-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حروب الاستخبارات والاغتيالات في الشرق الأوسط

بوفلجة غيات

ليست عمليات التجسس والإغتيالات والحروب الإستخباراتية ظاهرة جديدة، فهي قديمة قدم التاريخ. وقد كانت تجرى بطرق خفية في كلّ مناطق الصراعات، حيث اشتهرت كثير من عمليات المخابرات في السابق، بين الغرب الرأسمالي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرق الشيوعي تحت قيادة الإتحاد السوفياتي سابقا إبان الحرب الباردة. كما ظهرت حروب وجولات استخباراتية بين دول المحور تحت قيادة ألمانيا النازية ودول الحلفاء تحت قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية.

إلا أن حرب الإستخبارات اشتدت مؤخرا وزادت أهميتها، خاصة بعد تمكن تنظيم القاعدة تحت قيادة أسامة بن لادن، من ضرب برجي التجارة العالمية بنيويورك، في غفلة من أجهزة مخابرات أقوى دولة في العالم. وهو ما جعل أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية تتحرك لمواجهة تنظيم القاعدة وحركات المقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين وباكسان وأفغانستان وغيرها من دول العالم.

وهكذا تحوّلت أجهزة المخابرات الغربية من التجسس عن الشيوعيين في مختلف مناطق العالم، إلى متابعة قادة الصحوة الإسلامية وعناصر مقاومتها في مختلف مناطق. حيث أصبح كل مسلم في العالم، مثيرا للشكوك، يجب متابعته والتجسس على نشاطاته وحركاته ومكالماته وعلاقاته، وهو ما أربك مخابرات الدول الغربية لكثرة العدد، وجعلها تستنجد بمخابرات بعض الدول العربية التي أصبحت تتعاون وتنسق معها.

وقد اشتد وطيس الحروب الإستخبارية في منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت خيارا إستراتيجيا مهما بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل والدّول الحليفة لهما. كما برز الوعي بأهمية الإستعلامات عند الأنظمة العربية، التي عملت على تدعيم هذا الجهاز الأمني الحساس والخطير.

فبعد فشل قوات الحلفاء في العراق حيث تكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة، واضطرت في الأخير إلى اتخاذ قرار الإنسحاب منها، وخسارتها أيضا في أفغانستان رغم عدم انتهاء العمليات العسكرية، إلا أنه محكوم عليها في الفشل. ذلك أن أفغانستان هي مقبرة الإمبراطوريات وليست الولايات المتحدة استثناء لذلك.

كذلك فشلت إسرائيل من الناحية الإستراتيجية في حروبها الأخيرة مع حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ولن تستطيع الإنتصار بعد اليوم.

لذلك بقي لإسرائيل وحلفائها الغربيين حرب الإستخبارات والإغتيالات، لعلها تحصل من خلالها على ما فشلت في تحقيقه من خلال استعمالها للعصى الغليظة. وهكذا تم اغتيال كثير من قادة المقاومة العربية والفلسطينية، وخاصة قادة الصف الأول منهم. ومن أبرز الإغتيالات، استهداف الشهيد القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية في انفجار بدمشق في شباط / فبراير2008، وقد وجّه الحزب أصابع الإتهام للموساد الإسرائيلي.

ورغم ما قامت به إسرائيل من أعمال إرهابية جبانة، فإن الفشل ظل يلاحق جهاز الموساد الإسرائيلي. إذ أننا نعرف ما تمكن الموساد الإسرائيلي من تحقيقه، إلا أننا لا نتحدث عمّا عجز عن تحقيقه وهو الأهم. إذ أنه فشل في اغتيال قادة حزب الله في لبنان، وعلى رأسهم الشيخ حسن نصر الله، رغم تحكم الموساد في جيش من العملاء والمخبرين. كما فشلت إسرائيل في اغتيال قادة حماس في غزة رغم ما سخرته من جيش وقوة عسكرية أثناء اجتياحهم للقطاع في آخر 2008.

بل أن جهاز الموساد عرف انتكاسة كبيرة في لبنان، نتيجة تفكيك عدد من الخلايا التي تمّ زرعها للتجسس على المقاومة. كما أن قيام حركة حماس بالحسم العسكري في القطاع، أدى إلى هروب عدد من العملاء، التابعين لأجهزة أمن السلطة، والذين كانوا يتجسسون على عناصر المقاومة لصالح إسرائيل.

وقد عرفت الجهود الإستخباراتية الغربية، الأمريكية والإسرائيلية، بل وحتى بعض الدول العربية انتكاسة كبيرة، و ما لحقها من اختراق. حيث تمكن الاردني همام البلوي، الملقب بأبو دجانة الخراساني العميل المزدوج، من تنفذ عملية في الثلاثين من ديسمبر/ كانول أول 2009. حيث قام بتفجير نفسه في قاعدة خوست بأفغانستان، مما أدى إلى مقتل سبعة من ضباط المخابرات المركزية الأمريكية، وضابط المخابرات الأردني الشريف علي بن زيد.

وهو ما يؤشر بوجود حرب حقيقية بين تنظيم القاعدة من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى. وهكذا فإن القوة العسكرية للدولة لا يعني دائما تفوّق أجهزتها الإستخباراتية، بل أنها قابلة للإختراق والخسارة كما حدث في العملية الآنفة الذكر.

إلا أن آخر عملية قامت بها أجهزة الموساد الإسرائيلي، هي اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي. وما يلفت الإنتباه في هذه العملية، قيام جهاز الأمن في إمارة دبي بتصوير كامل للجناة، الذين فاق عددهم 26 من القتلة والإرهابيين. فرغم تمكن عملاء الموساد من قتل الشهيد المبحوح، إلا أن العملية أظهرت تيقظ الأمن في الإمارة، وهو ما أوضح المنعرج الذي وصلته الحرب الإستخبارتية وشدّة المواجهة في منطقة الشرق الأوسط.

إذ أن إسرائيل لم تتوقع الإمكانيات التكنولوجية والمهنية التي عامل بهار رجال الأمن في دبي، مما أدهش كثير من الخبراء والمتابعين للأخبار والصور الصادرة من قيادة الأمن بالإمارة. وهو ما سيشجع الدول العربية الأخرى على تجهيز نفسها لمواجهة العمليات الإجرامية التي قد يخطط لها الموساد الإسرائيلي لاغتيال قادة عرب وفلسطينيين في الدول العربية.

وهي أحداث تؤرخ لبداية عهد جديد من الحروب والصراعات، بحيث يتم التركيز على العمليات الإستخباراتية واستغلال أجهزة الإتصال الإلكتورني وتكنولوجية الرصد والمتابعة، لاغتال القادة والمعارضين، عوض الدخول في حروب كبيرة غير مأمونة العواقب.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ