-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شباب عربي مخصي في القمة

د. فايز أبو شمالة

يا حبذا لو تدارك مؤتمر القمة العربية في "سرت" ما فاته، وأدرج على جدول أعماله موضوع ألاف الشباب المصريين الذين أطلقوا حملة على "الفيس بوك" يطالبون فيها بتشريع ديني وقانوني، يجيز للشباب المصري غير القادر على التكاليف المادية للزواج، أن يخصي نفسه جنسياً. إن هذا لأمر جلل، وليس مجال تندر، وليس نزوة شباب أصابهم الهوس، وضعف إيمانهم بدينهم، وإنما طرح الأمر على هذا المستوى من النقاش المفتوح لا يعني إلا الاحتجاج على ما وصلت إليه الأوضاع العربية بشكل عام، ولاسيما بعد انضمام آلاف الشباب من كل البلاد العربية إلى الحملة في غضون أيام، ليشكل ذلك جرس إنذار إلى أصحاب القرار؛ الرؤساء والملوك العرب في قمتهم، فلم يصل الحال بالشباب العربي إلى التفكير في كيفية إيذاء نفسه، وقتل روحه، ووأد بدنه إلا بعد أن صارت الحالة في البلاد العربية على شفا حفرة من الانفجار، ووصلت الرغبة الجنسية المكبوتة لدى الشاب حداً يدفعهم إلى الاختيار بين التفكير الحيواني، أو التخلص من الرغبة الغريزية خشية إملاق.

قد يقول أحدكم: إن مؤتمرات القمة قد تخصصت في القضايا الرئيسية الهامة المفصلية في حياة الأمة، فأين قضية القدس التي يهودها الصهاينة، وقضية الخلافات الفلسطينية التي استعصت على الوفاق، وحصار غزة الذي يعجز العرب عن اختراقه، والتعنت الإسرائيلي الذي أهان المبادرة العربية للسلام مدة ثمانية سنوات، وأغلق باب التفاوض بشكل مهين؟ أين كل ما سبق من مفاصل سياسية تؤثر على مناحي حياة العرب من هذه القضية الصغيرة التي يطرحها عدة ألاف من الشباب العربي الذي يتقلب على فراشه، إن مؤتمرات القمة أعدت لتناقش القضايا المصيرية التي تهم ملايين العرب الذين يتعرضون للغزو السياسي والميداني، ويتعرضون للتدخلات الخارجية في شئونهم الداخلية، ويتعرضون للمؤامرات التي تستهدف استقرارهم، فكيف نحط من قدر القمم العربية بشئون بضعة ألاف من الأفراد؟

نعم؛ إن الذي يعجز عن حل مشكلة الأفراد لن ينجح في حل مشاكل الأمة، وأزعم أن شباب العرب غير جادين في حديثهم عن خصي أنفسهم، وإنما أرادوا التعبير عن إنسانيتهم التي لا يهتم فيها مسئول، والتي هي أساس البناء، فأرادوا التذكير بفحولتهم التي أطفأتها السياسة التفاوضية، وقهرتها غطرسة الدولة العبرية، فأمسى شباب العرب مخصيين بالعجز عن ممارسة فطرتهم بالحياة، ومخصيين بالعجز عن تقديم الدعم للقدس التي تهود أمام أعينهم، ومخصيين عن الرد على أعدائهم الذين يبصقون في وجوههم، ويستخفون بمشاعرهم الدينية والوطنية، ويطاردونهم في طفولتهم، ويحرقون عليهم أحلامهم، ويؤرقونهم في أسرتهم. وطالما يبحر اليهودي في أطماعه، سيغرق العربي في أوجاعه.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ