-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لنتذكر قول الرسول الكريم ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت ... مركز الشرق العربي

حلم الهجرة ما بين ضياع العائلة وتفكك الأسر

عدنان حسن

من سنوات عديدة وبالوطن مجاعة , من سنوات طويلة أصبحت الحياة في سوريا جحيم لا يطاق , الكثير من الكرد لا يفكرون الأ ببيع كل ما يملكون , من اثاث البيت وعفش الزوجية وكل حاجيات المنزلية وكل ما يمكلها العائلة , يتم بيعها بالمزاد , بل في السوق , سوق السبت او الجمعة , حيث يتم بيع كل شيئ بأبخس الاثمان باغلب الأحيان يتم بيع الأغراض والأرض والبيت بنصف سعرها الأصلي ,احياناَ يتم البيع باقل من نصف السعر .

وحينها يبداء العائلة بلملمة شتاتها, ويبداون بتوديع الاحباب والاهل المقربين , حتى لا ينتشر خبر سفرهم كالنار في الهشيم بين السكان , في الحارات , أو القرى,وبعدها يبدأرب الأسرة برحلة قد يطول شهوراَ أو سنين , ما بين سوريا ولبنان سابقاَ , والآن ما بين تركيا وسوريا , حيث يتم دفن العائلات , في شقة صغيرة , لكل عائلة غرفة أو نصف غرفة , وقد يبقى العائلة شهوراَ طوالأَ لا يتمكن من الخروج , يبقى الجميع أسرى شقتهم , حتى لا ينكشف أمرهم .

وأن تصادف وتم كشفهم , يتم سجن الجميع وفيما بعد يكون السجون السورية بأستقبالهم , مع الضرب هنا وهناك , وشتم ومسبات بذيئة , ورشوة الضباط بكرم حاتمي حتى لا يتم سجنهم لسنين طويلة وإطلاق سراح الأطفال والنسوان  ولكونه لا يملك بطاقة تعريف سوى ورقة بيضاء او حمراء مكتوب عليها ممنوع من السفر لخارج القطر.

أن حالفت أحدى العائلات الحظ , وخرجت من شقتها إلى الساحل , حينها يبدأ سيرة الحياة من جديد , مع قلق وخوف كبير , من كشف أمرهم بالساحل, وان تم المسير يكون هناك قلق من كشف المستور في الظلام الدامس ويتم كشفهم برادارات , وأن دارت الأمور على خير حال وأبحر بهم السفينة مع عشرات من العائلات , والبحر يكون هائجاَ لكون اغلب الرحلات يكون في الخريف والشتاء , يتلاعب البحر  بهم وكأن السفينة كرة  ,  والكرة ينتقل من موجة إلى اخرى , وأحياناَ يكون هناك مداعبات سمجة من الماء حيث يضرب وجوههم واجسادهم برشات قوية وكأنها خراطيم الأطفائية  , وكأنها هدية من الحكومة السورية ليلعب بهم الأمواج والبحر لإيام  .

لن أكتب عن غرق السفينة لا سمح الله , ولن أكتب عن فقد جثث الغرقى في أعماق البحار , لأن الكردي يخاطر بحياته وحياة اطفاله الصغار عندما يقرر السفر بالبحر, ليعيش في رغد وافتخار , وليحصل على الهوية يفتخر به , وجنسية يحملها في بلدان العالمية , يتنقل هنا وهناك بدون رقيب أو حسيب , لن أكتب عن فقد المئات بل آلاف في امواج البحر من كرد وعرب وترك وافارقة .... بل سأكون متفائلاَ جداَ بوصول العوائل بخير وسلامة إلى أرض الميعاد كما في الأحلام .

من بعد فقد الشهية في البحر والدوران و والتقيوء باستمرار خلال رحلتهم الميمونة بالفخر والازدهار , يحط بهم بالاغلب في جزر اليونان كما اساطير اليونانيين القدامى , وأحياناَ إلى ارض حلم بها العرب من قبل واحتلوا اجزاء من سواحلها , إيطاليا.

يتم أستقبال العائلات كفاتحين جدد لأرض لأحلام , يتم فحص كل شخص على حدة , وينال الجميع قسطاَ من الراحة مع غذاء متخم بالفيتامين , والعائلة المسكينة لا تعرف ما فيتامين , بل ترى بأن القيمة الفعلية للطعام هو الدخول للمعدة بلا اوجاع ولا تقيوء  ولا دوران البحر .

يتم التحقيق , يقول الأب كنت سياسياَ , منضم للحزب العتيد , ناضلت في سبيل رفع الغبن والأجحاف عن شعبنا الأسير , والحكومة لا تقصر بحق المواطنين الشرفاء , يتم مكافئة الوطنيين بسنين طوال في سجون مليئة بالقمل ورائحة العفونة  وكسرة من خبز جافة, ويتم مكافئة نهاية حبسه بمزيد من الفلقات والضرب وبساط الريح خير مثال , والكرسي الألماني واسلئوا الديمقراطيين الألمان عن قيمة كرسيهم في سجون البعث والظلام .

والعائلة لا تعرف شيئاَ عن السياسة بل الزوجة تؤيد زوجها بكل كلمة وكأن كلامه من القرآن مبين , والأطفال ينظرون للمحقق وكأنهم ينظرون إلى غزو المغول , وحينها يتاكد المحقق من كلام السياسي ويقبل لجوئه , وفي المحكمة , ينال العائلة الإقامة خلال شهور عديدة , من حقهم التنقل في جميع الدول المنضوية تحت لواء الأتحاد الأوربي .

يفتخر رب الاسرة باولاده مع مرور الإيام , يتكلم لغة جديدة , يتعلم كلمة هنا وكلمة هناك , والجميع مسرورين بأندماج الأطفال بكل سهولة ويسر في مجتمعهم الجديد , الزوجة تغير من الكثير من العادات وتبدأ من لبسها  وشراء الفيتامينات والعبس في وجه الضيوف , ومطالبة زوجها بحقوق , لأنها اصبحت في دولة ديمقراطية , والزوج يبقى إيام بالبيت مع دخان كما عادته في بلده المنسي , تصرخ الزوجة في وجهه , وتقول ممنوع التدخين وأنت في بلد أوربي , ينصاع الزوج ويخرج على بلكونة ويدخن سيكارته , يشعر ببرودة تسري في أوصاله , يسرع بالدخول , والأطفال يتنافسون باللغة الجديدة مع ألعاب بوكميون , وألعاب لم يخطر على بال الأب والأم بأن أطفالهم سيلهون بها بمرح وطفولة .

يمر الإيام وتتعلم الزوجة عدة كلمات , تشتري الحاجيات بنفسها , تحاسب زوجها على كل بادرة أو كلمة تفوه به, وأن تأفف الزوج وتحسر على بلده وشوقه لأهله حينها سيكون القيامة , أن صرخ الزوج أو أستعمل يده , أو هددها بكلمة , حينها يا ويلاه يا الزوج, الزوجة يجره للمحاكم , والقاضي والمحامي والمجتمع والقانون يساند الزوجة لأن زوجها قال لها سأصفعكِ أن كررتي كلامكِ , حينها يكون الأنفصال بقوة القانون , يحرم الاب من تربية أبنائه , يسمح له بزيارة أبنائه لمدة ساعة فقط بالاسبوع , وحينها يتذكر الأب نضاله في سوريا , وحينها يفقد الامل بحياة رغيدة كما توهمها  ويعرف بأن الوقت داهمه وأولاده ضاع منه رغم أنفه.

والأطفال مع مرور الأيام , يخرجون عن عادات بلادهم , يصبحون أوربيين , بلبسهم , بطريقة تصرفاتهم , بسهراتهم الليلية خارج المنزل , بإقامة علاقات مع الأوربيين وغيرها من الأمور الغريبة عن عادات وتقاليد بلاده الأسيرة.

يا ويل الأب والأم لو يرفعون أيدهم لضرب الأطفال , يا ويلهما لو سبا أو شتما الأطفال , حينها في المدرسة تنكشف كل مستور , تنكشف عن علاقة الأب والأم مع الأطفال , حينها يكون القيامة , حينها يجرجرون الزوجين للمحاكم و مع دفع الغرامات , وقد يكون هناك حبس للزوجين , ويتم تربية أطفالهما برعاية أسر جديدة .

يرى الأب كيف تقيم أبنته المحبوبة والصغيرة علاقات خارج إطار الزوجية مع صديقها , قبلات حامية على الشفايف , يفور الدم , يغلي الدم , ولكن الأب يبلع المنظر بكأبة ويرى أن السجون سيكون مكانه أن تكلم , أو وقف حاجزاَ بين أبنته وصديقها الأجنبي .

حينها فقط يدرك الزوجين أنهما خسرا بيتهما في الوطن , وخسرا أنفسهما وأولادهما , بل فقدا كل شيئ , البيت والاسرة والعائلة والحياة الرغيدة .

حينها لا ينفع الندم , ويتمنى الأب أو الزوج لو بقي سنين أخرى في السجون , ويكون أولاده تحت رعايته , ورعاية زوجته من بعد غيابه , ولكن حينها يتمنى لو رجع به السنين , لتوقف عن بيع كل ما يملكه , وكان فضح التجار والسماسرة .

حينها يتمنى لو كان غرق بالبحر ولم يرى ما آل إليه الحال.............

ملاحظة : هناك الكثير من العائلات تفككت شملهم في الغرب , حيث نسبة الطلاق مرتفعة جداَ بين الكرد السوريين في أوربا , وأن لم يكن هناك طلاق يكون بالاغلب فقد الأطفال , ويكون أولادهم ملك للدولة وحينها يخسرون أولادهم إيضاَ , والنسبة مرتفعة جداَ ويثير القلق بشكل مخيف...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ