-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 21/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التهديدات الإسرائيلية تتزايد وسط انقسام داخلي لبناني متفاقم

بقلم حسان قطب*

تتزايد كل يوم وتيرة التهديدات الإسرائيلية ويرتفع منسوب التوتر والتشنج على الحدود الجنوبية للبنان مع الأراضي المحتلة.. فالصحافة الإسرائيلية والمسؤولين الإسرائيليين يتحدثون عن مخاطر تتهدد الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة نتيجة احتمال تزود حزب الله بصواريخ (سكود).. والإدارة الأميركية أيضاً، دخلت عل خط التحذير من تغيير معادلة توازن القوى في المنطقة بإدخال هذه الصواريخ بعيدة المدى التي تطال العمق الإسرائيلي.. وكل يوم تطالعنا الصحافة العربية والدولية بسيناريوهات تتحدث عن عنف الصراع المقبل وحجم الدمار المفترض في حال نشوب حرب.. وعن ضرورة تجنب الوصول إلى هذا الوضع المضطرب وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة تجنباً لما لا تحمد عقباه..

هذا الواقع المتفجر على حدودنا الجنوبية والذي تطال شظاياه الجبهة السورية أيضاً يتطلب من جميع القوى على الساحة اللبنانية والسورية مزيداً من الحرص.. ولكن ما نشهده هو العكس تماماً... حلفاء شكراً سوريا.. لا زالوا يمارسون هواية التشكيك والاتهام كممارسة يومية بحق فريق لبناني، كمن يسعى لتأجيج الصراع السياسي وتأزيم الخلاف الديني والمذهبي بين المكونات اللبنانية... وزيادة الشرذمة أيضاً ضمن كل فريق... رغم أننا نشهد  الكثير من المتغيرات والتحولات في خطاب بعض القوى أو تلك.. وحزب الله وحركة أمل لا زالا يمارسان سياسة النظر بعين واحدة فحادثة عيون أرغش جريمة تستحق البحث والتنقيب والنشر والفضح على صفحات الجرائد، وإقامة مؤتمرات صحفية.. أما الضحايا الأبرياء الذين يسقطون نتيجة الاشتباكات الدامية التي تقع بين العائلات المحترمة والكريمة بكافة أنواع الأسلحة كما يقول نواف الموسوي لا تستدعي نقاشاً واسعاً.. ويجب تجاهلها وعدم الحديث عنها بما فيها تلك التي طالت الجيش في حي الشراونة في بعلبك.. وفي منطقة شرق صيدا اعتدى بعض العناصر الذين ينعمون برعاية سياسية في بلدة مجاورة لمدينة صيدا على عائلة في بلدة مجدليون المسيحية.. كما قام أحد المعممين الشيعة التابعين لفريق مقاوم بمحاولة وضع اليد على مقام ديني تابع لدائرة أوقاف صيدا.. وتم تجاوز هذه الفتنة وعادت الأمور لنصابها بعد تدخل سماحة مفتي صيدا ومعالجته للأمر بحكمة وروية.. واعتذار الطرف المعتدي.. هذه الممارسات المتنقلة والمتعددة والتي تطال شريحة واسعة من اللبنانيين ومناطق متعددة من لبنان دفعت احدى الصحف للقول: "أعربت بعض المصادر السياسية عن خشيتها من أن تكون هناك اتجاهات معينة لإعادة اللعب بالاستقرار خصوصاً أن التوتر السياسي الناشئ يترافق مع ظواهر غير عادية تتمثل في حصول حوادث أمنية شبه يومية ومتجولة ومتنقلة بين منطقة وأخرى، خصوصاً على صعيد الإمساك بالقوى الأمنية كما جرى في حي الشراونة في بعلبك وقبل ذلك في مناطق أخرى".

كما أن من المؤسف قيام البعض من رجال الدين بمهاجمة رموز دينية مسيحية بشكل يستحق التوقف عنده ومراجعة مدى جدية الحرص على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي.. الذي نحن في أمَس الحاجة إليه اليوم في خضم التهديدات الإسرائيلية التي تطال كل اللبنانيين دون استثناء وليس فريقاً بعينه.. حيث رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن القرار السياسي في لبنان لا يمكن أن يخرج إلا عبر الشراكة مشدداً على أن لا عودة إلى الوراء ولن نرضى بذلك من البطريرك الماروني نصر الله صفير ولا من غيره.. أضاف: "عليكم أن تكونوا على قناعة بأن لبنان لكل بنيه، وعلى الدولة أن تعمل على هذا الأساس وإذا وصل عمل الدولة إلى هذا الحد من المسؤولية، عندئذ فقط نعتقد أنها ستكون قوية وعادلة، أما من يعترض على سلاح المقاومة ويطالبنا بالرحيل إلى سوريا وإيران إذا لم يعجبنا اعتراضه على سلاح المقاومة، نقول له إن هذه أرضنا وإذا لم يعجبك هذا الأمر فأنت من عليك أن ترحل"..

البطريرك صفير طالب الدولة بأن تمسك بملف الأمن على كافة الأراضي اللبنانية دون استثناء وأن لا يكون هناك استثناءات فما هو الخطر الذي يتهدد المقاومة في هذا الكلام.. الصحيح هو القول أن الخطر الحقيقي على روح المقاومة ومفهومها ودورها ورعايتها يأتي من استعمال السلاح من قبل هذا الفريق أو ذاك.. في إرهاب عائلات مسالمة، أو في الاستيلاء على مقام ديني.. أو في رعاية زراعة المخدرات.. أو في حماية بعض المطلوبين... والخطر الحقيقي أيضاً هو فيما قاله المفتي الجعفري قبلان.. والذي ربط سلاح المقاومة بحكومة عادلة وشراكة في القرار.. فالواضح في هذا الكلام هو أن أجندة استعمال هذا السلاح هو داخلي أكثر منه لمواجهة الاعتداءات الخارجية.. وإلا كيف نفسر هذا الاستقواء على القوى الأمنية وعلى العائلات المسالمة.. وعلى المؤسسات الدينية أيضاً.. إلا نتيجة الشعور بالفوقية والعنجهية الزائدة التي تستند إلى سلاح يحظى بالتغطية السياسية والرعاية من هذا المرجع أو ذاك كلما تم استخدام هذا السلاح بشكل خاطئ ومسيء بحق اللبنانيين والقوى الأمنية..

أمام هذا الواقع كيف يمكن أن نثق بأن هذا الفريق يتحضر حقاً لمواجهة أي اعتداء وانه فريق مقاوم..!!!، وكيف يمكن أن نقتنع بأنه يريد تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك وبناء الدولة العادلة..!!

ــــــــــ

* مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

hasktb@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ