؤساء ... إنهم أطفال فلسطين .. رضعوا حب الوطن .. وتربوا على  التضحية والفداء من اجل فلسطين ..

إن كتاب سفراء صغار يسطر مشاهد حقيقة لحياة الأطفال الفلسطيين خلال أيام وساعات ولحظات الحرب على غزة .. وهو رسالة إلى كل أطفال العالم .. رسالة حقيقة ناطقة تحمل أسماء معاني الصمود والكبرياء والتحدي الأسطوري للآلة الحرب الإسرائيلية ..

وأنت تقرأ كتاب سفراء صغار تلامس المعاناة الحقيقة لأطفال فلسطين ومدى الحاجة الماسة لدعمهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم في كافة مجالات الحياة حتى يتعلم الطفل الفلسطيني ويكبر ويرتقي ليكون بإذن الله جيل النصر والتحرير ..

من خلال الكتابات الطفولية التي صاغتها أنامل الأطفال عبر صفحات الكتاب تشعر أنها خرجت من أعماق القلوب الدافئة يغمرها الحب المجروح للوطن الكبير فلسطين .. ذاك الوطن الذي اغتصب في لحظة الغفلة والنسيان والتيه والضياع الذي تحياه الأمة ..

وها هم أطفال غزة يرسمون ملامح الأمل لدروب النصر والتحرير، وهم يخطون تجاربهم الصغيرة وأمنياتهم الكبيرة بحروف من نور تستطر تاريخ أصعب اللحظات الحياتية التي يحياه أطفال فلسطين بين مشانق الغزاة وأعواد القنابل وفوهات المدافع الصهيونية الحاقدة ..

إن الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة استهدفت الحجر والشجر والطفل والأم والشيخ الكبير .. فها هم الأطفال يكتبون تجربة الاستهداف الصهيونية للطفولة الفلسطينية البريئة .. فقد قتل العدو الصهيوني خلال الحرب العشرات من الأطفال تم قصفهم بصورة مباشرة ... حتى أحلامهم البريئة دمرتها آلة الحرب الصهيونية على غزة .

رغم تجارب الأطفال الفلسطينيين الأليمة وسط الظالم الحالك .. إلا أن الكتاب لم يخل من شموع  الأمل التي ستضيء طريق التحرير والنصر المبين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمته القدس .

رغم تجربة المعاناة لأطفال فلسطين خلال الحرب على غزة إلا أنني أجد في هذا الكتاب لحظات سعيدة لأطفال فلسطين وإبداعات كبيرة تحتاج إلى الحضن الدافئ والرعاية المتواصلة والدعم الكبير لهذه الأفكار والمشاريع التي تكبر في عقول أطفال فلسطين وتسير قدما إلى أن تتحقق على أرض الواقع وتصبح عملا ملموسا ..

وختاما كل التقدير والاحترام لنادي الصحفي الصغير على هذه الإبداعات من صحفيينا الأطفال .. والطموح أن يكبر الجيل الصحفي الصغير ليواصل حمل الراية نحو حماية الحقوق والثوابت وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس .

إلى الملتقى ،،

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ