-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في يوم الأرض.. هل ستعود الأرض؟!

د. أيمن أبو ناهيــة*

يأتي يوم الأرض، الثلاثين من شهر آذار من العام 76، وبعد 34 عاماً، والعدو الصهيوني يواصل عملياته الإرهابية ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، وأحكام حظر التجوال والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم. فقد قام الصهاينة منذ عام 48 بسرقة الأراضي العربية، وأصدروا قوانين متعددة الأسماء والأشكال لتكون سرقتها "مبررة وشرعية"، فمن قانون الأراضي البور إلى المناطق المغلقة، إلى قانون أملاك الغائبين إلى مناطق الأمن، إلى استملاك الأراضي . إلى إرغام العرب على رهن أراضيهم، حتى تمكنت من تجريد العرب من حوالي مليون دونم من أخصب وأطيب أراضيهم. ولم يتوقف الكيان الصهيوني عن استصدار "قوانينه"، وممارسة سياساته، التي تتمشى وفقا لنظريته القائلة: "ما أصبح في يدنا هو لنا، وما يزال في يد العرب هو المطلوب"، وكان آخر القوانين في هذا المجال، هو الذي صدر عن مجلس وزراء الكيان الصهيوني بشأن مصادرة الأراضي بحجة تطوير الجليل، وبعد أن زادت نسبة سكان العرب فيه عن 50%.

فهبة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني، فكان السبب المباشر لهبة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل وفقد سبقتها عدة إجراءات صهيونية أثارت غضب المواطنين العرب ودفعهم للتعبير عن غضبهم وبدأت هذه الإجراءات بصدور قرار إغلاق المنطقة رقم " 9 " بتاريخ 13-2-1976 كمنطقة عسكرية حيث منع أصحاب الأرض الأصليون من الوصول إليها، وقد اثر ذلك على أصحاب ارض "المل" من قرى عرابة البطوف، ودير حنا، وسخنين وعرب السواعد، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948-1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 48.

وقد شكلت عملية تهويد الجليل ـ وما تزال ـ هدفاً من أهداف الحركة الصهيونية وهاجسها، فقد حدد بن غوريون هذا الهدف بقوله: "الاستيطان نفسه هو الذي يُقرر إذا كان علينا أن نُدافع عن الجليل أم لا".

وتطابقاً مع السياسة الصهيونية، تجاه الأرض، فقد احتل الكيان الصهيوني عام 48 أقساماً واسعة من الجليل، وأقام فيها العديد من المستوطنات،  وبرر الصهاينة عملية الاستيلاء على الأراضي، بأنها أراضٍ للغائبين، ولكن الاستيلاء لم يقتصر على أراضي الغائبين، وإنما وضع يده على أملاك حكومة الانتداب البريطاني، وتقدر هذه الأراضي بحوالي 2-3 مليون دونم، لكن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بتلك الأراضي، وإنما امتدت يده إلى أراضي الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، وكان العرب يملكون حتى عام 1948 حوالي 13 مليون دونم من أصل 27 مليون دونم، بينما لم يكن للكيان الصهيوني سوى 5.1  مليون دونم ، والباقي أراضٍ مشاع.

رغم كل المؤامرات الصهيونية احتفظت منطقة الجليل بأغلبيتها العربية مع أنها المكان الذي أمعن فيه الصهاينة في تطبيق سياسة التهويد، فأعلنت السلطات الصهيونية في أوائل عام 1975 عن خطة لتهويد الجليل تحت عنوان: "مشروع تطوير الجليل"، وهي الخطة التي تعد من أخطر ما خططت له حكومة الكيان الصهيوني؛ ذلك أن نظرية الاستيطان والتوسع توصي بألا تُقام مظاهر التطوير فوق الأراضي المطورة، وإنما فوق الأراضي البور والمهملة، وهي التسميات التي تُطلق على الأراضي التي يملكها العرب.

فما كان من الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 48 إلا أن هب ضد الاحتلال الصهيوني مؤكدا انتماءها للأرض ومعبرا عن رفضه لمصادرة ما تبقى من أرضها كما كان إعلانا واضحا منه بتمسكه بأرضه ورفضه اقتلاعه منها. كما أن أحداث هذا اليوم عبرت للاحتلال أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لم يفقدوا روح التضحية فقد كانت هبة الجماهير كبيرة وأحداثه ضخمة، حيث اتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة اصفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وعشرات الجرحى والمصابين واعتقال المئات.

فمازال سرطان الاستيطان يأكل الأرض الفلسطينية في الضفة وغزة وأراضي 48، حيث سيطرت سلطة الاحتلال على أكثر من 80% من مساحة فلسطين التاريخية نتيجة بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري وشق طرق التفافية للمستوطنين.

لم يكن يوم الأرض فقط هو اليوم الذي نتذكر فيه أرضنا، بل كل يوم يذكرنا بأرضنا المغتصبة التي نفديها بدمائنا وأرواحنا حتى تعود أرضنا لنا، ودون ذلك عبثاً، حتى أصبح كل يوم مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده للدفاع عن أرضه ومقدساته.

ــــــــــــــــــــ

* أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية - غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ