-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مرونة ثمنها هجوم صهيوني جديد

بقلم / عائد الطيب

قبل أيام قليلة كان القرار العربي الصادر عن جامعة الدول العربية بمباركة و الموافقة على مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية و غطاء عربي ,,, والكل توقع أن تسير الأمور كما تهوى الأنفس و لكن متى كان هوى النفس يحسم قضايا مصيرية فالكيان الصهيوني أهدافه واضحة ومحددة و ثابتة و الاختلاف الوحيد في الأمر الوسيلة فمرة قتل و مرة ذبح و أخرى تدمير و تهجير و استلاب الأراضي و في أحسن الأحوال المراوغة و اللعب بالكلمات و ومنح الطرف الآخر بعض الأوهام التي لا تضير الكيان الصهيوني شيئا و لن تبعده عن أهدافه بقدر ما هي ملهاة للطرف الآخر و جعله يدخل في دوائر مغلقة مفرغة من المضمون وكل شئ ,,, هذا هو الحال مع الكيان الصهيوني كلما أبديت مرونة كلما زاد في إجرامه و أطماعه فالمعايير الإنسانية و حتى السياسية لا تنطبق عليه , فمعاييره تعنى أنه هو الذي يقرر و يدبر و يحدد الأهداف لكل الأطراف وما الذي يمنعه من ذلك وهو لا يجد من يقول كلمة و إلا كانت خطيئة في الذات الصهيونية وكانت العقوبات و الحصار و الحروب و القتل و الذبح على مرأى و مسمع العالم الذي لا يحرك ساكنا ,,,, يواصل العدو الصهيوني بالعبث و اللهو منفردا فلا اتفاقيات و لا معاهدات و لا أمم متحدة و لا مجلس أمن يلزمه و لو قيد شعرة .

مفاوضات غير مباشرة كل المراهنين على الخيار التفاوضي و الحلول الدبلوماسية  توقعوا كسر حالة الجمود السياسي و انطلاق مسيرة السلام المزعومة لتكون في مقابل نهج المقاومة و بالتالي تشكل تبريرا جديدا للمطالبة بالتخلي عن هذا النهج و لكن كالعادة و للمرة المليون العدو الصهيوني يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات في أمر ليس بغريب و لا مستبعد عليه فيعلن قبل أيام قليلة عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس في رسالة صارخة إلى كل دعاة الحلول السلمية أن افهموا و أفيقوا فالكيان الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة و لا تعنيه أو يكترث لمعاييركم فهي خاصة بكم وهذه مشكلتكم لأنكم  تفهمون الأمور كما لا ينبغي فالأمر ليس مفاوضات مباشرة أو عير مباشرة أو أي كان نوعها هناك أهداف و أطماع فالأقصى يجب أن يهدم لبناء هيكل سليمان المزعوم و القدس يجب أن تكون يهودية بكل ما فيها و كل شبر من فلسطين هو في دائرة الاستهداف و الأطماع الصهيونية ,,, و يبدو أن الكيان الصهيوني يشك في قدرة الفهم لدى العرب و كل العالم فكان لابد من تأكيد – ليس أخير – بالقرار ببناء 50 ألف وحدة اغتصابية في القدس و ما حولها  وحتى في الأحياء السكنية الفلسطينية في القدس في إشارة جديدة إلى الاستخفاف و التحدي بكل دعاة التفاوض .

إننا نتساءل ألم يحن الوقت لكي يفهم الجميع السياسة الصهيونية و الأيديولوجية و الفكر العنصري المسيطر على القرار الصهيوني في كافة مستوياته من القاعدة إلى القمة ,,, أليس الوقت هو عامل ضد الأهداف العربية و الفلسطينية إن جاز التعبير , إن كل ساعة تمر تعني أن هناك واقع جديد قام الصهاينة بترسيخه و الملاحظ يرى السرعة المحمومة و المسعورة التي يتحرك بها الصهاينة تجاه ابتلاع المزيد من الأراضي و سرقة الطابع الإسلامي و العربي-  من كل المقدسات و الأماكن - و تزويره بالتراث اليهودي المزعوم و المفترى  ,,, متى نفيق و ندرك أن الصراع يتجه نحو المنحى الأخطر طوال تاريخه ,,, إن المرحلة تحتم إعادة كافة الحسابات و العلاقات و الحلفاء الوهميين ,, فأمريكا التي من المفترض أن تكون هي راعية العملية الوهمية ( السلمية ) أظهرت في أكثر من مناسبة وجهها الحقيقي كطرف في معادلة الصراع وليست مجرد داعم و حليف للكيان الصهيوني فلا يجوز أن نعول عليها مطلقا في إمكانية أن يكون لها دورا و لو ضئيل في استعادة الحقوق ووقف التغول و الهجوم الصهيوني الجديد على فلسطين أرضا و شعبا و مقدسات و تراثا و إرثا إنسانيا و حضاريا , نتيجة لذلك فهناك واجب أصبح ملحا على كل عربي و مسلم في وجوب التعامل مع أمريكا كعدو مركزي في الصراع فهي الداعمة الاقتصادية و الغطاء الدولي و الحامية للمشروع الصهيوني بكل مفرداته و خصائصه و توجهاته .

أما أوروبا فالجريمة بدأت منها و خيوط المؤامرة حيكت في أرجائها و دعمها بداية من وعد بلفور حتى اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين,, وحاليا إنها لا حول لها و لا قوة في مواجهة أمريكا و الصهاينة و حتى إن تعالت أصوات أوروبية هنا أو هناك فلا تخرج سوى أن تكون مجرد كلمات لا تقدم و لا تؤخر من الأمر شيئا .

المطلوب و بشكل عاجل و سريع مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد يملك ترف الاختيار أو الدراسة الهادفة الهاربة لبناء المواقف فالأمور واضحة لكل عين مبصرة فلا داعي لإضاعة المزيد من الوقت و التهرب من المسئوليات و الأختباء خلف المبررات المعتادة من الحفاظ على التحالف  و الدعم الأمريكي و الأصدقاء في أوروبا و خلافه  ,,, إن العرب يملكون الكثير من الأوراق التي مجرد التلويح بها يشكل ضغطا هائلا على أمريكا و أوروبا و دفعهم إلى تبني مواقف معتدلة – و لا نقول داعمة – و الوقوف في منتصف المسافة و يجب بإتباع ذلك بخطوات عملية بداية من الإعلان التخلي عن المبادرة العربية و لفظ خيار التفاوض و التلويح بالمقاطعة بكافة مجالاتها الاقتصادية و الأدبية و الفنية و الرياضية إلى آخر المطاف .

و في اتجاه آخر يجب على  العرب دعم المقاومة معنويا و ماليا و الـتأكيد أن خيار المقاومة هو الخيار الذي يعيد الحقوق ,,, أما فلسطينيا يجب التوحد و الوحدة و الكفر بكل خيارات التفاوض و عدم العودة إليها بأي حال من الأحوال فالموت في ميادين القتال خير من الموت استجداء و ذلا و انكسارا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ