-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صناعة الفساد في فلسطين

ا.د. محمد اسحق الريفي

قصص الفساد التي تطلعنا عليها وسائل الإعلام الصهيونية من حين لآخر، تعبر عن بعض صنوف الفساد المستشرية في السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي يصنعه ويرعاه العدو الصهيوني والجهات الممولة للسلطة، لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء وجود الشعب الفلسطيني.

إنه الفساد، الذي أنهك الشعب الفلسطيني، وأهدر تضحياته، وأحبط مشروعه التحرري، وهدم القيم والمبادئ لدى فئة من أبنائه، التي عملت في السياسة والتنظيمات، فنخرها الفساد عظامها، وانهزمت أمام العدو، وأصبحت كالعبد الطيع له، فشكل منها تياراً متصهيناً، سيطر على حركة "فتح"، وأوكل العدو إليه مهمة التحكم بالشعب، والتفاوض باسمه، وتمثيله في المحافل الدولية، فكانت المصيبة، إذ تحول المشروع الوطني الذي تقوده "فتح" إلى مشروع استثماري وسمسرة في الأرض والحقوق والعرض.

 

إنه الفساد الذي نخر عظام منظمة التحرير الفلسطينية، وحولها من مظلة وطنية للنضال ضد الاحتلال، إلى مرتع للمفسدين، ومؤسسة تجبر الشعب الفلسطيني على الاستسلام والاعتراف بما يسمى (إسرائيل)، وإلى أداة لتمرير الحلول الاستسلامية على الشعب الفلسطيني، رغم رفضه ومقاومته، وإلى هيكل فاسد يصدر القرارات التي تكرس الانقسام وتخدم المخططات الصهيونية والغربية، ويغطي على الاستيطان والتهويد والممارسات والإجراءات الصهيونية العدوانية، عبر التفاوض مع العدو، تفاوض عبثي يجمل صورة الاحتلال البشعة، ويضلل الشعب، ويلهيه عن المقاومة، حتى صار بعضه يلهث خلف سراب التسوية.

 

لقد حاول الشعب الفلسطيني تنحية هذا التيار الفاسد عن المواقع القيادية ودوائر الحكم والسلطة، للتخلص من شروره وممارساته المؤذية بالقضية الفلسطينية، ولوضع حد للفساد والمتاجرة بمعاناة الشعب، ولوقف استمرار التنازلات باسمه عن الحقوق والأرض، ولإصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وحماية المقاومة من المؤامرات الصهيوأمريكية، التي ينفذها التيار المتصهين، وللنهوض بالقضية الفلسطينية بعد ركود طال.  ولكن الشعب الفلسطيني جوبه بالتعنت والصد الشديدين، وتصدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وعملاؤها والعدو الصهيوني لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تتزعم الإصلاح والتغيير، وذلك للحؤول دون الإصلاح، ولمنع تغيير الوجوه الكالحة، وللمحافظة على الفساد يترعرع على حساب القضية الفلسطينية، ولتمكين التيار المتصهين من احتكار السلطة ومواقع قيادة الشعب، ومن محاربة مقاومته، وتنفيذ المخططات الصهيوأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على منطقتنا العربية والإسلامية. 

 

وتعرض الشعب الفلسطيني للعقاب الجماعي والمعاناة القاسية، على أيدي العدو الصهيوني، برعاية أمريكية وأوروبية، وبمشاركة من بعض الجهات الرسمية العربية، وعلى مرأى ومسمع مما يسمى "المجتمع الدولي"، الذي سلط سيفه المسموم على رقاب الشعب الفلسطيني، عبر شروط اللجنة الرباعية الدولية، لصالح المشروع الصهيوني، والذي يمول التيار المتصهين، ولا يقبل غير المفسدين قادة للشعب الفلسطيني وممثلين له في عملية التسوية.  وتصدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وعملاؤها والعدو الصهيوني للحكومة الفلسطينية التي وصلت إلى الحكم والسلطة عبر انتخابات نزيهة وحرة، فمارسوا عليها عزلة سياسية، وحاربوها أشد محاربة، وتآمروا على إسقاطها وإفشالها، وحرضوا الشعب الفلسطيني ضدها، عبر فرض الحصار على غزة، وشن الحرب عليها، وتجويع المواطنين، وإبقائهم باستمرار تحت التهديد بالذبح على أيدي جيش الاحتلال الصهيوني المجرم.

 

فالولايات المتحدة التي تنادي بالحرية والديمقراطية، وتتزعم في العالم رعاية الحقوق الإنسانية، كذباً وزوراً طبعاً، هي التي ترعى الفساد في النظام السياسي الفلسطيني، وتعده جزءاً مهماً من مصالحها في منطقتنا، ولا تقبل التعامل إلا مع المفسدين، وتعاقب الشعب الفلسطيني بأكمله إذا ما حاول إزاحة ألئك المفسدين.  هكذا تذهب الأموال المسيسة التي يقدمها الأمريكيون والغربيون وغيرهم للسلطة الوطنية الفلسطينية، إنها تذهب للفساد، وارتكاب شتى صنوف الفواحش، ما ظهر منها وما بطن... ثم تأتي الولايات المتحدة لنا تبكي وتقول إن صورتها جميلة، وليست قبيحة مقززة كما نراها نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين!

 

والعدو الصهيوني ينتشي فرحاً عندما تشيع الفاحشة والفساد في فئة من الفلسطينيين، لأنه هو الذي يرعى الفساد والمفسدين، ويسقط عملاءه عبر تصويرهم في حالات مشينة مخزية، فالفساد سلاح يحارب به العدو الصهيوني شعبنا.  ويفضح الإعلام الصهيوني الجهات الفاسدة في السلطة بين الحين والآخر، لابتزاز المفسدين، وإجبارهم على خدمته جهاراً، وبجرأة، ودون خجل أو خوف.  فالعدو الصهيوني يسعى صراحة إلى تسليم زمام الشعب الفلسطيني إلى عملائه... ثم نبكي بعد ذلك على الوحدة الوطنية، ونشكو الانقسام، ونأمل في مصالحة وطنية يعمل في إطارها الشريف والخائن جنباً إلى جنب!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ