-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أزمة الصواريخ ،ولماذا ارتبك الإسرائيليون من تصريحات الملك؟

وثيقة إسرائيلية تتضمن خطة حرب تجزم بوقوع حرب مع سوريا

الباحث الدكتور محمد احمد جميعان

majcenter7@gmail.com

ازمة صواريخ سكود السورية التي قيل انها نقلت االى حزب الله واشغلت الاعلام العالمي والهبت المنطقة في الايام الماضية ، هي في الواقع موجودة ومتوفرة في سوريا منذ زمن، وتتحدث المجلات العسكرية والاستخبارية المتخصصة عن ألف صاروخ سكود تملكها سورية في مرافق مخصصة لهذا الغرض تحت الأرض،في حين تبالغ مواقع الكترونية اخرى وتتحدث عن الالاف منها الى نحو نصف مليون صاروخ،وتقديري ان هناك خلط بين صاروخ سكود الروسي بمواصفاته وقدراته وبين انواع اخرى من الصواريخ اقل مدى وكفاءة وقدرة ودقة من صنع ايراني او صيني،ففي حين يتم الحديث عن نحو 40-70الف صاروخ لدى حزب الله لم يثبت ان أي منها من نوع سكود الروسي . علما ان سوريا تملك تشكيلة أخرى من الصواريخ القديمة نسبياً من نوع فروغ-7 وهي صواريخ أيضا روسية الصنع (بمدى يصل إلى 70 كلم) و210 صواريخ أحدث من نوع اس اس 21 الروسية (بمدى يصل لـ120 كلم) والتي تحوي نصف طن من المتفجرات في رؤوسها وتعمل بمنصات متحركة.

 

 وتتميز صواريخ السكود الروسية برأسها الذي يحتوي على نصف طن او يزيد من مواد شديدة الإنفجار بالإضافة إلى إمكانية تحميله بالقنابل العنقودية والمواد الكيماوية والجرثومية. كما تملك هذه الصواريخ قدرة الوصول إلى مسافات تتراوح بين 300-700 كم، ودقة متناهية في اصابة الهدف،وكل الصواريخ من نوع سكود التي طورها الإتحاد السوفياتي طولها 11.25 متر (فيما عدا سكود-A الذي هو أقصر من البقية بمتر واحد) وقطرها 0.88 متر، وهي تدفع بواسطة محرك واحد يحرق إما الكيروسين أوحامض النترك بالنسبة إلى سكود-A وبالنسبة لبقية الصواريخ فالمحرك يحرق الوقود من النوعين (UDMH) ((RFNA.

 

ولسنا هنا في معرض الدخول في تفاصيل جدلية الحديث عن احتمالية نقل الصواريخ او وصولها الى حزب الله من عدمه،فهي امورعسكرية استخبارية تخضع لتكتيكات معقدة،نظرا لحجم الصاروخ وطوله،وآلية حمله ،وكيفية حمله مفككا اوقطعة واحدة،والطرق التي يسلكها،والتوقيتات المناسبة، وحساسية رد الفعل المتوقع على سوريا والمقاومة وهكذا، وقد اعترف خبير امريكي بانه من الممكن ان يتم نقل صواريخ الى حزب الله دون ان تلاحظ ذلك اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية او الامريكية ولكنه اضاف ان هذا الامر صعب للغاية،ويبدو ان هذا الخبير يتحدث من الناحية العسكرية والاستخبارية الصرفة ولم يراع خبرة حزب الله وقدرته وكفاءته ودقته في نقل الاسلحة والصواريخ وامتلاكها ،والا كيف اصبح لديه هذه الترصانة العظيمة من الصواريخ رغم جميع انواع المراقبة الارضية والسماوية ، البشرية والتقنية الدائمة والحثيثة له، دون ان تعرف اسرائيل واجهزتها الاستخبارية عددها واماكن تخزينها وكيفية نقلها والحصول عليها .

 

ولكن هذه الازمة كشفت عن بعض الحقائق، واكدت اخرى، واظهرت بعض الاحتمالات الممكنة.

 

وكانت بداية الازمة واول هذه المعلومات جاءت من احد المراكز الاستراتيجية المتخصصة وهو مركز “ستراتيجي بايج” للدراسات الأمنية والعسكرية وكانت منحازة ومشوشة على النحو التالي " أن سوريا، وعلى ما يبدو بناء على أوامر صادرة من ايران، قد حولت نحو 300 صاروخ باليستي بعيد المدى من طراز سكود الروسي الصنع لحزب الله" .

 

ثم توالت الازمة ، ولنأخذ بداية تصريحات الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في 13/4/2010،حيث اتهم سوريا بتزويد حزب الله اللبناني صواريخ سكود البالستية،وتوالت بعدها التهديدات الاسرائيلية الممنهجة،بكل تأكيد،كان ابرزها مانقله موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم 18/4/2010بان احد الوزراء في الحكومة الاسرائيلية تحدث لصحيفة "الصندي تايمز" البريطانية، واكد انه في حال اطلاق صاروخ سكود واحد تجاه اسرائيل من قبل حزب الله، فان اسرائيل ستقوم بتدمير البنية التحتية لسوريا واعادتها الى العصر الحجري، حيث لن يسلم أي هدف استراتيجي في سوريا من التدمير،وكان الدعم الامريكي حاضرا بسرعة مذهلة حيث طلبت واشنطن في 21/4/2010 توضيحات من سوريا عن احتمال تزويد دمشق "حزب الله" بصواريخ سكود ،اعقبه تصريح امريكي في اليوم التالي22/4 من واشنطن يقول "كل الخيارات" مطروحة اذا نقلت سوريا صواريخ الى حزب الله..،وما زال اللغط والتناقض في التصريحات والمعلومات سيد الموقف ؟!

 

 الا ان الاتفاق كبير بين المحللين ومراكز الدراسات على ان هذه التصريحات تظهر مدى قلق اسرائيل ورعبها من وجود صواريخ متطورة بايدي حزب الله اللبناني، الامر الذي استدعى قيام اسرائيل باثارة ازمة ادت الى تدخل الولايات المتحدة الامريكية، والتي سارعت الى استدعاء السفير السوري في واشنطن للاحتجاج على الامر وكذلك اعطاء اجابات للادارة الامريكية عن صحة هذه الانباء، كذلك الحال حذرت فرنسا من حصول حزب الله على صواريخ سكود ودعت سوريا لمنعه.

 

 ان سياق هذه التصريحات ومضمونها تؤكد على هشاشة الكيان الاسرائيلي وطبيعتة المتدهورة معنويا والمرعوبة نفسيا،والمرتبكة عسكريا،والمتخبطة سياسيا،وعن حقيقة واقعه السكاني الذي يتكثف ويتركز في مساحة جغرافية محدودة وضيقة ومكشوفة حيث البشر والمصانع الكيماوية والقواعد العسكرية في تل ابيب وضواحيها وامتدادها الساحلي ،وحيث الاعداء يحيطون به من كل جانب بكثافة سكانية متداخلة ومجاورة تنتظر الانقضاض عليه في اليوم الموعود،

 

 ولكن بالمقابل ومن خلال الاعلام ومراكز دراساتها يتضح ان إسرائيل تدرك منذ أمد بعيد بالقدرات الصاروخية السورية، وأن أية حرب قادمة مع سوريا سيتم التركيز على توجيه ضربات للقواعد الصاروخية السورية التي تخمن المعلومات انها في مواقع محصنة تحت الارض توصف بالمدن المجهزة احيانا ، لا سيما اذا علمنا ان صاوخ سكود يعمل بالوقود السائل، ويستلزم نصف ساعة أو أكثر لكي يجهز للإطلاق. لذلك فأن من يبدأ بالضربة الاولى المباغته يكسب الوقت ويقطع الطريق لتجهيز منظومة الصواريخ هذه، وقد يحسم الموقف العسكري لصالحه لا سيما اذا كانت الضربة الاولى شاملة وقوية ومدمرة نسبيا ..

 

 ما يقلقني اكثر كمتابع للاحداث وباحث في هذا المجال ومن خلال ما ينشر من المعلومات والتحليلات،ان الحكومة الاسرائيلية قامت بعرض وثيقة على بعض الحكومات ، تتضمن خطة الحرب المقبلة،هذه الوثيقة تجزم بإندلاع حرب مستقبلية مع سوريا، وتعطي هذه الحكومات فكرة واضحة عما يمكن توقعه. حالياً، حيث يقدر الإسرائيليون أنه سيكون هناك ما يصل إلى 3300 اصابة في الجانب الاسرائيلي (بما في ذلك ما يصل إلى 2000 قتيلا) في حال إستخدمت سوريا صواريخها الطويلة المدى ضد إسرائيل، أما في حال لجأ السوريون إلى استخدام الرؤوس الحربية الكيميائية، فيمكن للخسائر الاسرائيلية أن تصل إلى 16000 قتيلا، بالإضافة إلى تشرد أكثر من 200000 من الاسرائيليين، كما يعتقد ان حوالي 100،000الى مليون إسرائيلي سيسعون الى مغادرة البلاد، وهذا ما لا يمكن تحمله من قبل اسرائيل ومؤسساتها الذي قد يؤدي الى انهيار الروح المعنوية، وتدفق الشعوب من حولها الى داخل الكيان والسيطرة عليه وتفكيك مؤسساته بطريقة دراماتيكية غير متوقعة، وهذا ما يقلق اسرائيل ويجعلها في ارتباك وتخبط كالغريق الذي يبحث عن الانقاذ عبر تأزيم الموقف اعلاميا ودبلوماسيا وتهديديا لعل ذلك يشكل رادعا لسوريا وحزب الله وايران من أي هجوم مباغت ومدمر ،ولكن الخوف المقلق ان تلجأ اسرائيل الى قطع الطريق وتوجيه ضربة استباقية مدمرة ،كعادتها ومنهجية عقيدتها العسكرية ،خير وسيلة للدفاع الهجوم الكاسح ،من اجل الجام الخصم واحتوائه ،وكما هو الحال في كل حروبها الاستباقية التي كانت تستشعر الخطر وتبادر الى الحسم او لجم الخصم واحتوائه.

 

تصريحات الملك عبدالله الثاني في واشنطن مع صحيفة "وول ستريت جورنال" من تصعيد خطير محتمل في الشرق الأوسط،وهو ما فسرته أوساط سياسية واعلامية وقتها على أنه تحذير من حرب محتملة تشنها (إسرائيل) ضد حزب الله، نقلت صحف امريكية عديدة –من بينها لوس أنجلوس تايمز- أن الملك عبد الله الثاني قال لأعضاء في الكونجرس الأمريكي أن الحرب بين (إسرائيل) وحزب الله "وشيكة". وأضاف: تلك الحرب قد تنتشر في باقي الشرق الأوسط، وجاء كذلك-حسب التقارير الصحفية ذاتها- في لقاء بين الملك و تجمع أصدقاء الأردن في الكونغرس الأميركي، والذي جاء بدعوة من النائب الأمريكي آدم شيف. وبحسب أحد النواب الأمريكيين الذين حضروا اللقاء فإن ما قاله الملك كان واقعياً ومقنعا، وهو ما يصب حول ضربة عسكرية اسرائيلية متوقعة في الصيف القادم اثارت حفيظة الاسرائيليين واربكتهم وجعلتهم يصفون تصريحات الملك على انها ردة فعل غاضبة،حيث ظهرت بعض الصحف تقول " تل ابيب تستبعد الحرب.. وتعتبر تصريحات العاهل الأردني تنبؤات غاضبة"،ويبدوا انها اماطت اللثام عن نواياهم الحقيقية وفوتت عليهم فرصة المبادرة والمباغته،وقد وضعت النقاط على الحروف ايضا، واوصلت الرسالة الى كل من يهمه الامر في العالم والمنطقة.

 

 من هنا يتضح ان الكيان الاسرائيلي متيقظ ومستعد ،وغادر يخفي نوايا عدوانية مبيته في الوقت نفسه ،وهو صاحب اسبقيات في هذا المجال،وقد يبادر الى هجوم مباغت يدمر من خلاله منظومة الصواريخ هذه وقد يتمادى وينفذ تهديده " باعادة سوريا الى العصر الحجري "

 

وهذا ما يجعلني اؤكد مرة اخرى،ان ازمة صواريخ سكود كشفت الوهن ونقطة الضعف القاتلة لعورة هذا الكيان الغاصب بجلاء كالصبح لا يخفى على كل متابع للاحداث، فكيف بالقادة والمخططين واولي الامر من المقاومة والعسكريين، بان هذا الكيان غير قادر معنويا وبشريا اطلاقا، وسياسيا وعسكريا الى حد ما،على تحمل ضربة صاروخية شاملة وقوية ومدمرة ومباغته في زمانها ومكانها لمفاصله الاستراتيجية وقواعده العسكرية ومصانعه الكيماوية وتركز استيطانه المكثف في تل ابيب ومحيطها وامتدادها الساحلي، تلجمه وتقطع الطريق عليه وقد تؤدي الى تفككه وانهياره.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ