-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من أين يأتي هؤلاء بكل هذه الكراهية ؟!

عريب الرنتاوي

يجتاحك شعورٌ بالغثيان، وتنتابك رغبة عميقة بـ"التقيؤ" وأنت تقرأ بعض التعليقات على بعض المقالات والتقارير المنشورة على بعض المواقع الالكترونية، وليعذرني القارئ هنا على الإكثار من استخدام كلمة "بعض"، فلا نريد أن نأخذ الصالح بالطالح، ولا أن نفتئت على "الحق في إبداء الرأي وحرية التعبير" لمجرد أن بعض "السفه والانحطاط" قد أندرج تحت عنوان "شارك برأيك" ؟!.

 

والحقيقة أن ما يثير هذه المشاعر "المتقززة" ليس مضمون ما ينشر، على بؤسه وتخلّفه وبرغم ما ينضح به من أحقاد دفينة، بل اللغة والطريقة التي يجري استخدامهما للتعبير عن هذه المضامين، والمشاعر السوداء العدائية المصاحبة لها، بل ووابل التهديد والوعيد الذي تضج به، أنها لغة "ميلشياوية"، إنها إرهاصات "زعرنة" وتفلّت، إنها خطاب الخروج على القانون، إنها لغة "القنوة" و"الشبرية"، لا لغة الرأي والرأي والآخر.

 

من أين يأتي هؤلاء بكل هذا الحقد والكراهية لمن هو "آخر" في أعرافهم؟...هل يكفي الاسم الأخير لشخص ما حتى نحكم عليه بالإعدام والفساد والخيانة والخروج عن الملّة والجماعة؟...ما الذي يتطلع هؤلاء لتحقيقه؟...هل يعرفون ما يقولون، هل هم نفر قليل يستخدم أسماء وعناوين مختلفة ويطوف على المواقع الالكترونية؟، لا أريد أن أصدق أن هؤلاء موجودين، أو أنهم كُثرٌ إن كانوا موجودين فعلا، فمجرد وجودهم ينهض كشاهد حي على فشلنا جميعا، فشل سياساتنا ومؤسساتنا، الرسمية منها والأهلية، مجرد وجودهم ينهض كدلالة على الهدر الذي رافق استثماراتنا الهائلة في حقول التربية والثقافة والتعليم والتوجيه، ينهض كدليل ملموس على إخفاقنا كصحافة وإعلام؟.

 

هل قرأوا ما قرأنا من مناهج في مدارس الحكومة و"وكالة الغوث"، ولاحقا في الجامعات عندما كبرنا، هل قرأوا الصحف ذاتها وشاهدوا نشرات الإخبار والبرامج التي يشاهدها الأردنيون، هل حضروا أعراسنا وشاركونا أفراحنا وأتراحنا، هل هم منّا ونحن منهم؟، هل بيننا وبينهم "عيش وملح"، أو مقلوبة ومنسف وملوخية وفقا للتصنيفات الدارجة؟...تنتابني شكوك كثيرة وأنا أعاود قراءة بعض ما يكتب وينشر.

 

من يأخذ بيدهم، من يناصرهم، من يسمح لهم بنفث سمومهم، من "يكبّر" رؤوس ويحمّيها، بأي هدف ولأية غاية، وأين يريد هؤلاء أن يصلوا، بل أين يريدون أخذنا وإخذ البلاد والعباد؟...أسئلة آمل أنها تقلق المسؤولين وصنّاع القرار ابتداء، على أمل أن يسارعوا إلى اشتقاق ما يلزم من استراتيجيات ومعالجات، قريبا وقبل خراب البصرة.

 

هم ليسوا ما يدّعون أبداً، فالأردنيون والأردنيات من شتى منابتهم وأصولهم، أبسط من ذلك وأطيب بكثير، هم ليسوا التعبير عن فقرنا وفقرائنا، والأرجح أنهم ليسوا من بين أغنيائنا، لكن المؤكد أنهم من "الثلث" الذي يحظى بكمبيوتر وانترنت في منزله، أو أنهم من العشرة بالمائة القادرة على ارتياد مقاهي الانترنت و"إطلاق النار عشوائيا" على الناس مع كل رشفة قهوة أو جرعة شاي.

 

هؤلاء هم الطابور الخامس في صفوفنا، هؤلاء هم الذين يفسدون علينا نهاراتنا ومساءاتنا، ويعبثون بوحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي، هؤلاء هم "الجاهزون" دوما لمد الأيدي لكل شياطين الأرض وطغاتها طالما أن الهدف هو الخلاص من "الآخر" والتخلص منه، وهم كاذبون عندما يدّعون عداء أصيلا لـ"العدو الصهيوني" أو "العدو القومي"، فمن يريد مواجهة العدو لا يبدأ بتفتيت الأهل وإضرام النار في غرف نومنا، من يريد مجابهة العدو القومي، لا يقضي النهار بطوله والليل حتى مطلع الفجر، وهو يقلب في دفاتره العتيقة بحثا في "هوية" هذا ومسقط رأس ذاك.

 

يذكّرنا هؤلاء برعاع ازدهرت تجارتهم ذات يوم في بيروت وبغداد، قبل أن يشرعوا في تحويل أقوالهم إلى أفعال، ويندفعوا نحو الأحياء والحارات وفي طرق وزواريب "القتل على الهوية"، ونحمد الله أن لدينا دولة قوية بوعي غالبية مواطنيها الساحقة، ويقظة أجهزتها الأمنية، نحمد الله أننا ما زلنا نجد قانونا نتحدث عن سيادته، قبل أن يحيلنا هؤلاء إلى "قانون الغاب"، وحالة الفوضى غير الخلّاقة أبدا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ