-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 17/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مفهوم ودور المقاومة في لبنان أصبح ملتبسًا

بقلم : حسان قطب*

hasktb@hotmail.com

عقب هزيمة العرب في حرب الأيام الستة في حزيران من عام 1967، تفجر العنفوان العربي والكبرياء العربي الداعي إلى الثأر من الهزيمة وتغيير الواقع المؤلم الذي نتج عن صدمة الهزيمة تلك.. وانتشرت منظمات المقاومة الفلسطينية التي كانت قد انطلقت بشكل سري وخجول بل وملاحق من قبل الأنظمة العربية التي كانت تطلق الشعارات الرنانة حول تحرير الأرض الفلسطينية المغتصبة من قبل دولة إسرائيل، لتستوعب هذه المنظمات والتنظيمات الحنق العربي والغضب الشعبي الذي عمّ الوطن العربي برمته في تشكيلات مسلحة وتنظيمات ميليشيوية تمارس العمل المسلح ضد إسرائيل ضمن الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة في عام 1967، تحت شعار.. "إزالة آثار العدوان".. مما يعني التنازل عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1948، بشكل طوعي، وبالتالي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي كأمر واقع.. يجب التعامل معه سياسيًا ودبلوماسيًا سواء من خلال المفاوضات المباشرة التي انطلقت في كامب دايفيد ووادي عربة أو أوسلو ومدريد.... أو من خلال المفاوضات غير المباشرة التي قادها مبعوث الأمم المتحدة آنذاك... "يارينغ" وذلك عقب الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 1967، للضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.. وكذلك عقب حرب عام 1973، والتي أدت إلى نشوء نوع من توازن القوى بين الدول العربية والدولة العبرية.. أو تلك التي يقودها ويرعاها النظام التركي اليوم بين دولتي سوريا وإسرائيل..

إذاً مفهوم المقاومة كان معناه السعي لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة وعودة الشعب الفلسطيني المظلوم إلى أرضه وإنشاء دولته المستقلة.. وإزالة ومسح مشاعر الذل والمهانة التي شعر بها الشعب العربي برمته عقب الهزيمة تلك.. ودور هذه المقاومة كان محدداً بمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية وتكبيدها الخسائر الفادحة بما يدفعها إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه في أرضه واستعادة حريته وإنشاء دولته.. وكان ولا زال هذا الأمر حقًا لكل مواطن عربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص في أن يشارك في هذه المقاومة بحرية وقناعة منه كحق طبيعي له لتحصيل حقوقه المهدورة واستعادة الكرامة المجروحة...

هذا الواقع المأساوي تكرر في لبنان عقب الاحتلال الإسرائيلي لجزءٍ واسع من أراض لبنان في عام 1982، وعلى الأثر نشأت العديد من قوى ومنظمات المقاومة اللبنانية.. الوطنية منها والإسلامية لمواجهة العدوان ودحر قوى الاحتلال.. إلى خارج الأراضي اللبنانية.. لتحقيق السيادة والحرية والاستقلال... وبناء الدولة اللبنانية المستقرة رغم جراح الحرب الأهلية التي كانت تحفر عميقًا في جسم الوطن والمواطنين اللبنانيين.. وساهم في هذه المواجهة والمقاومة الكثير من المواطنين اللبنانيين التي أثمرت دحراً للاحتلال ولو بشكل تدريجي حتى تحقق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية  في أيار/مايو من عام 2000، وسقط المئات من الشهداء والجرحى والمعوقين والأسرى دفاعًا عن هذا الوطن وشعبه وقضيته وكذلك دفاعًا عن القضية الفلسطينية ودعمًا للشعب الفلسطيني..

لكن ما الذي جرى في لبنان... برعاية سورية وعناية إيرانية وبشعارات فئوية مذهبية احتكر حزب الله ومن خلفه حركة أمل.. شعارات المقاومة بل وتاريخ المقاومين أيضًا وتم تجهيل المواطنين اللبنانيين وملايين العرب والمسلمين حقيقة أن كافة فئات الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني قد شاركت في مقاومة الاحتلال.. وتحرير الأرض.. حيث تم منع كافة القوى والفصائل من ممارسة العمل المقاوم ضد الاحتلال خلال الفترة الممتدة بين عامي 1992- 2000، تاريخ التحرير ولا زال هذا الأمر وهذا الاحتكار إلى هذا اليوم مستمراً، من تجهيل وتجاهل لتضحيات آلاف المقاومين والشهداء والجرحى والمعوقين... وتم تجاهل أسماء هذه التنظيمات وعقائدها والتزامها الوطني ودورها في تحفيز الشعور الوطني لمواجهة العدوان ودحر الاحتلال... (شيوعي، قومي، إسلامي، فلسطيني، وسواهم)..

فالمقاومة حسينية والجهاد كربلائي..والولي الفقيه يرعى المقاومين..والانتصارات إلهية..والتضحيات تخص شعب بعينه وطائفة محددة ومذهب معطاء مستهدف هو وأتباعه تاريخياً..وكان معركة المواجهة مع المحتل لإسرائيلي... هي معركة استرداد موقع ديني أو ولاية أو سلطة تاريخية مفقودة..وأصبح لهذه المقاومة وسائل إعلامها ومؤسساتها الاجتماعية والتربوية والدينية والثقافية والاقتصادية ومربعاتها الأمنية وأجهزة مخابراتها ومؤسساتها العسكرية ومخازن أسلحتها وحلفاء وأعداء حتى على الأرض اللبنانية.. ولها أيضاً وزير خارجيتها..(مسؤول العلاقات الخارجية..عمار الموسوي) ومواقفها السياسية من كل حدث أو شان عربي أو دولي أو داخلي.. وعليه فهي تسقط مواقفها ورؤيتها وقراءتها على هذه القضايا.. وما على القيادات السياسية ومؤسسات الدولة الدستورية والحكومية للشعب اللبناني إلا إتباع مواقفها هذه أو تتعرض للاتهام بكل ما هو ممكن ومتاح..من ألفاظ التخوين والقدح والذم..

أي قائدٍ للمقاومة هذا الذي يخاطب شعبه عقب انتهاء حرب (تموز/يوليو 2006) محذراً إياه من مؤامرة ترحيله بالبواخر والسفن إلى خارج الأراضي اللبنانية.. متهماً شركاءه في الوطن بحبك هذه المؤامرة بدل أن يشكر هذا القائد.. القوى السياسية والشعب اللبناني بكل فئاته على دوره وشجاعته في احتضان النازحين من خطر العدوان وغطرسة المعتدي..

 أي مقاومة هذه هي تلك التي تمنع إخوانها في الوطن والمواطنية من ممارسة دورهم في مقاومة الاحتلال ومواجهة العدوان... ومهما قيل غير ذلك أو مهما صدرت من توضيحات وتبريرات فهي حتمًا غير صحيحة.. لأننا شاهدنا وعشنا في وسائل إعلامه وفي خطاباته وأدبياته هذه العنصرية في التفكير والتوجهات والأهداف غير المشروعة لهذا الحزب وفريقه.. والتي تتجاوز أهداف المقاومة الصحيحة والمشروعة والطبيعية والمنطقية... وتوضيحًا لهذا الأمر أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "المعادلة التي أعلنها السيد حسن نصر الله كانت موجهة إلى العدو الإسرائيلي وحلفائه من القوى الدولية التي اعتمدت في الأشهر الماضية إرسال رسائل تهديد مباشرة وغير مباشرة إلى المسؤولين اللبنانيين والسوريين، وقد شكلت انتصارًا على محاولات إضعاف المقاومة وإرباكها وإدخالها في متاهات تبتعد فيها عن قضيتها الأصلية". وقال: "لن يستطيع أحد أن يصغّر المقاومة إلى حجم قوة داخلية تتنافس مع قوة أخرى على هذا الموقع أو ذاك لأن قضيتها ليست قضية نزاع داخلي، وهي توجّه جهدها وتكثف مساعيها في مواجهة العدو"...

إذا ما هي أهداف المقاومة الحقيقية وغير المعلنة.. إلى جانب تحرير الأرض وحماية الوطن..؟؟.. هل أصبحت هذه المقاومة التي تتخذ من لبنان ومواطنيه درعًا ومتراسًا لمشاريع وأهداف توضع خارج الكيان اللبناني ولخدمة دولة إيران واستقرارها..

أيّ مقاومة هذه هي تلك التي تصر على نكأ جراح الحرب الأهلية كل يوم في وسائلها الإعلامية وكأنها تستدعيها مرة ثانية.. متهمة الآخرين وحدهم بالتسبب بمآسي الحرب وهي نفسها كانت جزءاً لا يتجزأ منها وحرب إقليم التفاح والضاحية الجنوبية وحرب المخيمات.. شاهد على جزءٍ من مرحلة بغيضة من حياة اللبنانيين ومعاناتهم..

أي مقاومة هذه هي تلك التي تستدعي وتستجدي الدعم العربي لإعادة بناء ما تهدم ثم تصدر أحكام الاتهام والتشكيك والتخوين بحق العرب وسائر الدول العربية ويعلن إعلامها تأييده ولو بشكل غير مباشر للتمرد الحوثي في اليمن وعلى حدود المملكة العربية السعودية..

أيّة مقاومة هذه هي تلك التي يتجاهل بل يمنع قادتها فئات واسعة من اللبنانيين من المشاركة في شرف ممارستها وخوض غمارها... لتفقد هذه المقاومة عنوانها الوطني وتتمترس خلف عنوان طائفي مذهبي نعيش هواجسه كل يوم ثم يقول.. النائب رعد: "ثمّة أوراق قُدّمت حول الإستراتيجية الدفاعية، وهناك أطراف ستطرح رؤيتها حول هذا الموضوع، ونحن من جهتنا نعتبر أن ما قدّمته المقاومة يشكّل نموذجًا يُحتذى به وأسلوبًا هامًا ومشهداً كبيراً، وهي موضع رهان، وبالتالي سنسعى إلى تكريس النموذج المعتمد الذي يقوم على المزاوجة بين الجيش والمقاومة"، مضيفًا: "إن الطروحات السياسية الأخرى حتى الآن لا تشكل بديلاً عن رؤية المقاومة حول الإستراتيجية الدفاعية، في حين أن أخذ الحوار إلى موضوع السلاح هو خروج عن الغاية من طاولة الحوار".

إذاً فكلام النائب رعد.. إذا ما أضفناه إلى ما ذكره سابقًا النائب الموسوي.. يكون الهدف المنشود تشريع شكل من أشكال الباسيج الإيراني أو حرس الثورة الذي ينتمي إلى طائفة بعينها في بلد متعدد الطوائف يكون عينًا على الجيش اللبناني وليس عونًا له وما الحملة الإعلامية التي تشن بين الحين والأخر على بعض دورات التدريب والتسليح إلا مقدمة  للضغط بهدف الهيمنة على المؤسسة العسكرية وتحديد مصادر تسليحها والجهات التي تدربها.... وحينئذٍ يكون على الشعب اللبناني خوض غمار كل حرب يقررها النظام الإيراني من طهران على أرض لبنان ويكون وقودها الشعب اللبناني والجيش اللبناني.. من هنا ندرك أن المقاومة في لبنان.. إن صح إطلاق هذا الاسم عليها تعاني من أزمة تأكيد مشروعيتها الشعبية دون رشوة بعض المنتفعين من المال الحلال الذي يتدفق من جيوب المواطنين الإيرانيين إلى حسابات بعض المنتفعين من هذا المال وهذا المشروع.. وتعاني هذه المقاومة أيضًا من أزمة تأكيد حقيقة دورها وطبيعة وجدية التزامها بقضايا الوطن اللبناني والشعب اللبناني والأمة العربية والقضية الفلسطينية طالما أن دورها اليوم وكما ذكر نصرالله بنفسه وكما ترجم لنا معاونوه ما قصده بكلامه.. من أن خطابه الأخير كان بهدف ردع إسرائيل عن ممارسة العدوان وليس بهدف التأكيد على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر السورية المحتلة منذ عام 1967.. وهي بالمناسبة دولة الممانعة والمقاومة التي يقتدى بها.. دون أن تتشكل لتحرير هذه القرية وأهلها في دولة الممانعة أية مقاومة وطنية أو شعبية أو دينية....

ـــــــــ

*مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ