-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إلى جنين.. رغم انف الغاصبين

زاهد عزت حرش

   منذ سبعة أشهر تقريبًا افتتح معبر حدودي يتيح الدخول إلى جنين، أطلقت عليه إسرائيل اسم معبر "الجلبوع" والجلبوع هي جبال فقوعة المتاخمة لمنطقة جنين ومرج ابن عامر،  وقد افتتح هذا العبر بالتحديد في الخامس عشر من أيلول 2009 ليتيح دخول 500 سيارة يوميًا إلى جنين.. بهدف معلن من قبل سلطة الاحتلال، يفيد بأنه خطوة من أجل تحسين الظروف المعيشية لأهل الأراضي المحتلة وللتقارب السلمي بين أبناء الشعبين.

 

   ورغم محدودية قدرتي على التنقل إلا إنني سافرت إلى جنين أربع مرات.. تسوقت واشتريت منها أشياء دون مراجعة أو حساب.. فقد سرني جدًا أن أعود إلى هناك.. ولي أصدقاء من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين من أهل جنين، وأناس تعرفت عليهم قبل الاجتياح الإسرائيلي الآثم سنة 2002. فهناك تغمرني مشاعر من المحبة للتواصل مع جزء لا يتجزأ من أبناء شعبنا الفلسطيني.. ليس من باب التعاضد الوطني وحسب، بقدر ما هو من باب التعاضد الإنساني والأخلاقي.. إذ أنني لا املك أي مساهمة ملموسة وطنيًا أقدمها لهم سوى الكلام.. على الرغم من أنه أضعف الأيمان!

 

   ولا يخفى على من زار جنين بسيارته.. ما قد يعانيه من متاعب في طريق عودته واجتيازه لمعبر "الجلبوع".. فما معبر "الفقوعة" هذا سوى "مفاقعة" ومعاناة غير أخلاقية يقوم بها جنود الاحتلال بحجة "الأمن" والحفاظ على القانون.

 

   ففي كل مرة اجتزت بها المعبر عائدًا إلى بلدي.. كان الجنود يلزمونني ومن معي بإنزال كل ما تحتويه السيارة من مواد اشتريناها أو كانت موجودة أصلاً معنا.. وإنزال أي قطعة هي جزء من مستلزمات السيارة ذاتها!! بل أكثر من الآخرين.. كانوا يجبرونني على التفتيش الشخصي.. أي الدخول إلى غرفة خاصة، ليحضر عملية التفتيش جندي مدجج بالسلاح، ومفتش مختص يقوم بنقلي من العربة الطبية التي أتنقل بها، إلى كرسي آخر.. ومن ثم ينقلون الكرسي الطبي المتحرك ليمر عبر جهاز الكشف عن المواد الممنوعة.. عن الأسلحة أو المتفجرات التي من الممكن أن انقلها داخل هذه العربة.. ولا يغفلون عن اخذ الحذاء الطبي الذي انتعله.. بعد أن ينزعوه من قدميّ ليمرروا عليه تفتيشهم الأمني تكنولوجيًا وإنسانيا معًا.

 

   في أحدى هذه المرات التي عبرت بها.. تجرأت ووبخت المفتش المختص.. ولو بكثير من اللباقة.. فسألته أول الأمر.. أبهذه الطريقة تحفظون أمن إسرائيل؟ أم تظنون أن من ينوي على تهريب السلاح أو القيام بعمل مسلح يقوم بالدخول إلى منطقة هذا المعبر المكتظ بأجهزة التفتيش وعناصر الجيش وحرس الحدود!! أم إنها الطريقة الإسرائيلية، بامتياز، لإذلال الناس وتحقيرهم.؟ ماذا ستجدون في عربة إنسان مقعد؟ وما هو نوع السلاح الذي يمكن أن يُخبأ فيها؟ لم يكن المفتش "المهذب" يعترض على ما أقول.. سوى انه حاول أن يقنعني انه عبد مأمور ينفذ ما يُطلب منه.. وليس له أية صلاحية للقيام بأمر آخر.. فما كان مني في نهاية المحادثة سوى أن أقول له.. أنكم لن تبقوا أقوياء إلى الأبد.. وأنه من أجل أن تستمروا في وجودكم في هذا الشرق العربي المحيط بكم.. عليكم إتباع سياسة أخرى.. سياسة سلام ومحبة.. فما هذا الذي تقومون به سوى وسيلة لزيادة الحقد والكراهية بين أبناء الشعبين!!

 

   وبعد العودة إلى البيت، قمت بكتابة رسالة مفتوحة إلى وزير الأمن أيهود براك باللغة العبرية، أرسلتها إلى مواقع الشبكة "الانترنت" العبرية، ضمنتها ما ورد آنفًا وبشكل مفصل وموسع أكثر عل الأمر يتغير!! إلا أنه كما هو معروف تاريخيًا.. فأن السوط لا يسمع صوت الدماء!! فلا جاء رد ولا حدث هناك أي تغيير.

 

   وبعد انقطاع دام ثلاثة أشهر على زيارتي الأخيرة إلى جنين.. هاأنذا مسافر إليها من جديد.. بعد أن كنت عقدت العزم على ألا اذهب إلى هناك مرة أخرى.. تفاديًا لقلة الأدب والبهدلة التي يمارسها جنود الاحتلال بحق العائدين إلى ديارهم.. وخاصة بسبب ما أعانية بشكل شخصي من جراء التفتيش المهين!! بيد أن صديقًا ممن لا استطيع أن ارفض له طلب، حثني على السفر جماعة إلى هناك!! وسنسافر عائلتي وعائلته سوية يوم الاثنين 28 الجاري، ومن لا يعجبه ذلك "فليشرب من بحر غزة"!

 

   الأمر ليس مجرد زيارة وتسوق!! فبعد مراجعة للنفس والتفكير بما يحدث للعائدين عن طريق معبر الجلبوع.. أنا على يقين أن ما يقوم به الجنود هو أمر له أبعاده، ويمكن إيجازها باختصار شديد.. هو أنهم لا يريدون أن نذهب ونتسوق من هناك.!! وأن ما يقومون به من إذلال وإهانة للعائدين، ما هو إلا الوسيلة القانونية المتاحة لهم للحد من دخولنا إلى هناك! في حين أن التسوق من جنين يعود بفائدة مضاعفة على أهل جنين وعلى المتسوقين دون استثناء.. كما هو وسيلة تواصل بين أبناء الشعب الواحد.. وبهذا الفرصة أود أن أدعو الجميع إلى السفر إلى جنين والتسوق منها!! تحت شعار.. سنذهب إلى جنين رغم أنف الغاصبين!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ