-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 31/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل بلغت رسائل "قمة سرت" مقصدها ؟

عريب الرنتاوي

لم يكن مطلوبا من القادة العرب إعلان حالة الحرب وتجريد الجند إلى الجبهات والخنادق، ولم يكن مطلوبا منهم أبدا أن يتخذوا من الخطوات والمواقف ما يخرج إسرائيل من عزلتها ويرفع الحرج عن قادتها، ويلقي باللائمة على العرب بدلا من إسرائيل، ويحمّلهم وزر انهيار عملية السلام في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى إدانة إسرائيل وتحميلها مسؤولية التأزم الحاصل على مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتداعياته القاتلة على جبهات الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان كما قال ديفيد باتريوس.

 

كان المطلوب من القمة العربية أن تسلك في خطواتها وقراراتها طريقين متلازمين: الأول، ويتمثل في دعم صمود الفلسطينيين في القدس حفاظا على هوية المدينة وطابعها وإنقاذا لها من براثن الاستيطان والتهويد والتوسع، وفي ظني أن حكاية الخمسمائة مليون دولار، تبدو مضحكة للغاية إذا ما قورنت بحجم الأموال المرصودة إسرائيليا لضم المدينة وتهويدها.

 

أما الطريق الثاني، فيتمثل في جملة الرسائل السياسية التي تعين على القمة أن تصوغها بلسان عربي مبين، وأن تطلقها بقوة في مختلف الاتجاهات، وأن تكفل وصولها إلى كل من يعنيهم الأمر، ومنهم:

 

أولا: على المستوى الفلسطيني، حيث كان يتعين على القمة أن تقف وقفة مراجعة أمام حصاد عام كامل من محاولات استئناف الحوار وإتمام المصالحة الفلسطينية، وما يقتضيه الفشل وتمليه المراوحة من ضرورات "تعريب" الوساطة العربية، وسحب "الوكالة الحصرية" التي منحها العرب لمصر لإتمام هذه الغاية، والتأكيد على أن القادة العرب يقفون على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين، وأن خيارهم الأول والأخير، هو الوحدة الوطنية الفلسطينية ولا شيء غيرها، آخذين بنظر الاعتبار، أنه بعد يناير 2006 لم تعد الشرعية الفلسطينية حقا حصريا لفريق دون آخر، وأن الرئيس المنتخب، كالمجلس التشريعي المنتخب، هما جزء لا يتجزأ من الشرعية الفلسطينية وأن هذه لا تسير في ركاب فرد أو فصيل، بل تقررها صناديق الاقتراع، وقد قررتها صناديق الاقتراع فعلا.

 

ثانيا: على المستوى العربي، حيث كان يتعين على القمة أن تخرج من لغة المحاور والخنادق، وأن تنظر للخطاب الآخر، خطاب معسكر المقاومة والممانعة، بوصفه خطابا مكمّلا لخطاب القمة على أقل تقدير، لا خطابا مستهجنا ومنبوذا، سيما وأن "خطاب الاعتدال" لم يثبت جدواه وجدارته حتى الآن، والأرجح أنه فقد وسيفقد الكثير من جديته وصدقيته طالما ظلت إسرائيل على انزياحها نحو اليمين وطالما بقيت واشنطن على انحيازها لتل أبيب، كان ينبغي النظر لعنصر المقاومة والممانعة في المعادلة العربية، بوصفه ركنا من أركانها، وتفادي أي مسعى لتهميشه أو تهشيمه.

 

ثالثا: على المستوى الإقليمي، كان يتعين على القادة العرب أن يأخذوا بنظر الاعتبار المقترح بإنشاء رابطة "الجوار العربي"، لتضم إيران وتركيا ودول جنوب الصحراء وشمال المتوس للقدس، كان ينبغي لهذا الرد أن يأتي في مقتل، ومقتل السياسة اليمينية الإسرائيلية أن يخرج عليها من العواصم العربية الرئيسة صوت موحد يرفض تصنيف إيران كعدو مشترك، وينبذ وسائل تل أبيب وحملات واشنطن لعزل إيران ونبذها وربما لضربها عسكريا، كان يبنغي للحوار العربي الإيراني أن يكون ردا على دعوات التجييش وإنذار مبكر لـ"أولي الألباب" في واشنطن وتل أبيب على حد سواء، ولأن القادة العرب لم يفعلوا فإن رسالتهم لم تصل إلى من يعنيهم الأمر.

 

رابعا: على المستوى الدولي، لا أدري لماذا تعتبر القمة اللجوء مجددا إلى مجلس الأمن لعرض القضية بمجملها عليه، هو ورقة الضغط الأخيرة – الجوكر – الذي يدخره العرب لآخر المواجهات، وما الذي يضمن فعلا وصول القضية إلى نيويورك، وما الذي يضمن عدم تدخل واشنطن بسلاح النقض – الفيتو – لا أدري ما الذي يدعونا للاعتقاد بأن قرارا إضافيا يصدر عن مجلس الأمن سيكون مختلفا هذه المرة، أليس في جعبتنا عشرات القرارات عن مجلس الأمن والجمعية العامة، لماذا يراد لنا أن نهرب من "دلف" المفاوضات المباشرة وغير المباشرة إلى "مزراب" مجلس الأمن، ألسنا بحاجة لأوراق قوة حتى نصل إلى هناك أولا، ولنضمن صدور القرار ثانيا، ولنتأكد بأن مصائره ستكون مختلفة عن مصائر ما سبقه من قرارات ثالثا.

 

لا نريد أن نذهب بعيدا في التعليق على قرارات القمة ومداولاتها، لكي لا يواجه مقال مصير مقال الأمس، ولكننا بصوت هادئ وعقل بارد نقول: أن رسائل القمة صيغت بلغة متلعثمة، وأنها لم تصل إلى "المرسلة إليهم"، وأنها أثارت الطمأنينة في نفوس من كان يتعين عليهم أن يصابوا بالقلق والأرق.

ط، ولكي لا نوسّع كثيرا دائرة "الفرجار" وقفد الجوار معناه، كان يتعين على القادة العرب الإصغاء لرسالة الحوار مع إيران، ولو فعلوا ذلك، لكانت هذه هي الرسالة الأقوى التي تصدر عن القمة العربية، ولانجذب العالم والإعلام إلى سرت ومجريات قمتها، فلا يعقل أن يكون ردك على إسرائيل بقيادة نتنياهو رصد 500 مليون دولار فقط

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ