-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 18/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اجمعوا جُزَمكم لضرب عديمي الفائدة

بدرالدين حسن قربي

بالتأكيد، لم يكن الصحفي العراقي الذي قذف بحذائه فردة تلو فردة على الرئيس الأمريكي السابق قبل انتهاء ولايته بأسابيع يعلم أنه بهذه الوسيلة من التعبير افتتح مرحلةً جديدة في العالم في التعبير عن الغضب والقهر والقرف وطفحان الكيل الذي نواجهه مع ساداتنا وكبرائنا ممن لايفوّتون فرصةً لإذلالنا، ولاتأخذهم سِنةٌ ولا نوم في إخضاعنا وانتهاك حقوقنا والعبث بإنسانيتنا تأكيداً على عقدهم وأمراضهم وعاهاتهم.

ورغم كل الهرج والمرج الذي ساد قطاعات عريضة من جماهير الناس في مشارق الأرض ومغاربها على استخدام الأحذية كإحدى وسائل التعبير الحداثية عن الغضب والقهر تجاه المستبدين والمتغطرسين تأييداً أو رفضاً،  ورغم الخلاف بين من أيّد ثقافة حوار الأحذية أو رفضَها، فإن القاسم المشترك الأعظم بين الجيمع أن كلاً منهم كان في باله رئيس تمنّى لو أنه كان المضروب ولو بإحدى الفردتين.  وسواء كنّا مع المؤيدين لمثل هذه الطرق من الاحتجاج أو من المخالفين، فإن هذه الطريقة استخدمت فيما بعد عدداً من المرات في الأشهر السابقة تجاه عدد من الرؤسـاء والشخصيات الكبيرة وفي أماكن مختلفة من العالم.

جديد الصرامي أو الأحذية واستخدامها في التعبير والحوار في مانشرته صحيفة الصندي تايمز في الأسبوع الثاني من نيسان/ ابريل الجاري أن الشرطة أذعنت أخيراً، وقبلت أن من حق المسلمين رمي الأحذية في تظاهراتهم ولاسيما بعد أن اعتبرت محكمة بريطانية أيضاً أن القذف بالأحذية بات شكلاً من طقوس الاحتجاج، وتقليداً لدى المتظاهرين المسلمين بعد الذي كان من الصحفي العراقي.  ولعل من اللطائف التي تُذكَر في هذه المناسبة أن رئيسة منظمة تحالف أوقفوا الحرب لندسي جيرمن أشارت إلى أن الشرطة البريطانية لم تعترض عندما أُبلغَت وقت التظاهرات للمطالبة بوقف الحرب على غزة قبيل أكثر من عام أن المتظاهرين والمحتجين سيحملون أحذية لرشق 10 داوننغ ستريت بها، ولكنها أشارت إلى أنهم عاتبوها فيما بعد مازحين بقولهم لم نكن نعلم أنكم سترمون الأحذية بكل هذه القوة التي كانت.  وللتذكير فقد كانت الدعاية لتلك التظاهرة تحت عبارة إعلانية وإعلامية مميّزة وواضحة: أحضروا أحذيتكم القديمة لرشق عديم الفائدة غوردون براون بها.  وكأن الإعلان يرمي إلى لفت نظر المشاركين بأن المرمي لايستاهل أن تخسر عليه جديد الأحذية من النعال (قنادرَ وصبابيط) بل القديم البالي منها وعديم الاستعمال يكفي، لتختم هذه الأحذية خدمتها على خير حال برشق أو ضرب عديمي الفائدة.

فالمستر براون رئيس حكومة لدولة عظمى، ومنتخب بطريقة حرة ومشهود لديمقراطيتها ونزاهتها، ولايحكم بأنظمة الطوارئ ولا المحسوبيات، ولا يدير البلد بعقلية مزرعة مورورثة عن الذين خلّفوه، وليس بين مواطنيه واحداً يقذف بنفسه فوق أمواج البحار مغامراً بحياته هرباً من الفقر وخلاصاً من الاستبداد والفساد. ومع ذلك تأتي تلك المنظمة التي سمت نفسها أوقفوا الحرب  لتعتبر أن رئيس الوزراء البريطاني وهو من هو، أنّه عديم الفائدة ، ويستوجب الرشق بالأحذية القديم منها تحديداً وليس جديدها.  وعليه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه مع مثل هذا الدعوة الحذائية في العاصمة البريطانية أن ماذا عن زيد وعبيد وحاء وخاء وباء وثاء من السادة والكبراء ممن لايقاسون ولايقارنون به في بلادٍ تداعى عليها قادتها وحكامها وأحزابها نهباً وفساداً ودماراً واستبداداً كأنهم جراد منتشر، ومواطنوها ليس لهم حقوق وإنما عليهم واجبات فقط يؤكدون فيها فروض الطاعة، ويصفّقون فيها لآكلي لقمة عيشهم وسارقي قطرات عرقهم ومسوّدي عيشتهم ومستقبلهم، ومضطهدي كرامتهم وحريتهم.  وكذلك سؤال من مثل هل يمكن تأسيس هكذا تحالف في كل البلدان أو بعضها ممن قضت عليها أقدارها من تواضعات إقليمية وتواطؤات دولية بدعم وتثبيث أنظمة فيها مستبدة فاسدة من راسها إلى أساسها، لايرعون في ناسهم إلاً ولا ذمّة، ولاتأخذهم في حال مواطنيهم المطحونين والمحتاسين شفقة ولا رحمة، ولسان حالهم بقواتهم الأمنية المختلفة وجبروتها ودعمها الخارجي يقول للناس الفقراء منهم والمسحوقين ولكل المستضعفين والمهجرين والمشردين مع كل مشكلة: اركبوا أعلى مافي خيلكم فإننا على صدوركم باقون.  أو سؤال آخر أيضاً هل يمكن الإعلان عن منظمة يكون اسمها أوقفوا النهب والبلع والفساد، وتنشر في الجرائد إعلاناتها على الملأ من الكادحين والمعتّرين اجمعوا جُزَمَكم البالية ليوم لاريب فيه يقوم فيه الناس على سارقيهم وجلاديهم، يرشقون فيهم عديمي الفائدة والضمير ومنعدمي الشهامة والنخوة وفاقدي الإحساس والإنسانية.

قالوا لهم: إن مثل هذه المنظمات وتلك الشعارات من الرشق بالأحذية والجزم والشباشب والبراطيش تتنافى مع عاداتنا وتقالدينا، وإنها عندنا على أبناء جلدتنا لكبيرة، ولئن كانت تصلح لغيرنا فهي عندنا مرفوضة في مواجهة ظالمينا وقامعينا ولاسيما أنه من المستحيل أن تجدوا منهم عديم الفائدة أو تثبتوا انتهاء مفعوله.

فكان جوابهم: نحن معكم في مراعاة التقاليد والعادات في مواجهة أكابر مجرميها قرصنةً واستبداداً وعتاولة الشفط والنهب فيها من أكلة لحوم العباد ومصاصي دمائهم، وإنما شوفوا لنا صرفة مع أصحاب هالمروءات وأصيل العادات هؤلاء ممن بطونهم كنار جنهم لاتشبع ولاترتوي وهي تصرخ هل من مزيد، فعشرات السنين من قمعهم وطوارئهم تكفينا. أو شوفوا لنا صرفة بتشكيل منظمات وتحالفات تحمل على الأقل شعارات من مثل اتركونا وحلوا عنّا، كفاية افرقونا، كفى قهراً انصرفوا، نشّفتوا ريقنا الله ينشّف ريقكم، قرفنا ارحلوا عنّا..!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ