-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 21/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كنيس خراب لـ"إسرائيل"

عبد الرحمن أبو العطا*

يبدو أنّ الإسرائيليين ماضون في مخططاتهم لإفراغ المدينة المقدسة من أهلها وطردهم عنها ، وإحلال اليهودية عنوة وإكراهاً بقوة السلاح وأرتال السيارات العسكرية وآلاف الجنود وأفراد الشرطة الذين يخنقون مدينة القدس ويملأون طرقاتها بالخوف.

فالمشهد منذ فترة طويلة مشتعل مع كثرة الاعتداءات الصهيونية على المقدسيين والرموز الدينية للمسلمين و السعي الحثيث من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الواقع الديمغرافي للمدينة وجعلها بشرقها وغربها أورشليم بالعبرية أو جيروزالم بالإنجليزية بدلا من القدس الإسلامية العربية.

وعلى ما يبدو فإن الزعماء الصهاينة يظنون أنفسهم أكثر ذكاءً من أسلافهم المحتلين لأرض فلسطين وأنهم جاءوا بأفكارٍ أكثر قدرةٍ على البقاء والسيطرة من خلال ترحيل الناس من ديارهم وإحلال اليهود مكانهم، ونسوا بأن الصليبيين مكثوا مائة عام وأخرجهم صلاح الدين الأيوبي مدحورين.

وإنّ الجموع التي هبّت من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ووصلت إلى القدس وتلك التي حاولت ولم تصل تشير بوضوح إلى أن القضية حية وباقية ، وأنّ أهل فلسطين والمسلمون والعرب ليسوا الهنود الحُمْر الذين أبادتهم أميركا ولا أحد يطالب بدمائهم ولا بأموالهم ولا بممتلكاتهم.

وإنني لأُكبر في أهلي وإخواني رجالا ونساء كبارا وصغارا هذه الانتفاضة التي نرجو لها الاستمرار لحماية رموزنا الدينية التي تمس أصولنا العقائدية مباشرة من خطر الضياع تحت غائلة اليهودية في ظل اهتمام السلطة في رام الله بالعودة إلى رحلات المفاوضات وحفلات المباحثات.

وهذا التعبير بوضوح ولو كلف الدماء أو الاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال يدلل على أننا شعبٌ ينبض بالحياة برغم كل السموم التي حقنت بها أجسادنا وبرغم كل دعوات الانهزام التي تدعونا إلى إلقاء السلاح والاكتفاء بما يسمى المقاومة السلمية على اعتبار أننا أقلية مضطهدة في دولة منظمة.

أما السلطة الفلسطينية التي تزج بالمقاومين في سجونها وتغض الطرف عن التوغلات الإسرائيلية في مدننا وقرانا والاعتداءات على المسجد الأقصى وسائر مقدساتنا فمواقفها المخزية متكررة وهذا المتوقع منها في كل مرّة نحتاج فيها إلى موقف جريء مساند لقضايانا ، فقد ابتلينا بأنها تمثلنا أمام العالم وهي المعترف بها رغم فقدانها للشرعية.

وإنني رغم الألم أشتم رائحة البشرى وأشعر بالأمل من خلال اسم الكنيس اليهودي المقام على أرضنا المقدسة الذي هو "كنيس الخراب" ، وهو ما أراه بداية خراب دولة اليهود المسماة إسرائيل على اسم نبي الله إسرائيل (يعقوب) بن إسحق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأزكى التسليم وجميعهم برءاء من جرائم اليهود .

فهل يظنّ خليط الأجناس من اليهود البالغ عددهم نحو 15 مليون موزعين في أنحاء العالم منهم خمسة ملايين في فلسطين المحتلة أنهم قادرون أن يغلبوا مليار و مائة مليون مسلم بحذاقتهم لا بخيانة حكام و تخاذل وجبن آخرين ؟!.

فليعلم هؤلاء المغتصبون لأرض فلسطين الذين يدنسون ترابها ويعتدون على مقدساتنا أن المساس بالمسجد الأقصى المبارك سوف يطيح بالحكام الخونة والمتخاذلين والجبناء الذين يعتمدون عليهم في منع غضبة الأمة الإسلامية ويعرقلون حركتها نحو تحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين.

ومن المؤكد أن تتغير الخارطة السياسية في المنطقة بأكملها بعد فشل الحكام في حماية المقدسات وحفظ كرامة الشعوب وتحقيق مصالحها ، وسوف تكون تلك بداية تشكل أنظمة تسعى لتحقيق أهداف ومصالح الناس و في مقدمتها إزالة دولة اليهود المسماة إسرائيل لأنها خطر حقيقي على الأمن في المنطقة ، ولأنها سبب كل المصائب التي وقعت بها على مرّ العقود.

قد يكون هذا الكنيس مقدمة لهدم المسجد الأقصى ولكنه أيضا سيكون الشرارة التي فجرت برميل البارود الذي احتشت به المنطقة بأسرها من كبت وظلم وعجز عن نصرة المستضعفين على أرض فلسطين والمحاصرين في غزّة و سيحيل انفجاره هذه الدولة المجرمة إلى ذكرى أليمة انتهت.

ـــــ

* كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في غزة.

abed398@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ