-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 07/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صحف تل أبيب و"أفلام الخيال غير العلمي"

عريب الرنتاوي

قبل أن يجف حبر البيانات الختامية والتصريحات التي أعقبت زيارة كل من الرئيس أحمدي نجاد وزعيم حزب الله حسن نصر الله لدمشق، كانت الصحف الإسرائيلية تصف بالتفصيل مائدة العشاء و"يتذوق" كتباها أطباق الحمص والمخللات التي توزعت عليها، وكانت "محطات درب الجلجة" التي اجتازها السيد نصر الله من مخبئه في الضاحية إلى دمشق، تحظى بوصف تفصيلي على ألسنة المحللين والخبراء والمراسلين، ناهيك بالطبع عن تفاصيل المحادثات التي جرت في كل لقاء، وأبرز التوافقات والخلافات التي برزت في أثنائها.

 

لسنا في الحقيقة نقلل من شأن الاستخبارات الإسرائيلية، ولا نحن نستخف أو نستهين بالذراع الطويلة للموساد الإسرائيلي، ولدينا بعض المعرفة (ولا أقول كثير منها) في وسائل التجسس الالكتروني المعتمد على تحليق الطائرات (بطيار أو من دونه) والتنصت على شبكات الخلوي والثابت، فضلا عن عشرات الخلايا النائمة للمخابرات الإسرائيلية في لبنان وربما في غيره من الدول العربية.

 

ولسنا أيضا نقلل من قدرة الصحافة الإسرائيلية على الوصول إلى المعلومات، وهي قدرة لا نجد لها نظيرا ولا مثيلا في عالمنا العربي، وهي صحافة نشطة و"اقتحامية" بكل معنى الكلمة، ناهيك عن أن النخبة السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل، تحرص على إدامة التواصل مع الصحافة والإعلام، ومد وسائلهما والعاملين فيها من رجال ونساء، بكل المعلومات التي يراد تسريبها أو تمريرها.

 

لكننا نلحظ في الآونة الأخيرة تسلل "نزعة جيمسبوندية" إلى عقول المراسلين وخبراء الشؤون العربية في الصحف الإسرائيلية، ومن قرأ وسمع إلى الصحفيين والمعلقين الإسرائيليين يتحدثون عن "مصعب حسن يوسف" وقصصه الأسطورية ونفوذه الخارق في أوساط حماس وكتائب القسام، ومن استمع إلى هؤلاء وهم يرون قصص "التنكر والتخفي" التي عايشها حسن نصرالله ومر بها وهو في طريقه إلى دمشق، من قرأ عن تفاصيل الاجتماعات هناك، ومن تتبع قصص اغتيال المبحوح، يظن أننا نعيش في كوكب آخر، وأننا أمام فيلم أمريكي طويل، يتواضع إلى جانبه مخرج "أفاتار"؟.

 

في ظني أن الأمر ينطوي في أحد جوانبه (غير الرئيسية) على سباق محموم على "السبق الصحفي"، وهذا أمر مفهوم ومشروع، وفي ظني أيضا أن ثمة خواء في الأحداث والأخبار، يدفع بأي قصة لاحتلال موقع الصدارة في الصحيفة ونشرة الأخبار أو على الموقع الالكتروني، لكن لا هذا ولا ذاك وحدهما، يمكن أن يفسرا انتشار ظاهرة "أفلام الخيال العلمي" في صحف تل أبيب.

 

في ظني أننا أمام فصل جديد من فصول الحرب النفسية الإسرائيلية علينا، هدفها "أسطرة" الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حرب هي من مقتضيات ومندرجات الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية لإعادة بناء الصورة الردعية لتل أبيب، وهي الصورة التي اهتزت غير مرة، وأهمها في حرب تموز 2006 حيث كان الفشل حليف الموساد في الوصول إلى قلب حزب الله وعقله وعصبه، وتكرر في حرب الرصاص المصهور وما أعقبها من فشل في الوصول إلى قلب حماس وعقلها وعصبها، بل وإلى موقع احتجاز جلعاد شاليط، فضلا عن فضائح انهيار شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان، و"النهاية غير السعيدة" لجريمة اغتيال المبحوح أو ما بات يعرف بـ"فضيحة الموساد في دبي".

 

في الحرب، ينجح المتحاربون ويخفقون، إسرائيل سجلت نجاحات في حرب الجاسوسية على حماس وحزب الله (إغتيال المبحوح ومغنية)، ولكن الحرب كر وفر، جولة لك وأخرى عليك، وهذا أمر لا تريد الآلة الحربية / الأمنية / السياسية / العقائدية في إسرائيل الإقرار به والتعايش معه، فهي تريد دائما أن تظهر في صورة القوي المنتصر، القوة الخارقة، والقدر الذي رادّ له، هي دائما تتصرف بعقلية السوبرمان اليهودي، المتفوق بالمعنى العرقي ( مع أن اليهود ليسوا عرقا  ولا قومية )، فإن حصل ذلك وتحقق المُراد في ميادين القتال والنزال، كان به، وإن تعذر فلا بأس من تضخيم النجاحات وفبركة الصورة ونسج قصص الخيال العلمي.

 

سنصدق روايات صحف تل أبيب عن اجتماعات دمشق والترتيبات الأمنية المصاحبة لوصول حسن نصرالله إليها ومغادرته لها، إن تأكد لنا بان "كاميرات بث مباشر" كانت مزروعة في "قصر الشعب" و"قصر الضيافة" وعلى امتداد الطريق من ضاحية بيروت الجنوبية حتى ضاحية المالكي - أبو رمانة، ومن دون ذلك فإن كل ما قيل ونشر لن يزيد عن كونه ضرب من "أفلام التشويق والخيال غير العلمي".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ