-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ما كان لنا إلا أن نقاوم

( الفلسطينيون في المأزق ) ما هو الحل ؟؟؟

احمد قنديل

مرت القضية الفلسطينية بعد النكبة في ثلاث مراحل :

المرحلة الاولى : منذ العام 1948 وحتى 1965  وهي مرحلة الصدمة والتشرد بالمخيمات والشتات ورغم بعض المحاولات المتفرقة من عمليات مقاومة إلا انها كانت اسيرة المواقف العربية الرسمية التي كانت مشبعة بالشعارات والبيانات الحماسية  بدون أي خطوات عملية لاسترداد الوطن الذي جرى احتلاله وتشريد اهله ... واتسمت هذه المرحلة بتضميد الشعب الفلسطيني لجراحة وصدمته من عملية الاقتلاع والتشرد

 

المرحلة الثانية : هي مرحلة انطلاق الثورة الفلسطينية بشكلها العسكري والتنظيمي , والشعبي وتطورها بعد حرب 1967 وحتى يوم اغتيال قائدها  الشهيد ياسر عرفات ( ابو عمار ) والتي اتسمت بالعمل العسكري والشعبي وظهور قوى فلسطينية متعددة باسم فصائل المقاومة الفلسطينية ... وقد حقق الفلسطينيون حضورا قويا على خارطة السياسة الدولية والمنظمات الشعبية العالمية  وفي كثير من الاحيان كانت متطلبات الثورة تلبى وكان ذروتها الحضور الرسمي لمنظمة التحرير في المحافل الدولية ( الامم المتحدة ) والمنظمات الاقليمية .... لدرجة وصل تأثير وحضور منظمة التحرير في العالم عامة ومنطقة الشرق الاوسط ان لا يتخذ أي موقف او قرار بدون عمل حساب لردة الفعل الفلسطينية سلبا او ايجابا

 

المرحلة الثالثة : هي مرحلة قيادة السياسة الفلسطينية من طرف رئيس السلطة الفلسطينية الاخ محمود عباس ( ابو مازن ) والطاقم المشارك له في ادارة المشروع الفلسطيني والتي اتصفت مرحلته بتحييد السلاح من ايدي المقاومين الفلسطينيين وتهميش دور مؤسسات منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية  وإلغاء أي شكل من أشكال الاعتراض على الممارسات العدوانية الإسرائيلية والرهان على الاستجابة الامريكية للمتطلبات الفلسطينية الوطنية  ومحاولة العمل امام العالم بمنهجية ( غاندي – مانديلا  ) وعلى قاعدة إذا ضربني على خدي الايمن ادرت له خدي الايسر... مما اوصل الامور الى درجات من التطرف الاسرائيلي والتي شملت اوسع قطاع منهم حدودا غير مسبوقة في كل اشكال الاحتلالات السابقة في أي دولة من دول العالم بليت بهجمات استعمارية

 

ماذا كانت نتيجة كل مرحلة :

 

في المرحلة الاولى استثمر الفلسطينيون خبراتهم في تطوير ذواتهم والدول المستضيفة لهم وانخرطوا في مشاريعها الوطنية  مما اكسبهم إحترام الدول المستضيفة لهم ومما ترتب عليه التعاطف النظري مع قضيتهم التي اعتبرت في تلك المرحلة قضية كل عربي  واحتوت هذه المرحلة الارهاصات الاولية لتكوين الشخصية الفلسطينية

 

وفي المرحلة الثانية رسخ الفلسطينيون وجودهم الشعبي والسياسي والتنظيمي مما اوصل الى البحث عن حلول ترضيهم وتلبي الحد الادنى من مشروعهم الوطني وتميزت هذه المرحلة بنهوض واسع لحركات التحرر الوطني وبالاخص في المنطقة العربية  كما تكونت هيئات عربية ودولية متعددة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتوفير متطلبات نضاله وصموده واصبح الوجود الرسمي والشعبي الفلسطيني على الخارطة الدولية شيئا حقيقيا ومحترما ومسموع الكلمة ....

 

اما في المرحلة الثالثة فقد خسر الفلسطينيون كل المكتسبات التي حققوها في المرحلتين السابقتين وزاد عليها جملة من الامراض غير المسبوقة تجذرت في منهجهم واسلوب ادارتهم للصراع وقد تمثل في ظهور فئة لها مصالح مع المحتل واستجر ذلك إشاعة ما هو معروف عن الفساد والتوطؤ مع المحتل واستثمار امتيازات ما كانت لتكون متوفرة في حالة ادارة الصراع بأشكاله العنفية والشعبية الوطنية وتجذرت حالات من الانقسام ترافقت من اساليب عمل ماكانت موجودة سابقا والتي عبرت عن مظاهر الاستئصال والتكفير ( حماس ) والارتهان العلني لجهات قريبة او بعيدة ( ابو مازن )  مما اوجد خطوطا حمراء امام القيادات الفلسطينية لا تجرؤ على تجاوزها بسبب ارتهانها اليها مما اوصل الامور الى ان تكون هذه القيادات مرتهنة لأجندات الغير وليس للمشروع الوطني الفلسطيني ووصل تحدي السلطة للشعب الفلسطيني بمقاومة اية تحركات  شعبية تعبر عن انتفاضة شعبية لمواجهة سلطة الاحتلال واستفرادها بالمدن والبلدات والاراضي والناس

 

النتيجة التي نغرق في فوضاها الان هي :

 

عجز القيادة الفلسطينية عن استثمار حضورها السابق في المؤسسات والمنظمات الدولية  ( الامم المتحدة ) والاقليمية  ( منظمة المؤتمر الاسلامي ، وجامعة الدول العربية  ، ومجموعة دول عدم الانحياز ....الخ ) والشعبية ( الاحزاب والاتحادات)

 

كما فقدنا دورنا التاثيري في الاتحادات المهنية العالمية  ( العمال والمدرسبن والحقوقيين والاطباء والمهندسين ....الخ ) واصبحنا على هامش المنظمات المدنية

 

نحن وصلنا الى مرحلة سوداء قاتمة مفعمة باليأس نحتاج فيها الى تغيير جذري في اسلوب وادوات ادارة الصراع مع الاسرائيليين فنحن مثلا لا نجرؤ على عرض نتائج محكمة العدل الدولية والذي صدر بخصوص جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية على مجلس الامن او الجمعية العامة للامم المتحدة وهو اعظم قرار وحكم صدر عن أي جهة تناهض الاسرائيليين وتشكك بحقهم في الوجود في الاراضي المحتلة الفلسطينية ، كما ان هذه القيادة حاولت اكثر من مرة استجابة للضغوط الاسرائيلية والامريكية بتعطيل تقرير غولدستون الشهير ونحن الان اعجز من ان نطرح مشكلة الاستيلاء على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في المحافل الدولية لفقداننا التأثير ولموانع الجهات التي ارتهن اليها القرار الفلسطيني ( اسرائيلي وامريكي ) ،

 

فما الذي فعلته القيادة الفلسطينية الحالية والتي تقاوم بنظرية ضعفها ومسالمتها واستجاباتها للنصائح الامريكية والاوروبية والتي تعتبر ان المفاوضات وحدها التي ستنجز المطلوب وطنيا امام بدون وجود اية خيارات اخرى ضاغطة على الاسرائيليين والامريكيين

 

إذن ما الذي فعلته القيادة الفلسطينية الحالية لمواجهة كل من :

 

1 - الحملات العدوانية من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين المدعومين من الجيش الاسرائيلي

 

2 – مصادرة الاراضي والبيوت العائدة ملكيتها للفلسطينيين وهدم المنازل وتشريد سكانها

 

3 – طمس معالم المدينة المفدسة والاستيلاء على المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية

 

4 – اغلاق المناطق لفترات طويلة ونشر لحوجز وممارسة حصار غير عادي على الضفة وقطاع غزة

 

5 – محاربة كل اشكال الدعم لأهلنا وحظر المؤسسات التي تساهم في صمود اهل فلسطين

 

6 – الاعتقالات المتكررة يوميا لعشرات الشباب والرجال والنساء وحتى الاطفال من هذا الشعب

 

7 – اما المعتقلين والمساجين لدى سجون الاحتلال والذين تجاوز عددهم الاثنى عشرة الف معتقل فلا حديث عنهم

 

8 – الاغتيالات التي تمارس بشكل يومي وبوسائل متعددة – المستعربين ، الجنود ، المستوطنين ، الطيران ، القصف

 

9 – الاستمرار في بناء الجدار العنصري في الضفة الغربية وتدمير مئات الالوف من الدونمات من الاراضي الزراعية

 

10 – العدوان الاسرائيلي لبناء جدار اخر يحيط في قطاع غزة على حساب اراضي القطاع محدودة المساحة

 

11 – التحدي الاسرائيلي المستمر واليومي للسلطة الفلسطينية والفلسطينيون في زيادة اعداد الوحدات السكنية في المستوطنات

 

12 – تحدي المسؤولين الاسرائيليين للمسؤولين الفلسطينيين من خلال وسائل الاعلام بتوجيه انذارات للسلطة الفلسطينة  تحدد فيها ما يجب او ما لا يجب فعله

 

نعود للقول اذا كانت هذه السلطة الفلسطينية في كل من الضفة او القطاع ( قيادات الصف الاول ) تجد انها اعجز من ان تدير الصراع بما يحقق للشعب الفلسطيني متطلباته الوطنية وامنه وسلامته !!!  لتنقل الامر الى مؤتمرات حقيقية تفرز جيلا جديدا متحررا من القيود والخطوط الحمراء وتعيد ربط الداخل الفلسطيني بالشتات وتستنهض المنظمات الشعبية وتحالفاتها الدولية وتحرر القرار الفلسطيني من القيود الاسرائيلية التي تتحكم بالمسؤول الفلسطيني في الداخل وتجعلة اسير التوجيهات والمتطلبات الاسرائيلية  العدوانية والامريكية المراوغة والاوروبية المتواطئة ....

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ