-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اليهود؛ عن حرب غزة

د. فايز أبو شمالة

دهاء يهودي يكمن خلف الأخبار التي سربها  الصحفي "بن كاسبيت" في صحيفة معاريف، والتي يقول فيها: إنه في أثناء الحرب على غزة؛ كشف "أولمرت" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق عما حيك ضده من محافل سياسية، وحسب الرواية؛ فإن وزير الحرب "باراك" قد عرض على "أولمرت" معطيات غير صحيحة بالنسبة لعدد الخسائر المتوقعة إذا ما واصل الجيش الإسرائيلي حربه، ودخل إلى قلب غزة، أو سيطر على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر. كما عرضت على رئيس الوزراء معطيات غير صحيحة عن الزمن الذي سيتحقق فيه الهدف. وحسب الرواية، فإن رئيس الوزراء كان يعتقد بضرورة استغلال الفرصة التي لاحت له، ولمرة واحدة، ليضرب حماس ضربة قاضية. إلا أنه في الأيام الأخيرة من الحرب، أدرك "أولمرت" أنه لا يمكن الاستمرار. فتوقف عن الإصرار، وفي مرحلة معينة تنازل، ووافق على وقف الحرب.

لا بأس أن نستنتج من الأقوال السابقة؛ أن الحرب على غزة قد فشلت بإعلان إسرائيلي رسمي، ولكن ما هو أبعد من ذلك؛ هو الإقرار الإسرائيلي أن هنالك أيام حرب إضافية جرت وفق رؤية رئيس الوزراء السياسية، ودون قناعة من وزير حربه الذي كان يعتقد أن الحرب قد استنفذت غرضها. وهذا ما تلمسه كل متابع لمجريات الحرب. وفي تقديري؛ أن هذه أول إشارة إسرائيلية على وجود تدخلات خارجية في الحرب على غزة، تلك التدخلات التي طمحت إلى تحقيق أهداف أبعد مدى مما رسم القادة العسكريون الإسرائيليون لحربهم. فمن هي تلك الجهات صاحبة المصلحة في مواصلة الحرب حتى تصفية حماس؟

إنه السر اليهودي الذي يطوي عليه أولمرت صدره، وهو يتهم وزير حربه بخداعه، وتضليله. ولو صح ذلك، فأن إسرائيل تقف أمام خيانة عظمى يتورط فيها وزير الحرب الإسرائيلي نفسه، وهذا أمر لا يصدقه إلا مجنون، لذا، لم يتأخر رد وزير الحرب الإسرائيلي، الذي برأ نفسه، وقيادة جيشه من التهم التي سعى رئيس وزراء إسرائيل إلى إلصاقها فيه، فقد أفاد مستشاره الإعلامي: "إن وزير الأمن، والمستويات التنفيذية التي عملت تحته، قد تصرفوا حسب قرارات الحكومة، وأن تفكيرهم الجوهري، وتجربتهم المهنية. ونتائج الحرب تثبت ذلك. وشخصياً لا أتشكك في هذا الكلام، ولاسيما أن باراك ما زال وزيراً للحرب حتى اليوم، وما زال الجيش الإسرائيلي بكامل لياقته العسكرية، بينما رئيس الوزراء الحالي هو "نتانياهو" الأكثر تطرفاً من "أولمرت"، والذي لن يتواني عن اقتحام غزة، لو كان الأمر سهلاً، وهيناً على الجيش الإسرائيلي.

بالعودة إلى تصريحات "أولمرت" التي يسعى من ورائها إلى تبرئة نفسه من التردد، والتخبط الذي سادت أثناء الحرب، إلا أنه يهدف إلى تعزيز ثقة الجنود الإسرائيليين بأنفسهم، وتعزيز ثقة المجتمع الإسرائيلي بالجيش، ولاسيما بعد عام على الحرب، عندما يقف الإسرائيلي أمام قوة ردع جيشه التي انكسرت على بوابات غزة المحاصرة، ويتساءل: أين ولى زمن الردع؟ وما هو مصير إسرائيل لو حاولت اجتياز بوابات بيروت، أو دمشق؟

fshamala@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ