-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"سلام سلام ولا يوجد سلام"..!!

بقلم: د. فوزي الأسمر

عنوان هذا المقال مقتبس من عنوان كتاب صدر في اللغة العبرية عام 1961 في إسرائيل، حرره كل من عكيفا أور وموشه ماحوفر وهما من اليسار الإسرائيلي المناهض للصهيونية. ويشرح الكتاب كيف أن قادة إسرائيل غير معنيين بالسلام مقتبسان من تصريحات ومقالات القادة الإسرائيليين.

وقد عدت لهذا الكتاب عندما قرأت افتتاحية في صحيفة "هآرتس" (14/4/2010) عنوانها: "أين اختفى السلام؟". وهو سؤال يُسأل بالعبرية وجوابه العربي: هل كان هناك سلام كي يختفي؟

والواقع أن الفلسطينيين، وكذلك العرب، أقنعوا أنفسهم أن هناك "مسيرة سلام" وأن العقلاء من الإسرائيليين سيصلون إلى نتيجة أنه بدون سلام حقيقي يعيد الحق إلى نصابه لن يكون هناك استقرار في المنطقة. ولكن تبين أن الأمر ليس كذلك، وأن إسرائيل غير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، وربما غير معنية باتخاذ مثل هذه القرارات طالما أنها تستطيع فرض إرادتها بالقوة.

وقد أكد هذا التفكير رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في لقاء أجراه معه التلفزيون البريطاني (بي.بي.سي) باللغة العربية إبان فضيحة تقرير غولدستون.

وقال عباس في تلك المقابلة أنه ضدّ العنف ويعمل من أجل السلام. وأضاف أنه قال ذلك بصراحة أثناء حملته الانتخابية لرئاسة السلطة الفلسطينية، وأنه حصل على 62 بالمائة من أصوات الناخبين نتيجة لموقفه هذا.

ومنحت الصحافة العبرية رصيدا ضخما لسلام فياض، كون أنه، حسب رأيها، استطاع أن يسيطر على الأمور في الضفة الغربية، حيث توقفت العمليات الفدائية الفلسطينية. وعندما قررت المقاومة الفلسطينية في غزة وقف القصف الصاروخي على إسرائيل، تمشيا مع إمكانية منح الفرصة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والدول الأوروبية، للتحرك سياسيا من أجل الوصول إلى حل معقول، قالت الصحف العبرية أن السبب في هذا التوقف يعود إلى نتائج حرب "الرصاص المسكوب".

وكان من المتوقع أن تؤدي "الهدنة الفلسطينية" إلى مزيد من التعقل الإسرائيلي، وإلى مزيد من النشاط الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.

ولكن الذي حدث هو عكس ذلك. فقد زادت الغطرسة الإسرائيلية، حيث رفضت حكومة نتنياهو أي تحرك للسلام مطالبة الفلسطينيين بالاستسلام والخضوع لمطالبها المهينة.

ثم جاء التحدي للإدارة الأمريكية، وللرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث أعلنت إسرائيل عن بناء 20 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح في القدس أثناء لقاء أوباما مع نتنياهو في البيت الأبيض. ووصل التحدي بتوجيه الإهانة إلى نائب الرئيس جو بايدن أثناء زيارته لإسرائيل، حيث أعلنت إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مدينة القدس العربية، تحديا لطلب أوباما تجميد أية عمليات بناء ليتمكن الطرفان من العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقد كانت هناك عوامل كثيرة ساعدت نتنياهو في تحديه للرئيس الأمريكي أوباما. في مقدمة ذلك خوفه من سقوط حكومته وبالتالي خسارته لكرسي رئاسة الوزراء.

والعامل الثاني هو إيمانه بأنه يجب أن تصبح القدس بشقيها مدينة يهودية. بعد أن تبين من الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية، أن نسبة الفلسطينيين في المدينة في تزايد مستمر. ففي أعقاب حرب 1967 كان نسبة الفلسطينيين في القدس 25 بالمائة. وفي عام 2009 وصلت نسبتهم إلى 36 بالمائة (هآرتس 14/4/2010).

كما تقول الإحصائيات أيضا أنه خلال السنوات الثلاثة الماضية اشترى العرب 1163 منزلا في الأحياء اليهودية من المدينة، الشيء الذي أدى إلى تنشر صحيفة "يدعوت أحرونوت" (4/4/2010) مقالا عنوانه: "ظاهرة: العرب يهاجرون إلى غربي القدس".

والعامل الثالث هو انخفاض نسبة عمليات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا يوجد ضغط شعبي على حكومة نتنياهو كي تعود إلى طاولة المفاوضات. فعندما كانت الصواريخ "البدائية وغير الفعّالة" على حد تعبير قادة السلطة الفلسطينية، على المدن والقرى والمنشآت الإسرائيلية العسكرية والمدنية، كانت حكومة إسرائيل واقعة تحت ضغط شعبي، خصوصا عندما بدأت المدارس تغلق أبوابها والمدنيين يتركون منازلهم هاربين إلى أماكن داخل البلاد خصوصا من مدينة سدروت في جنوب فلسطين.

وقد عبرت افتتاحية صحيفة "هآرتس" (يوم 14/4/2010) بكل وضوح عن هذا الموقف عندما قالت: "إن الجمهور في إسرائيل غير مكترث بالمسيرة السياسية بسبب عدم وجود عمليات إرهابية، ولا توجد انتفاضة، وبالتالي فإن عدد الإسرائيليين المهتمين بوضع الفلسطينيين، أو في الأوضاع الجارية في الأراضي (المحتلة) قليل جدا".

فهذه الجملة تعبير صادق عن مجريات الأمور، وتنقض مواقف عباس وفياض بالنسبة للمقاومة وتأثيرها على الرأي العام في إسرائيل. فطالما يوجد هدوء على الحدود مع غزة ولا توجد عمليات مقاومة من الضفة الغربية، وليس بالضرورة مقاومة مسلحة فقط، وطالما لا توجد انتفاضة شعبية، فإن موقف نتنياهو داخليا يبقى قويا، حسب شهادة "هآرتس".

فالكتاب "سلام سلام ولا يوجد سلام" الذي صدر قبل حوالي نصف قرن برهن أن إسرائيل الصهيونية غير معنية بالوصول إلى سلام، بل إنها معنية بالسيطرة وبفرض حلولها على الأمة العربية.

والواقع الذي نعيشه الآن لم يتغير كثيرا عن الواقع الذي كان موجودا عندما صدر الكتاب المذكور. فاليوم لا يوجد مسيرة سلام، ولا مفاوضات سلام. ويجب أن نقتنع بذلك، وأن نقنع أنفسنا أيضا أن حكومة إسرائيل غير معنية بأي سلام مع الفلسطينيين بل تتطلع إلى استسلامهم.

علينا أن نتذكر أيضا أن المقاومة الفيتنامية لم تتوقف عندما كان الحوار بينها وبين أمريكا ممثلة بهنري كيسنجر في باريس. كما أن الثورة الجزائرية لم تتوقف عندما بدأ الرئيس الفرنسي شارل ديغول بالتفاوض مع جبهة التحرير الجزائرية. وأن المقاومة الفرنسية لم تتوقف عندما احتل النازيون فرنسا. والأمثلة كثيرة.

ــــــــــــــ

* كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن.

FAsmar1@aol.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ