-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 04/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حملة مشبوهة على المواقع الدينية في لبنان

حسان قطب*

لبنان بأسره يتحدث عن احتمال وقوع عدوان صهيوني يستهدف كل اللبنانيين والكل يتحدث عن ضرورة وحدة الصف الداخلي لمواجهة خطر ونتائج العدوان الصهيوني في حال وقوعه... والكل يدرك أن المواجهة تتطلب قدراً كبيراً من التفاهم على العناوين المشتركة لمواجهة هذه المرحلة وبالتالي هذا يتطلب تهدئة إعلامية وسياسية تؤسس لاستقرار يعزز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي الواجب حمايتهما وتطويرهما لمواجهة هذا العدوان المحتمل أو على الأقل حتى يشعر العدو الصهيوني أنه لن يرى تفككاً في الساحة والجبهة الداخلية في حال خاض مغامرته ضد هذا الوطن الصغير.. ولكن البعض ممن يدعي الحرص على الوطن وعلى الشعب وعلى صد العدوان وردع المعتدين يمعن في تفكيك الساحة الداخلية وتخريب الوحدة الوطنية ليسهل على المعتدين مهمتهم... منذ أيام صدر عن الرئيس الحص تصريح أشاد فيه بسماحة مفتي الجمهورية اللبناني  قال فيه.. أدلى الرئيس الدكتور سليم الحص باسم منبر الوحدة الوطنية بالتصريح الآتي: شاغل الناس هذه الأيام شيخ منافق من عائلة تحمل اسما معتبرا. وشر ما في توجهاته المشؤومة إيقاع الفتنة بين السنة والشيعة. وهذا مشهد لم ير النور والحمد لله، فلقد انقضت فترة من الزمن على بروز حال التشنج المصطنع في النفوس بين الفئتين الكريمتين، ولم نسمع والحمد لله بصدام واحد وقع في أي مكان من لبنان بينهما. هذا إن دل على شيء فعلى وعي القيادات الذي أحبط كل محاولات الإيقاع بين الأخوة. وهذا الشيخ المزيف ينبغي أن يلقى عقابه العادل من جانب القضاء اللبناني. كما من جانب المراجع الإسلامية المختصة. ونحن نبارك توجهات سماحة مفتي الجمهورية المعلنة في هذا السبيل. فالفتنة السنية الشيعية هي لغة لا يقبل بها أهل الجماعة الواحدة لأنفسهم، كما لم تقبل بمثلها أية جماعات في لبنان.. ).. وبعد يومين فقط ودون مقدمات أو أسباب موجبة... أطلق الرئيس سليم الحص كتابه المفتوح بوجه سماحة مفتي الجمهورية يطالبه فيه بالاستقالة.. وهو الذي شارك أي الرئيس الحص.. مع المجلس الشرعي الأعلى في صوغ البيان الذي أسس لقيام لجان تدقيق مالي تؤكد حسن سير العمل في الدار وفي سائر المؤسسات التابعة لدار الفتوى والأوقاف الإسلامية.... وتزامن هذا الكتاب الذي أصدره الرئيس الحص مع بيان مماثل تردد في بعض الأوساط أن ماهر حمود وهو إمام أحد المساجد الصغيرة في مدينة صيدا قد أرسله عبر الفاكس لسماحة مفتي الجمهورية يطالبه فيه باستقبال جميل السيد وهو لواء متقاعد دوره وتاريخه موضع جدل بين اللبنانيين ولكنه وبلا شك من رجالات الحقبة السورية ولا يزال كما يتردد بين شريحة واسعة من المواطنين.. وكان حمود قد زار سماحة المفتي في دارته في بيروت منذ أسابيع قليلة تحت عنوان المصالحة ورأب الصدع.. بين أبناء الطائفة.. وهذا ذكر كما رشح على لسان حمود عن ضرورة العمل المشترك تحت سقف دار الفتوى..

إذاً كلا الرجلين انقلبا على مواقفهما التي لم تستمر سوى أيام أو يومين.. السؤال... لماذا هذا الانقلاب الفجائي..

ونشرت جريدة الأخبار مقالاً موسعاً لأحد الصحافيين يدعى (فداء عيتاني) ضمن نفس العناوين والتوجه.. وهو اعتاد مهاجمة سماحة المفتي والحركات الإسلامية وكل من لا يرضى أن ينضوي تحت المظلة السورية.. وكانت جريدة الديار قد نشرت قبل يومين فقط مقالاً أو خبراً مجهولاً وربما معلوم المصدر تحت عنوان.. ظهور جبهات إسلامية داخل الطائفة السنية في صيدا خارج سيطرة دار الفتوى.. حيث.. قالت صحيفة "الديار" تقارير من داخل دار الإفتاء في صيدا تتحدث عن ظهور مجموعات إسلامية داخل الطائفة السنية تنشط ‏في مساجد، هي في الواقع خارج سيطرة دار الفتوى، ولا يعتبر أئمة هذه المساجد أن دار ‏الفتوى مرجعية روحية لها.‏ وأكد التقرير الذي أعده رجل دين يؤم الصلاة بتكليف من دار الفتوى أن هذه الجماعات ‏تدير عددا من المساجد في مدينة صيدا.. وتحت عنوان... بيانات ضد رجال دين ومساجد في صيدا... ذكر خالد الغربي في جريدة - الأخبار - صيدا: عُثر صباح أمس على بيانات مكتوبة بخط اليد، ومرميّة أمام بعض المساجد في صيدا، وتتضمّن هجوماً لاذعاً على أئمة (لم تسمّهم البيانات) بحجة غلوّهم في ممارسة الشعائر الدينية، التي لا تخلو بحسب البيانات من التحريض والانحياز السياسي، وحوت البيانات تعابير ومفردات نابية. في مكان آخر، تتوجّه البيانات، التي لم تذيّل بأيّ توقيع، بأسئلة «إلى المسؤولين عن مسجد البساط (المفترض أن يكون مسجد الشهداء) بخصوص هذا الإزعاج، فعندنا أطفال ومرضى، ونريد أن ننام عند الفجر، ولا نريد إزعاجكم، وخفّفوا صوت أذان الفجر، ولتخفّفوا أيضاً صوت الفاجر المطرب الذي يستعمل الله للتعمية». مسؤول أمنيّ أشار إلى أن التحقيقات في البيانات بدأت، وأن مراجع ومواقع دينية في المدينة تحدّثت عن بعض التفاصيل المتعلّقة بالبيانات.

من يصدر هذه البيانات وهذه المنشورات التي تشكك بدار الفتوى في صيدا كما في بيروت ..كيف يجب أن نقرأ هذا التزامن في إصدار الاتهامات والشتائم والاستفزازات والمطالبات من قبل الرئيس الحص وماهر حمود وآخرين أيضاً لا يستحقون الذكر أو الإشارة إليهم..  والمقالات الصحفية والبيانات مغفلة التوقيع والأخبار التي تستهدف بعض العلماء الذين نكن لهم كل احترام وتقدير.. سوى حلقة من سلسلة حلقات مترابطة تستهدف ضرب الطائفة السنية ومواقعها الدينية والسياسية بهدف إضعافها أو جرفها ودفعها نحو التطرف.. ربما سماحته قد تباطأ في أمر ما...؟؟؟ مما استدعى هذا الأمر أن توجه إليه الأسهم والألسن والأقلام من فداء عيتاني إلى سليم الحص إلى ماهر حمود إلى البيانات المعلومة وغير المعلومة...الموقعة وغير الموقعة.. والسؤال هل أصبح الرئيس الحص فجأة حريصاً على أهل السنة ودورهم ومرجعياتهم ومواقعهم.. لماذا لم يتملكه هذا الشعور حين كان رئيساً للوزراء في عهد لحود حيث ذكر الرئيس الحص في كتابه الذي أصدره.. (للحقيقة والتاريخ).. جملة من التجاوزات وممارسات التهميش وافتعال التجاهل بحقه شخصياً.. والذي مارسه لحود وفريقه هو بحق موقع أهل السنة الأول في لبنان وليس الرئيس الحص وحده...ولماذا لم يتملكه الغضب فشعر حينها أن عليه واجب الاستقالة حمايةً لهذا الموقع واحتراماً  لنفسه وكرامته المهدورة، وكرامة الطائفة التي استهدفت في عهده ولا زالت تستهدف بالتخوين تارةً من قبل تجار يبيعون الموقف والبيانات بالدولار الأميركي والتومان الإيراني.... لماذا لم يستشيط هؤلاء الغيورون غضباً حين استبيحت كرامات أهل بيروت في السابع من أيار في عام 2008، على يد من يمتهن حمل السلاح مهنة لا قضية.. وكما يبدو فهم أنفسهم من يطلبون منهم اليوم إصدار هذه المواقف والبيانات والتصريحات بتسعيرةٍ بخسة يندى لها الجبين...

إن ما يجري على الساحة السياسية والإعلامية في لبنان اليوم خطير للغاية ويستهدف المؤسسة الدينية والطائفة الإسلامية السنية برمتها تماماً كما تم استهداف البطريرك الماروني قبل فترة.. وربما لا زالت بعض الحملات تستهدفه.. عقب كل تصريح وكل خطاب.. وكأن المطلوب أن يشعر المواطن اللبناني المسلم والمسيحي بأن لا مرجعية سياسية أو دينية بإمكانه أن يلجأ إليها أو أن يثق بها فكلها فاسدة وغير جديرة بأن تكون في  سدة القيادة، وما على اللبنانيين الذين يرغبون في الطمأنينة.. سوى اللجوء إلى فريق صلاح عز الدين ومن رعاه وكان يرعاه ولا زال يرعاه حتى وهو في سجنه الفاخر.. وهو الذي استثمر وزير الزراعة الحالي حسين الحاج حسن أمواله لديه طمعاً في الكسب السريع، وكثير من قادة هذا الفريق الذي يدير هذه الحملة المنسقة والهادفة إلى تسعير الفتنة وتأجيج النفور والفرقة بين أبناء الصف الواحد والبلد الواحد والوطن الواحد... إنه فريق لا يرتوي سوى برؤية الصراعات والخلافات والشقاق والنفاق يتزايد ويتفاقم ويتطور... هل هكذا نحصن الساحة الداخلية لمواجهة العدوان.. سؤال برسم الرئيس سليم الحص... وسواه ممن أطلقوا هذه الحملة التي تستهدف بيتاً من بيوت المسلمين واللبنانيين.... وهل أصبحت فرص فشل العدوان الإسرائيلي أو ردعه أكثر واقعيةً وإمكانية واحتمالاً بعد هذه الحملة المسعورة...

ــــــــــــ

*مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ