-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 05/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في ذكرى سقوط مدينة يافا

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

قبل سقوط مدننا الفلسطينية في براثن الاحتلال الصهيوني الذي أحكم خطة طويلة بدأت خيوطها تنسج منذ قدوم الحملة الفرنسية على مصر 1789، وبدأ الحلم الصهيوني يتجه إلى تأسيس وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، فقد بدأت الكتابات الصهيونية تظهر وتدعو إلى تأسيس دولة لليهود في فلسطين، ثم عقد الصهاينة المؤتمرات والمحاضرات للعمل خطوة خطوة من اجل الوصول للهدف المنشود وهو السيطرة على فلسطين وانتزاعها من أملاك الدولة العثمانية، وحيكت المكائد والمؤامرات من قبل يهود أوروبا في سبيل حصولهم على أرض يقيمون عليها دولة ذات سيادة يهودية .. ثم عقد الصهاينة مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 الذي دعا له الزعيم الصهيوني المجري تيودرد هرتسل، ووضع المؤتمر ما عرف فيما بعد باسم "برنامج بازل" الصهيوني، وأكد المؤتمر على  "أن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام"، كما أسس المؤتمر "المنظمة الصهيونية العالمية"، وانتخب هيرتزل رئيساً للمنظمة الصهيونية، وتم إقرار النظام الداخلي للمنظمة وهيكلها التنظيمي وشروط العضوية، فمنح حق العضوية لكل يهودي في العالم يلتزم ببرنامج بازل، ويدفع اشتراكاً سنوياً يسمى "شيقل" ـ وهو وحدة العملة التي كان يتداولها العبرانيون القدامى - وللمنظمة رئيس ولجنة تنفيذية ومجلس عام يتمتع بصلاحياته المؤتمر ما بين دورات انعقاده، كما أقر المؤتمر شكل العلم الصهيوني ونشيداً قومياً.

نعيش في هذه الأيام ذكرى سقوط المدن الفلسطينية التي كانت تحيا قبل الاحتلال الصهيوني حالة من الرخاء والرفاهية؛ فيها الزراعة والصناعة والحرف المهنية المختلفة، وكم تغنى الشعراء بأشجار وسماء وهواء مدننا الفلسطينية وما تتمتع منه من مناظر طبيعية خلابة وخير في الثمرات وفير ..

فقد اتبعت الحركة الصهيونية خطوات منظمة للسيطرة على فلسطين من خلال سرقتها للأرض الفلسطينية ومن خلال الهجرات اليهودية التي كانت تتوافد على فلسطين بشكل يومي، ثم بعد الحرب العالمية الأولى وانقضاض الدولة الاستعمارية الغربية على أملاك الدولة العثمانية، فيما كان لليهود الدور الأكبر في القضاء عليها عبر التمردات التي كانت في شتى أنحاء الدولة العثمانية، كما لعب اليهود دورا كبيرا  عند تقسيم أملاك الدولة العثمانية لجعل فلسطين من نصيب بريطانيا حتى يسهل على اليهود الصهاينة تحقيق مآربهم في السيطرة على فلسطين ، كما مهدت بريطانيا لليهود السيطرة على فلسطين بشتى الوسائل والطرق من خلال فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنح اليهود مناصب في حكومة الانتداب البريطاني، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي منحها البريطانيون لليهود، حتى عند خروج الانتداب البريطاني من فلسطين فقد خلفت حكومة الانتداب الأسلحة ومصانع الذخيرة  لليهود من أجل إكمال خططهم في قتل الفلسطينيين والسيطرة على المدن والقرى الفلسطينية ..

كما أحكمت الحركة الصهيونية عبر منظماتها العسكرية خططها للهجوم على المدن والقرى الفلسطينية وتهجير أهلها والسيطرة على أرضها، فقد سقطت مدينة يافا عندما شنت عصابة الأرغون الإرهابية هجوما مسلحا على حي المنشية في يافا في 24 / نيسان – ابريل 1948، ثم قام المسلحون الصهاينة وعلى مدار أربعة أيام بقصف أحياء وشوارع مدينة يافا وتطويقها من كافة الجوانب وعزلها عن سائر فلسطين حتى سقطت يافا في قبضة اليهود...

إن تاريخ المنظمات العسكرية الصهيونية مليء بالجرائم الدموية بحق الشعب الفلسطيني، وكان لها دور كبير في قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، ويقول إسحاق شامير أحد رؤساء "إسرائيل" السابقين عند حديثه عن منظمة الهاغاناة العسكرية الصهيونية " اقترف المهاجمون مذبحة لم تميز بين النساء والأطفال والكهول، ثم وضعوا أسراهم في عربات وطافوا بهم شوارع القطاع اليهودي من القدس في موكب " نصر"، بعد ذلك عادوا بالأسرى إلى دير ياسين وقتلوهم" . وبلغ عدد الشهداء من الرجال والنساء في قرية دير ياسين 245 فردا ..

ونحن في هذه الأيام نحيا الذكرى الأليمة لسقوط المدن والقرى الفلسطينية ولازالت الكثير من دولنا العربية تُرفع على أرضها الأعلام "الإسرائيلية" وتفتح أبواب الدولة العربية والعالمية أمام اليهود للعبور إليها، وتُوقع صفقات التعاون والاستثمار مع اليهود، ويُعزف النشيد الصهيوني في السَفارات والممثليات الصهيونية في شتى أنحاء الدول العربية ... اليوم أما آن الأوان لأن نصحوا من غلفتنا على مدار السنين ... أما آن لنا أن نتذكر كيف سقطت مدنا الفلسطينية وكيف ذبح الصهاينة أجدننا وأطفالنا ونسائنا وشردوهم تحت وابل النيران والقنابل التي ألقيت على المدن والقرى الفلسطينية ..

سقطت يافا وحيفا ودير ياسين وأكثر من مئتي قرية فلسطينية .. وسيطر الصهاينة على فلسطين الأرض والخير والنماء الوفير .. شمس الحرية لم تشرق بعد على يافا وحيفا وتل الزهور .. وها هي السنوات والأيام تمر والنصر بإذن الله قادم يلوح في الأفق ..  وقوافل الشهداء ستكون الجسور والمحطات التي يعبر عليها الأحرار الفاتحون ليافا وحيفا والقدس والجليل وغيرها من مدن فلسطين..

إلى الملتقى ،،

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ